عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

حاول أن تتأمل الأرقام التالية جيدًا: فى عام 1900م، بلغ تعداد السكان فى مصر 9 ملايين نسمة. وفى عام 1950م، بلغ التعداد 19 مليون نسمة. فى عام 2000م، وصل الرقم إلى 65 مليون نسمة. وفى عام 2023م، قفز الرقم إلى أكثر من 105 ملايين نسمة (الزيادة بلغت 40 مليون نسمة فى 23 عامًا فقط).

يمكنك أن تحصل على استراحة قصيرة الآن، وأدعوك بعدها إلى لحظة تأمل من نوع آخر للأرقام التالية: فى عام 1900م كان الجنيه المصرى يساوى «جنيه ذهب وخمسين تعريفة»، وبلغ فائض الميزان التجارى ما يقارب 2 مليون جنيه. والدولار يساوى 20 قرشا. تعداد سكان مصر وصل فى عام 1950 إلى 19 مليون نسمة (10 مليون مولود جديد فى 50 سنة).

يمكنك أن تحصل على استراحة أكبر قليلًا، وأدعوك بعدها إلى لحظة تأمل للمرة الثالثة: فى عام 1930م، بلغ عدد المدارس 1036 مدرسة، وفى 2023م هناك أكثر من 60 ألف مدرسة ومئات الآلاف من الفصول الدراسية.

فى عام 1930م، بلغ عدد الطلبة فى الجامعات المصرية – كان عددها 3 جامعات فقط- حوالى 3596 طالبًا وطالبة، يمثلون نسبة ضئيلة للغاية من إجمالى عدد السكان (02,%). وفى عام 2023م بلغ عدد طلبة الجامعات 3 ملايين طالب وطالبة يشكلون ما يقارب 2.9 فى المئة من إجمالى عدد السكان. وفى السنوات العشر الأخيرة تم افتتاح 40 جامعة جديدة لاستيعاب الزيادات المتتالية فى أعداد الطلبة.

أعلم أن أفكارًا كثيرة قفزت إلى عقلك وأنت تتأمل الأرقام المذكورة أعلاه، لكن هل يمكنك أن تتخيل كم إنسانًا فى مصر سيكون على مقاعد الدراسة بعد قليل؟ هذا طفل فى الروضة، يسبقه طالب فى مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية بكل أجنحة وأنواع وأصناف المدارس الحكومية والخاصة ومعاهد التعليم الأزهرى فى مصر، وهذا طالب فى الجامعة ودارس فيها سوف يمضى كل منهم فى مراحل متقدمة من التعليم الجامعى وبعد الجامعى.

الإجابة (بالملايين) وتكاد تشكل ما يقارب ثلث تعداد أهل مصر!

الخلاصة: إذا كان التعليم هو الموعد الإجبارى المحجوز فى أجندتك– باختلاف موقعك ومسؤولياتك- فى صباح يوم دراسى جديد سوف ينطلق بعد قليل، فتُرى هل ننجح فى تخفيض السرعة الجنونية لقطار السكان؟ وتذكَّر جيدًا أن قطار الحياة الذى يتمناه كل منا ما يزال ينتظر فى المحطة! 

نبدأ من الأول

  [email protected]