رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وفيات واصابات ونفوق ماشية بسبب مادة شبيهة بالأسمنت

"شكاير الموت".. تفاصيل إنهاء مادة سامة مجهولة حياة شقيقين في الغربية

شكاير الموت.. تفاصيل
"شكاير الموت".. تفاصيل قتل مادة سامة مجهولة لـ 2 أشقاء

الخطر والغموض.. هذه هي الكلمات التي يمكن بها وصف  تلك المادة السامة المجهولة، التي عُثر عليها مُلقاة في شكائر بمركز زفتي بمحافظة الغربية، وتحديدًا على حافة الترعة بين قريتي حانوت وعزبة عويس،  وتسببت في وفاة 2 أشقاء وإصابة 8 آخرين ونفوق 2 من الماشية، وهي مادة شبيهة بالأسمنت. 

اقرأ أيضًا.. 

القصة بدأت يوم الإثنين الماضي، بورود إشارة للشرطة بحدوث حالات اختناق داخل منزل أسرة بعزبة عويس التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية نتيجة انبعاث غاز سام من مادة مجهولة، وقتها تحركت أجهزة الأمن وسيارات إسعاف لمكان البلاغ.

 وتبين فيما بعد قيام أحد الأشخاص من عزبة عويس بأخذ بعض من هذه الشكائر التي تحتوى على هذه المادة السامة، ظنًا منه أنها أسمنت للاستفادة منها في بعض الأغراض، الأمر نفسه فعل شخص آخر من قرية كفر سنباط التابعة لمركز زفتى هي الأخرى.

 

 

  وعند اختلاط هذه المادة بالماء حدثت تفاعلات كميائية نتج عنها انبعاث غاز سام يؤدي إلى الاختناق، وتسبب هذا الغاز في وفاة  أحمد أبو المعاطي حجازي 43 سنة، نتيجة استنشاقه الغاز السام، ولحق به شقيقه محمود أبو المعاطي حجازي 30 سنة، أمس السبت، ونفوق 2 من الماشية الخاصة بهم.

وتم نقل كل من إبراهيم أبو المعاطي حجازي، 25 سنة، وهندية أحمد حجازي، 20 سنة، وبثينة أحمد حجازي، 9 سنوات، محمد إبراهيم عابد، 25 سنة، بطة سلام منصور، 30 سنة، عبدالستار عبدالمعطي، 35 سنة، صفاء فوزي السيد، 65 سنة، اختناق، هبة عباس البيومي، 25 سنة، اختناق، إلى العناية المركزة لاصابتهم باختناق شديد.

 واستمر وجود هذه المادة على حافة الترعة منذ الإثنين الماضى وحتى أمس السبت، وسط خوف وحزن وترقب وفزع من هذه المادة المجهولة، التي تم فرض كردون أمني حول مناطق تواجدها، ووضع إشارات مرورية لمنع الوصول إليه.

القصة الكاملة لوفيات الغربية بسبب مادة شبيهة بالأسمنت: 

 أكد مصدر مسئول بالمجلس المحلي لمركز ومدينة زفتى، أنه تم التخلص من هذه المادة السامة مجهولة المصدر مساء أمس السبت، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وتم رفعها بطريقة آمنة من خلال تغليفها في مشمع، ووضعها في سيارة مخصصة لذلك، ودفنها في مدافن مخصصة للنفايات بالأسكندرية، بحضور المختصين والشرطة. 

 وتابع في تصريحات خاصة لجريدة الوفد، أنهم وجدوا حوالي 4 شاحنات مُلقاة خلف مركز الشباب بقرية حانوت، بالإضافة إلى الموجود على الطريق بين حانوت وعزبة عويس، مؤكدًا أن الكمية كانت كبيرة جدًا، ولكن تم التخلص منها كلها، كما تم التأكد من عدم وجود هذه المادة في أماكن أخرى من خلال الرصد الميداني وبحث المجلس المحلي بزفتى والوحدات المحلية بالمركز بالتعاون مع الشرطة وجهات أخرى. 

وذكر المصدر، أنهم طلبوا من الناس بضرورة الإبلاغ في حال رؤية هذه المادة السامة، أو إذا كان هناك أحد قد أخذ منها لاستخدامها فليخرجها ولن يتعرض لأي مساءلة، موضحًا أن المادة نفسها غير معروفة، ولكن من خلال ما كشفه الأمن، فهي متعلقة بعمل بأحد مصانع الألومنيوم أو نفاياته بميت غمر. 

وأضاف المصدر، أن صاحب مصنع الألومنيوم قيد التحقيقات، كما أنه تم القبض على صاحب الجرار الذي ألقى بهذه المادة السامة، وهو من المقيمين بقرية حانوت، وألقاها بجهل دون معرفة خطورة المادة التي ألقاها وأثرها. 

وبيّن المصدر للوفد، أن الإصابات الأولى واكتشافها كان في عزبة عويس، وكانوا 3 حالات مصابة، وجميعهم تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفى، وبعدها جاءت وفاة 2 أشقاء من كفر سنباط ونفوق الماشية  الخاصة بهم، وبعض الإصابات الأخرى التي لا تزال تحت الملاحظة، والطفلة المصابة صاحبة الـ 9 سنوات، كانت في حالة حرجة وتتلقى العلاج حاليًا بمركز السموم في طنطا.

 وأشار إلى أن تواجد المادة خلال الفترة الماضية وعدم رفعها في الحال من المجلس المحلي، لأنها كانت تحت تصرف النيابة، كما أنهم لم يكونوا على دراية بماهية المادة ومدى خطورتها، وأن كل لحظة كانت هذه المادة موجودة فيها على الطريق كانت تحت الملاحظة والرقابة، قائلًا: "مكنش ينفع أشيلهم لأنهم مش شوية زبالة الوحدة المحلية هتشيلهم وانتهى الموضوع". 

 وأضاف، أن المواشي التي نفقت تم دفنها تحت الإشراف البيطري بعد أن أخذوا منها عينة، وتم دفنها تحت عمق كبير من الأرض، مشيرًا إلى أن الجيش الثالث كان موجودًا وأخذ عينة من المادة ومن المياه التي تفاعلت معها، لتحليلهما والوقوف على طبيعة المادة السامة. 

 ويذكر أن محافظ الغربية، الدكتور طارق رحمي، وجه الأربعاء الماضي بفرض حراسة أمنية على مكان الحادث، وتشكيل لجنة مكبرة من الصحة والطب البيطري والبيئة لفحص المادة وإعداد تقرير مفصل بملابسات الحادث.