رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام فى الهوا

من يقرأ كتاب «ألف ليلة وليلة» يلاحظ أن شهرزاد فى الحكايات التى تحكيها تكرر جملة فى نهاية كل ليلة من الليالى الألف عندما تسمع صياح الديك معلنا عن بدء النهار وذهاب الليل، تقول «جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات». لا أعتقد أنها تقصد صياح الديك، إنما تقصد الفراق، دون أن تفشى به. الفراق هو من أصعب الأشياء التى تتمكن من الإنسان، وإذا كان الفراق كما في تلك الحكايات التى كانت تدفع شهريار إلى انتظار شهرزاد فى الحكاية التالية، فهناك فراق طويل أكثر ألما هو فراق الموت، هذا يفرق إلى الأبد بين الأهل بعضهم البعض. فكل إنسان يأمل فى أن تدوم حياته إلى أطول مدة له بعيدًا عن الخلود الذى له معنى آخر لدى البشر. رغم أن الموت يقين لا يقبل الشك لدى الناس، إلا أن هناك من لا يقبلون فكرة الموت على إطلاقها.

لذلك جاء الدين يطرح تصورًا لتلك الفكرة ليساعد على تقبله ببهجة وسرورٍ وليس الحزن والخوف، ويبشر الناس بالحياة بعد الموت. وقد جاء ذلك فى كل الأديان حتى يتقبل الإنسان فكرة الموت؛ لذا نجد أن المصرى القديم فى كتاب الموت الذى يعود تاريخه إلى عام ٣٥٠٠ قبل الميلاد فى نصوصه الجنائزية دعوة إلى التوحيد وعدم الخوف من الموت والاستعداد له بالفعل الحسن

فى الحياة، وأن الموت انتقال من حياة إلى أخرى؛ لذلك يكون الدين عقل وثقافة المؤمن التى تعينه على مصاعب الحياة.

لم نقصد أحدًا!