رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجــــــاه

 << يمكن النظر للقمة الثلاثية، التى جمعت بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، والفلسطينى محمود عباس، والعاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين، فى القاهرة «الاثنين» الماضى، أنها انعقدت فى الوقت الدقيق، على غير ما سبقها من قمم مماثلة، ومن ثم اكتسبت من الأهمية والعمق السياسى، لأن تكون تلك الرسالة، التى على إسرائيل ورئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، التعامل مع مخرجاتها بجدية، سواء مع ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو تلك المطامع التى استمرأتها «تل أبيب»، لأن تجنى المكاسب المجانية على حساب الحق العربى، فى مسألة التطبيع من ناحية، والتوسع الجغرافى من ناحية أخرى. 

  << من بين ما يمكن أن تحققه القمة من أهداف، أن يمثل ما كان فى بيانها الختامى، عامل ضغط قويا، قد يلجم «نتنياهو» عن تلك الهلاوس، التى لا يفوته مناسبة، إلا وقد تحَدَث عن التطبيع مع المملكة العربية السعودية، وتوهمه المستحيل بمشروع القطار، الذى يتصوره يربط إسرائيل بشبه الجزيرة العربية، وليس بالسعودية وحدها، وعينه على شبكة من التبادل الاقتصادى مع دول الخليج، بخلاف ثرثرته عن مشروع خط للسكة الحديد، يمتد ما بين البحرين الأحمر والأبيض، يظن أنه منافس قوى لقناة السويس، يستهدف به حرمان مصر من كامل موارد القناة.. إلخ، لكنه فى الحقيقة، يُسَوِق لتسوية سياسية «داخلية»، فى سبيل أن ينقذ حكومته من الإنهيار. 

  << الأهم أيضاّ فيما يمكن أن توازن به قمة «القاهرة»، بين حجم الضغوطات الأمريكية على السعودية، فى شأن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وبين إصرار «الرياض»، على أن تقبل»تل أبيب» بمبادرة السلام العربية، التى طرحها الملك عبدالله بن عبد العزيز، فى مؤتمر بيروت فى العام 2002، وتقضى بدولة فلسطينية بحدود 4 يونية 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء ملف اللاجئين، وما دون ذلك من التزامات بانسحاب كامل من الأراضى العربية، وبالتالى تكون القمة هيأت وضعًا سياسيًّا قويًّا، يساعد قادة السعودية على فرض الشروط، التى تحقق مجموع المصلحة العربية، قبل أن تذهب إلى أى اتفاق مع «واشنطن». 

  << فى تقديرى أن قمة»القاهرة»، من بين ما هدفت إليه، أن تصفع «نتنياهو» عن هذيانه وتصرفاته تجاه مصر، وتلك الحملات العسكرية المستمرة، على مخيمات وبلدات الفلسطينيين، وارتكاب المجازر والاعتقال بحق شبابها، وقد  نجحت فى أن تستغل الوقت العصيب، الذى يمر به «نتنياهو»، بسبب ما يواجهه من تحديات تهدد بانهيار حكومته، تحت ضغوط انقسامات المجتمع الإسرائيلى، أمام تمرير الإصلاحات القضائية، التى تتهم أحزابًا هناك، بأنها تحصين لـ»نتنياهو»، فى مواجهة قضايا فساد، ثم رفض العسكريين الخدمة فى الجيش، واحتجاجات يومية تحذر زعماء المعارضة، من أن تكون البداية لحرب أهلية، تضع نهاية للدولة العبرية. 

  << فى رأيى أن قمة «القاهرة»، نجحت فى إحراج «نتنياهو»، أو وضعته فى مأزق الاختيار، إما إطلاق عملية سلام شاملة، تعترف بكامل حقوق الشعب الفلسطينى، فى إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، وإما الحصار الذى تلوح مؤشراته فى المنطقة، مع قرب تفاهمات أمريكية- إيرانية، حول الاتفاق النووى، وما يقال عن برنامج نووى لـ»الرياض»، قد توافق «واشنطن» عليه، فى مجمل اتفاق أمنى بين البلدين، وهو ما يقاتل»نتنياهو» لمنع الحليف الأمريكى من ذلك، ودون هذه التحديات، هناك جبهات حرب مفتوحة من كل اتجاه، تقلل من فرص إسرائيل فى الصمود، وكلها عوامل ربما خططت القمة لاستغلالها فى تطويع «نتنياهو» لقبول شروطها.. أو السقوط. 

[email protected]