رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يظل الإنسان يحلم حتى تتوقف نبضات القلب وتخمد الروح الوثابة داخل الجسد الفانى، الحلم دليل على الحياة، ومؤشر ينبئ بالبقاء، ومادمنا نحلم فلن نموت أحياء. لكن الأحلام أصبحت مؤجلة، فقد سادت كوابيس نهارية تسيطر علينا بعد أن تحولت الأحلام إلى سراب وانقلبت على رؤوسنا وكدرت عيشتنا وأيامنا ونحن نرى المستقبل فى أبنائنا يتلوث بالعديد من فيروسات العصر التكنولوجى الفضائى، مصاحبًا إياه غياب شبه تام لدور مؤسسات وهيئات ثقافية وتعليمية كان عليها مواجهة الداء والوباء من المنبع والبداية، وليس محاولات بائسة متفرقة غير مترابطة بعضها البعض لإنقاذ أحلام المستقبل متمثلة فى النشء والشباب والجيل القادم.

فمثلا، مهرجان العلمين ومحاولة إعادة التراث الفنى والثقافى المصرى وتقديمه بصورة مبهرة متجددة للشباب والجمهور جهد مشكور، ولكن يظل فى إطار الثقافة السياحية الفنية التى تستهدف فئة معينة، وحتى ما قامت به الإعلامية المتميزة المبدعة منى الشاذلى فى تجربة هى الأولى من نوعها فى الإعلام وفى مصر، تجربة مشاركة الجمهور حفلا غنائيا مع فرقة موسيقية مغربية مطعمة ببعض العازفين المصريين، وبقيادة الفنان المغربى أمين بودشار، هى محاولة متفردة لإحياء فن الغناء الأصيل الجميل فى وجود شباب من الجامعات المصرية والذين كونوا فرقًا للكورال قد تم الاحتفاء بها واستضافتها فى برنامجها المتميز، لتبعث للشباب برسائل تطمين وتشجيع وتأييد لما يقومون به فى ظل حالة العشوائية الفنية والموسيقية التى تجتاحنا بأغانٍ تسمى شعبية أو مهرجانات تخدش الآذان وتصيب الوجدان فى مقتل وتضرب كل معانى الكلمة واللحن والأداء بقنابل عنقودية مدمرة شوهت الأجنة فى الأرحام.

كما غيرت فكر وسلوك الصغار والكبار، وأفسدت الذوق العام بكل جدارة.. ومن هنا فإن محاولات منى الشاذلى للنهوض بالفن الراقى وعودة الذوق والمتعة والجمال من خلال إصرارها على متابعة كل ما يقدمه الشباب الواعى المبدع المختلف، لهى محاولات تندرج تحت عنوان «الأحلام المؤجلة»؛ لأنها أحلام كان من الأجدر بالمؤسسات الثقافية القيام بها، فهذا هو دورها الذى أنشئت من أجله، فالثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة هى المنفذ الإبداعى للشباب فى ربوع المحروسة شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا.

قصور الثقافة دورها تنمية المواهب ورعايتها ومتابعة ما يجرى على الساحة الثقافية والفنية وعقد الندوات والاحتفالات والمسابقات وعلى الإعلام تغطية الفعاليات والتواجد فى الأحداث وتقديم كل ما تقوم به تلك القصور الثقافية التى ما هى إلا ثقافة للجمهور العادى فى أنحاء مصر.. دور المؤسسة الثقافية سواء المسرح أو الكتاب هو دور محورى يجب أن يعود بالتعاون والتكاتف مع الإعلام بشكل عام وليس بصور فردية ومحاولات من بعض الإعلاميين الذين يؤمنون بالدور الإيجابى الفعال الحيوى للإعلام والثقافة والفن فى تنمية الوعى وبناء الإنسان.

الأحلام المؤجلة هى أن نصحو ونهب لإعادة الفن الأصيل إلى سجل تاريخنا المعاصر، فليس من المعقول أن نعيش على ماضٍ ولى، الغريب أنه فى الحفل الذى غنى به الجمهور وقام بدور المطرب كانت المفاجأة أن الشباب العادى لا يعرف ولا يتذكر كلمات الأغنيات الشهيرة، خاصة الكلمات الشعرية، وإنما يتمايل مع الإيقاع والموسيقى، فذائقة الكلمة قد اندثرت وتلاشت فى جيل لا يسمع إلا الغث والردئ، ولا يطرب إلا على دقات الرق والطبلة وليس مضمون ومعنى الكلمة.. كيف لنا أن نبعث الحياة فى الأحلام والآمال لهذا الجيل القادم؟ ما هى الخطط الثقافية الفعّالة على مستوى الجمهورية؟ أسئلة كثيرة، ولكن علينا أن نقدم التحية لكل من يحاول إضاءة شمعة فى درب الأمل.. معكم منى الشاذلى، برنامج فنى اجتماعى تنويرى.. بعيدا عن إشكاليات ماضية.