رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا شك أن معرفة أسباب التطرف والغلو والانحراف الفكرى، والعمل على علاجها وتفنيد شبهات المتطرفين من أهم الأولويات فى معركة التصدى للفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

فالانحراف الفكرى من أخطر أنواع الانحراف، ولا سيما إذا كان مرتكبه على قناعة به مُغيَّبًا أو مُضلَّلًا، فلا يفكر فى الرجوع عنه أو التوبة منه، بل إنه قد يتبناه ويدعو إليه بقوة وحماس، فيَضِل ويُضِل، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : «إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا» (صحيح البخاري)، مع ما قد يترتب على هذا الانحراف الفكرى من سفك الدماء أو تدمير الأوطان وترويع الآمنين، حيث يقول الحق سبحانه : «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» (البقرة : 204،205).

وهناك صنف آخر يجادل بغير علم ولا دراية، عصبية عمياء للرأى أو الجماعة المتطرفة أو المتشددة أو الغالية التى ينتمى إليها ويتبنى فكرها، حيث يقول الحق سبحانه: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ» (الحج : 3)، ويقول سبحانه : «الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ « (غافر : 35).

ويرجع الخطأ فى الفهم والتفسير والتأويل إلى أسباب عديدة، منها: اجتزاء النصوص وإخراجها من سياقها وتأويلها تأويلًا فاسدًا لا يحتمله النص، مع عدم التفرقة بين الأصول والفروع، والثوابت والمتغيرات، وعدم الإلمام بفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الترجيح والموازنات، أو معرفة طرق الجمع بين الأدلة، ومتى يمكن الجمع بينها  ومتى يتقدم الترجيح على الجمع.

هذا إذا أحسنَّا الظن بهؤلاء المنحرفين فكريًّا، ناهيك عن من يقومون بذلك عن قصد ودراية خدمة لجماعات متطرفة أو قوى معادية لديننا وأوطاننا تعمل على تجنيد عناصرها من العملاء الذين يعيثون -وعن قصد - فى أوطانهم بل فى الأرض فسادًا. 

مما يتطلب أن نعمل معا: علماء ومثقفين وإعلاميين وكتاب ومفكرين لتفنيد ضلالات وأباطيل الجماعات الإرهابية المتطرفة وغيرها من المنحرفين والمتشددين والمُضَلَّلين على حد سواء.

وزير الأوقاف