رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

الزلزال الذى ضرب ليبيا فى أعقاب اجتماع روما بين نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية وإيلى كوهين وزير الخارجية الإسرائيلى سيكون له توابع ربما تستمر فترة ليست بقصيرة، ولن يتوقف تأثيرها عند حدود الدولة الليبية.

منذ اختيار المنقوش لتولى حقيبة الخارجية ضمن تشكيل حكومة عبدالحميد الدبيبة والتساؤلات لا تتوقف حول مغزى ومعايير الاختيار.. فالوزيرة التى دخلت الحكومة لتولى حقيبة وزارة سيادية لا تملك أى مقومات لذلك ولا تتمتع بأى خلفية سياسية أو دبلوماسية تؤهلها لشغل هذا المنصب فى هذا الوقت العصيب من عمر الوطن.. فالوزيرة لا تعدو كونها أستاذة فى القانون الجنائى ولا علاقة لها بالسياسة ولا بالعمل الدبلوماسى.. فلا يوجد نقطة التقاء بين تدريس القانون الجنائى وبين العلاقات الدبلوماسية والعلوم السياسية.. وهكذا يبدو أن اختيارها جاء مجاملة أو ترضية أو رضوخًا لضغوط من الداخل أو الخارج، وربما يكون الاحتمال الأخير هو الأقرب والدليل على ذلك أن الوزيرة كانت تغرد خارج السرب وغالبًا ما تتعارض تصريحاتها مع خط الحكومة التى تعمل ضمن تشكيلها، ولم يحاسبها أحد على تلك التصريحات وكأنها تمثل دولة داخل الدولة.

ولأن الوزيرة لا تملك الخبرة الكافية ولا الحد الأدنى الذى يمكنها من تولى وزارة بحجم الخارجية، فقد تصورت أن بمقدورها أن تدير الدبلوماسية الليبية بمنطق «الدكانة».. فهى لا تدرك خطورة الخطوة التى أقدمت عليها عندما اجتمعت مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلى على أرض أوروبية، ولأن الوزيرة عديمة الخبرة فقد تصورت أن اللقاء لن يتعدى حدود الغرفة المغلقة التى جمعتها بالوزير الإسرائيلى، ولا تعلم الوزيرة أن «كوهين» الإسرائيلى سيعلن التفاصيل الكاملة للاجتماع على العالم أجمع.. لم تدرك الوزيرة الليبية طوال فترة عملها فى الوزارة ولو من باب المتابعة الدبلوماسية أن المسئولين الإسرائيليين لا يلتزمون أبدًا بالأعراف الدبلوماسية ولا يحافظون على أسرار أى اجتماعات أو لقاءات يكون الطرف الثانى فيها دولة عربية.

«كوهين» الإسرائيلى وزملاؤه لا يراعون أى اعتبارات أو نصائح حتى لو تسبب ذلك فى حرج للدولة التى رتبت لهذا الاجتماع وهى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك واضحا فى التصريحات الأمريكية الغاضبة التى ألقت باللوم على الوزير الإسرائيلى بسبب إعلانه لتفاصيل الاجتماع الذى كان من المفترض أن يبدأ وينتهى فى سرية تامه.

وبصرف النظر عن دوافع الاجتماع وبعيدًا عن الدور الغريب والخفى للإسرائيليين فى ليبيا والذى ظهر فى حرصهم على عقد اجتماع بهذا المستوى رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية ولا علاقات من أى نوع.. بصرف النظر عن كل ذلك فإن المظاهرات العارمة التى اندلعت فى ليبيا فى أعقاب الإعلان عن الاجتماع تؤكد حقيقة المشاعر الليبية تجاه الاحتلال الإسرائيلى.. وفى اعتقادى أن ما حدث يتعدى الحدود الليبية ويمثل استفتاء شعبيًا عربيًا على مدى كراهية العرب للإسرائيليين.. هذه الكراهية التى تأتى نتيجة طبيعية لجرائم الاحتلال فى الضفة وغزة، وارتكابهم للمجزرة تلو الأخرى وقتلهم للأطفال والنساء واستيلائهم على الأراضى الفلسطينية بدون وجه حق وتدنيس مقدسات المسلمين تحت حماية أمريكية غربية.

لن تكون التضحية بالمنقوش قربان نجاة.. ولن تهدأ العاصفة فى ليبيا حتى تصل الرسالة للأيدى التى تعبث فى الداخل والخارج أنه لا جدوى مما يفعلون.