عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

انخلعت قلوب الملايين فى العالم كله يوم الجمعة الماضية قلقًا على فضيلة الشيخ ماهر المعيقلى إمام الحرم المكى، والذى أصيب بوعكة خفيفة أثناء صلاته بالناس بعد أن أدى خطبة الجمعة، وعند قراءة فاتحة الكتاب فى الركعة الأولى كان الإعياء قد تمكن من الشيخ الجليل وهو ما بدا ظاهرًا من صوته فتأخر فضيلته لينضم لصفوف المأمومين، وتقدم فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس يتقدم ليكمل الصلاة بالناس.

وفقًا لشرعنا الحنيف المرن السمح والذى لا يترك شيئًا دون تشريع، ففى حالة تعب الإمام وعدم قدرته على الصلاة بالناس عليه أن يتأخر ويقدم رجلًا من القوم يتم الصلاة بالناس ويأتم هو به.

فضيلة الشيخ ماهر  المعيقلى واحد من هؤلاء الأئمة الذين حباهم الله بصوت يمس القلوب ويحرك المشاعر ويجعل الأفئدة تزداد تعلقًا بالقرآن الكريم. صوته ينساب مثل سلاسل الذهب الرقراق، فتتعلق به القلوب وتحبه الآذان من أول آية يقرؤها، تتمنى لو كنت مصليًا خلفه فى الحرم الشريف ألا ينتهى من الصلاة أبدًا، ولا أعتقد أن هناك بيتًا فى العالم الإسلامى كله يخلو من وجود نسخة مرتلة من القرآن الكريم بصوته العذب، ليس ذلك فقط، بل لا يوجد موبايل لا تجد صاحبه قد حمّل عليه القرآن بصوت المعيقلى. ولا أبالغ لو قلت إن لى أصدقاء من المسيحيين يعشقون صوت المعيقلى وكثير من أئمة الحرم، ولأن الناس أحبت الرجل وتفاعلت مع صوته كان من الطبيعى أن يتحول فضيلة الشيخ ماهر إلى مدرسة التحق بها كثير من القراء على مستوى العالم كله، من النادر ألا تجد مسجدًا فى المدن والقرى والنجوع لا يوجد به قاريء أو أكثر ممن ينتمون لمدرسة المعيقلى فى ترتيل القرآن الكريم.

أغلبنا أحب الشيخ ماهر المعيقلى من صوته قبل أن نعرف شكله. حدث ذلك مع غالبية أئمة الحرمين الشريفين الذين ذاعت شهرتهم وبلغت الآفاق من أصواتهم التى أحبها الناس وتعلقوا بها. فلما رأيناهم ازددنا بهم تعلقًا وحبًا. فى وجوههم أنوار ربانية وفى حناجرهم أصوات ملائكية. كيف لا وهم أئمة الحرمين الشريفين، بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. تربطنا بهم علاقة إنسانية فريدة تجعلنا نحبهم فى الله ونحب أن نعرف أخبارهم وكل ما يتعلق بحياتهم.

عن نفسى أينما كنت ينقلنى صوت فضيلة الشيخ السديس وفضيلة الشيخ الشريم فى فيمتو ثانية للكعبة المشرفة، أجدنى أمامها وجهًا لوجه، أما صوت فضيلة الشيخ على الحذيفى فهو كلمة السر فى دخولك للروضة بجوار قبر أحب خلق الله إلى الله، محمد وحزبه أبو بكر وعمر، وعلى بعد أمتار منهم وفى البقيع حيث مقابر صحابته الكرام رضى الله عنهم أجمعين.

بيننا وبين أصوات أئمة الحرم قصة حب فى الله لا تنتهى أبدًا. يزداد هذا الحب فى قلوبنا كلما سمعت أحدهم يتحدث عن فضل كبار القراء المصريين عليهم أمثال مشايخنا العظام أصحاب الفضيلة الحصرى والمنشاوى ومحمد رفعت والطبلاوى وعبدالباسط ومصطفى إسماعيل وعبدالحكم وغيرهم. أئمة الحرمين كلهم يقولون إنهم تتلمذوا على أصوات كبار القراء المصريين؛ لذا ليس غريبًا أن تجد مشايخنا الكبار أصحاب نصيب الأسد فى إذاعة القرآن الكريم السعودية فهم يعرفون قدر مشايخنا وقيمتهم.

فاللهم اشف عبدك ماهر المعيقلى ولا تسئنا فيه أبدًا وكل الدعاء لله عز وجل أن يحفظ علينا كل مشايخنا الكرام فى مصر والسعودية والعالم ممن لا يقرأون القرآن فقط بحناجرهم القوية العذبة، بل يقرأونه بقلوبهم فتصل قراءاتهم إلى قلوبنا مباشرة. فاللهم بارك فيهم جميعا، فإن لم تسع المساحة لذكرهم جميعا فتسعهم قلوب المسلمين فى كل بقاع الأرض.

[email protected]