عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

قبل أن يغرق المجتمع الدولى الشرقى أو الغربى فى بحور شبكات التواصل الاجتماعى، وقبل أن يتراقص الأطفال على تطبيقات الشبكة العنكبوتية، والتى أصبحت شاغلهم الشاغل، كان الجميع يعمل ويكدح والأطفال هكذا سواء خارج المنزل أو بداخله، وفى ذلك يكون نصيب الأطفال فى مساعدة الأم والأب داخل المنزل نصيب الأسد، خاصة البنات لتعلم الأمور الحياتية المنزلية لإعدادها كأم فى المستقبل. وذلك على مدى العصور، وفى هذه القصة التى قرأتها تجد أن بطلة القصة طفلة لم يتعد عمرها وقتها التسعة أعوام، جعلتها الظروف تقوم مقام طبيب أمراض النساء والتوليد أو مقام القابلة. فقد دفعها حبها لأمها وخوفها عليها من موت محقق أن تعمل قابلة لتوليد أمها التى جاءتها آلام المخاض فى أوقات حرجة للغاية صنعتها الأجواء المناخية، إثر تساقط الجليد بكثافة فأوقفت الحياة ليلا فى تلك البلدة. إذن فما هى القصة والتى تقول تفاصيلها  تعذر وصول الطبيب فأشرفت الطفلة على ولادة أمها وقامت بدور طبيب النساء فى عملية ولادة أمها بعدما تعذر استخدام أى وسيلة لوصول الطبيب، وأنقذت أمها بدون مساعدة من أحد سوى بعض الكلمات التى التقطتها من خلال سماعة التليفون. فالسطور التالية تحكى قصة هذه الواقعة التى حدثت بالفعل فى مدينة شيكاغو الأمريكية، وبطلتها طفلة تبلغ من العمر ٩ سنوات، كانت تدعى فيرونيك بارادى، تجلس مع أمها فى الشقة التى تملكها الأسرة، والتى عزلت عن باقى المنطقة بعد تساقط موجة شديدة من الثلوج، بينما كانت الأم فى الأيام الأخيرة من الحمل، والزوج ترك المنزل منذ عدة أيام بعد مشاجرة مع الزوجة أقسم بعدها بأنه لن يحتفل معها بعيد الميلاد والعام الجديد. مرت الأيام والزوجة تعيش على أمل أن يعود الزوج خاصة وأنها فى أيام حملها الأخيرة وتحتاجه بجانبها فى هذه الليلة التى أخذت تدعو بأن تمر فى هدوء وبسلام، حيث انقطعت وسائل المواصلات كافة عن المكان بسبب سقوط الجليد، وبهدوء شديد طلبت من ابنتها الصغيرة وتدعى فيرونيك أن تذهب للنوم مبكرا بدون احتفال برأس السنة أو بذل أى مجهود يذكر حتى لا يقع المحظور وتحدث حالة الولادة. وما إن أشارت عقارب الساعة إلى الواحدة بعد منتصف الليل، حتى بدأت تشعر بألم شديد وتأكدت أنه حان موعد الولادة، انتفضت الطفلة الصغيرة من فوق سريرها تسابق قدماها الرياح وسط صرخات الأم التى بدأت تعلو وتتزايد، تطلب منها الاتصال بالمركز الطبى القريب من المنزل لإرسال سيارة إسعاف. أسرعت الطفلة، ترتعد أناملها من شدة الخوف والقلق، وتبكى بحرارة شديدة كلما ازدادت صرخات الأم، وأمسكت بسماعة التليفون تقول للطبيب إن أمها سوف تموت وكيف تنقذها. طلب منها الطبيب أن تستمع إليه جيدا وتنفذ كل خطوة يمليها عليها من خلال سماعة التليفون. اطلبى من أمك أن تتنفس بعمق مع كل ألم واطلبى منها أن تنام على ظهرها، وتقوم بالضغط على كعبيها بشدة، وارفعى الغطاء من أسفلها وانتظرى ظهور الرأس. نفذت الطفلة كل ما قيل بالحرف الواحد، بالرغم من خوف الطبيب على الطفلة إذا ما شاهدت الدم، ففى عمرها الصغير يكون رد الفعل أن تجرى للاختفاء تحت السرير أو داخل الدولاب. وما إن شاهدت الطفلة رأس الجنين حتى أبلغت الطبيب تسأله ماذا تفعل فقال لها فى هدوء، وبدون توتر أو بكاء أمسكى بيدك برفق هذه الرأس واجذبيها نحوك. لم تخف الطفلة وقامت بعملية جذب الطفل الذى بدأ يصرخ ويبكى، ووضعته على صدر أمها، ولكن كانت المفاجأة، حيث شاهدت رأسًا أخرى تخرج من نفس المكان، وهنا طلب منها الطبيب محاولة جذب الرأس تماما كما فعلت فى المرة الأولى. وفى هذه اللحظة كانت قد وصلت سيارة الإسعاف لكن بعد أن وجدت الجنين الثانى بين ذراعى الطفلة، وأصبحت فرونيك حديث الصحف، والتى قامت بدور طبيب النساء لإنقاذ حياة أمها والتوأم اللذين أطلق عليهما جوردين، وجاروه. وبعد أن علمت مدرستها بما قامت به، قدمت لها هدية على شجاعتها لإنقاذ أمها وشقيقيها التوأم.