رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

قبائل سيناء صمام أمان قلب الوطن

اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ إﻳﺪ واﺣﺪة

اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ «إﻳﺪ واﺣﺪة»ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺘﻰ اﻹرﻫﺎب واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ

 

قدمت قبائل سيناء دورًا كبيرًا فى معركتى الإرهاب والتنمية، وشهدت أرض الفيروز تعاونا كبيرا بين القبائل والقوات المسلحة لدحر الإرهاب والعنف الأسود، فكان الاثنان يدًا واحدة فى القضاء على الإرهاب.

وتبنت مصر منذ سنوات استراتيجية شاملة للقضاء على التنظيمات الإرهابية فى سيناء وتعمير أرض الفيروز، مما ساهم فى تطويق العناصر الإرهابية وإجهاضها، وحاربت القوات المسلحة التكفيريين وشاركت القبائل الدولة فى معركتى الإرهاب والتنمية، وسطرت قبائل سيناء أدوارًا بطولية فى ذلك.

دور قبائل سيناء فى معركتى الإرهاب والتنمية

كانت قبائل سيناء خط الدفاع الأول بعد ما ساعدت الجيش فى مواجهة الإرهاب، ولعبت دورًا كبيرًا فى دحره وتجفيف منابعه، وإحداث طفرة تنموية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن طريق مشروعات التنمية العملاقة التى تشهدها أرض الفيروز.

واستحقت قبائل سيناء لقب «أبطال النجاح» فى بعدما ساعدت فى الكشف عن هوية العناصر التكفيرية والطرق التى تستخدمها فى الاختباء ونقل الأسلحة، فضلا عن المساهمة فى مشروعات تنموية عديدة لها عظيم الأثر على أرض الفيروز.

وفى هذا الصدد، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن قبائل سيناء على مدار عقود كان لها دور بارز لإعلاء مصلحة الوطن، حيث كانت البداية بعد نكسة 1967م، عندما حاولت إسرائيل السيطرة على الأراضى فى سيناء ومحاولتها تحريض بدو وقبائل سيناء ضد الحكومة المصرية ومطالبتها بالقول بأن سيناء مستقلة، وقامت إسرائيل آنذاك بعمل مؤتمر صحفى كبير ولكن القبائل رفضت من ضمنهم الشيخ سالم الذى قال إن سيناء مصرية وتتبع مصر.

وأضاف «صابر» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن بعد النكسة كان هناك دعم غير مسبوق من قبائل سيناء للجيش المصرى أثناء حرب الاستنزاف، وكان هناك منظمة سيناء العربية التى كانت ساترا للوحدات الخاصة بالقوات الصاعقة والمخابرات الحربية التى كانت تعمل فى عمق دفاعات العدو بمساعدة بدو سيناء، والقيام بالعديد من العمليات بدوافع وطنية.

وأفاد خبير مكافحة الإرهاب الدولى بأن قبائل سيناء لعبت دورًا رئيسيًا فى الحرب على الإرهاب، إذ كان هناك دعم معلوماتى للقوات المسلحة والشرطة لمعرفة مداخل ومخارج التنظيمات الإرهابية وتشكيل اتحاد قبائل سيناء لمساعدة الجيش للقضاء على الإرهاب ومعرفة القوات المسلحة بأماكن وتمركزات التنظيمات الإرهابية ونجحت فى دحر الإرهاب، فكان همهم مصلحة الوطن فى المقام الأول.

وذكر «صابر» أن دور القبائل لم يتوقف عند مكافحة الإرهاب ولكن امتد بعد نجاح الدولة المصرية فى تجفيف منابع الإرهاب فى معاونتها فى عملية التنمية والبناء التى تشهدها أرض الفيروز فى عهد الرئيس السيسى من خلال العمل على تسهيل الصعاب والمشاركة فى عملية التنمية.

نماذج سيناوية حفرت أسماءها بحروف من ذهب فى أرض الفيروز

وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن سيناء جزء عزيز من أرض مصر وقبائل سيناء لعبت دورًا متميزًا فى الحرب على الإرهاب بمساعدة القوات المسلحة المصرية، وكذلك الشرطة من خلال التعاون معهم بطرق مختلفة منها تعريفهم بأماكن اختباء التنظيمات الإرهابية، ولاسيما أن سيناء تتميز بطبيعة جغرافية خاصة لا يعلمها سوى أهلها، وتقديم الدعم المعلوماتى للجيش.

