رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

هناك بعض المسئولين الذين لا يعبأون بالإعلام إذا تناولهم بالسلب أو الإيجاب؛ إيمانا بأنهم فوق المساءلة، ثقة فيمن أجلسهم على المقعد؛  فلا يعملون إلا لإرضائه ولا ينظرون إلا إليه، أما واجبات عملهم فقد تركوها لمرءوسيهم يسيرونها كما يشاءون. 

وهناك بعض آخر يعمل ابتغاء لوجه الله، وإخلاصا لواجبات وظيفته واحتراما للرأى العام الذى يتابعه، هذا البعض تجده الأقرب للناس والأكثر تفاعلا مع الإعلام إذا ذكره سلبا أو إيجابا.

واحد من هؤلاء هو الدكتور محمد الشحات رئيس الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية، الذى تتلمذ على يد الكبار بوزارة الزراعة من أمثال يوسف والى وأحمد الليثى وأمين أباظة، وغيرهم، حتى صار أحد رموز الوزارة الكبار وركنا أساسيا فى تسيير أعمالها 

وللأمانة لم أكن أعرف هذا الرجل من قبل، وإنما سمعت اسمه مع مشاكل المزارعين بمشروع قوتة الجديدة، الذى بارت أراضيه وماتت زراعاته واقفة، لعدم شق مصرف الصرف الزراعى الذى وعدت هيئة التعمير بشقه بعد العام الأول من زراعة أراضى المنتفعين على لسان رئيسه، لكنها تباطأت إلى الآن فى تنفيذ وعدها فكان  هذا الدمار!

ولأن مساحة المشروع كبيرة لا تقل عن 20,000 فدان ضربتها الأملاح؛ فأصابتها بالبوار، فإن حجم انفعالى كان كبيرا أيضا؛ حين تناولت الهيئة بالنقد البناء فى مقال الأسبوع الماضى تحت هذه الزاوية، مطالبا بضرورة تحرك الهيئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرض المشروع، التى كانت تنتج محاصيل أساسية كالذرة الصفراء وفول الصويا اللذين نحن أحوج ما نكون إليهما الآن،  لدخولهما فى صناعة الأعلاف بدلا من  استيرادهما بملايين الدولارات!

ورغم قسوة النقد بحجم الانفعال للصالح العام، إلا أننى فوجئت برد فعل إيجابى من جانب مسئولى الهيئة وعلى رأسها الدكتور محمد الشحات، الذى بادر بدعوتى للقائه لتوضيح الموقف ومناقشة المشكلة عن قرب، 

ومن جانبى لبيت الدعوة متوقعا أن يسود الجلسة شد وجذب، ومحاولات للتبرير والدفع بالاتهامات بعيدا عن الهيئة ومسئوليها، وللأمانة خابت التوقعات، حيث استقبلنا الرجل بثقة وهدوء بالغين معترفا بالمشكلة وموضحا أسباب التأخير؛ لغياب التنسيق بين الصرف والرى من ناحية والهيئة من ناحية  أخرى، مقررا على الفور عقد لقاء يجمع الطرفين، خلال 24 ساعة لبدء  شق المصرف مع رصد 100 مليون جنيه كمرحلة أولى فى تمويل المشروع الذى يتكلف على الأقل 500 مليون جنيه.

من هنا فالتحية واجبة للدكتور الشحات الذى شخّص الخطأ بهدوء دون مكابرة أو استكبار، وجنح للصواب من أقصر طريق، فكان أكثر تجاوبا مع المزارعين بضخ 100 مليون جنيه للمشروع كخطوة أولى على طريق الحل.