وأوضح بدر الدين، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن قبائل سيناء لعبت دورًا أيضًا فى معركة البناء والتنمية التى تشهدها اليوم من خلال المشاركة فى المشروع القومى المصرى لتنمية سيناء، فلم تتحقق عملية البناء هناك إلا بمساعدة قبائل سيناء الذين هم أبناء الوطن من خلال مشاركتهم فى المشروعات التنموية الصناعية والزراعية وغيرها لتحقيق التنمية المستدامة على أرض سيناء، على حد قوله.

القبائل السيناوية والقوات المسلحة نسيج واحد

سطرت قبائل سيناء أدوارًا بطولية منذ عشرات السنين، فى الانتصار على العدو الإسرائيلى عام 1973، جميعها تمثل صفحة نضال مجيدة يضمها كتاب كفاح هذا الشعب ضد المحتل الإسرائيلى، وتجسيدًا لصورة مشرقة يجب أن يترجمها الواقع الراهن من خلال المحافظة على ذاكرة الوطن ومعرفة الأجيال المتعاقبة بهذه التضحيات.

وسجل بدو وقبائل سيناء العديد من المواقف البطولية، والتى أظهرت وعى ووطنية وانتماء وحب أهالى سيناء لوطنهم مصر، حيث بدأت تلك البطولات فى الحرب ضد العدو الإسرائيلى عندما كانوا يسارعون فى إنقاذ الجنود وإرشادهم لطريق العودة إلى السويس.

بطولات أهالى سيناء فى استرداد أرض الفيروز

وتعد بطولات أهالى سيناء ملحمة تاريخية وفدائية لاسترداد أرض الفيروز، فعلى الرغم من وجودهم فى قلب المعركة، إلا أنهم لم يبالوا بذلك، وكان هدفهم الثأر لوطنهم، حيث كانت ملحمة نضال بدو سيناء خلال الفترة ما قبل حرب 73، بدت واضحة للجميع من خلال التعاون الكامل مع القوات المسلحة، وذلك من خلال إنشاء منظمة «سيناء العربية»، والتى كانت مهمتهم جمع المعلومات عن جيش العدو، وتصوير مراكز وقواعد ارتكازات جيشهم، والقيام بالعمليات الاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة.

وكان أهالى سيناء أعيناً ثاقبة وصادقة للقوات المسلحة، فقد قد جعلوا المواقع الإسرائيلية كتابًا مفتوحًا أمام القوات المسلحة، إضافة إلى دورهم فى تنفيذ المهام الفدائية فقد كانوا كذلك ذراع الجيش فى تنفيذ تلك المهام، مثل زرع الألغام وتفجير الأهداف.

دور المرأة البدوية

كما أن المرأة البدوية لعبت دورًا وطنيًا هامًا مع الجيش المصرى، فلم تكتف المرأة السيناوية بدور المراقب، بل كانت هى أيضا فاعلًا مهمًّا من خلال إتمام العديد من التكليفات الفدائية المهمة، إضافة إلى تواصلهم مع رجال المخابرات الحربية.

مؤتمر الحسنة

وظهر وعى وانتماء ووطنية وحب أهالى سيناء ومشايخها لوطنهم مصر فى مؤتمر الحسنة، فبينما كانت إسرائيل تخطط لعزل سيناء عن مصر، كان مشايخ القبائل ينسقون سرًا مع المخابرات المصرية لاستدراج موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى وإقناعه بقبول المشايخ للفكرة مبدئيًا.

ولم تقف تلك التضحيات فقط على فترة الحرب ضد إسرائيل، بل امتدت ما بعد ثورة يناير عام 2011، والحرب على الإرهاب فى سيناء، فواصل بدو سيناء تضحياتهم مع الجيش المصرى، وشكلوا ملحمة جديدة من التضحيات وما زالوا يجاهدون مع الجيش المصرى فى سيناء، ضد فلول الإرهاب، ويضحون من أجل وطنهم بالغالى والنفيس.

نماذج حفرت أسماءها من ذهب على أرض الفيروز

الشيخ سالم الهرش.. شيخ مشايخ قبائل سيناء الذى قام بفضح اليهود والأمريكان أمام وسائل الإعلام الغربية فى مؤتمر الحسنة، والذى كانت تطلب فيه إسرائيل وأمريكا فصل سيناء عن مصر واعتبارها منطقة مستقلة.

اللواء عادل فؤاد.. وإذا تحدثنا عن منظمة سيناء العربية فلابد من ذكر اللواء عادل فؤاد الذى يعد بحق أحد أبطال التاريخ المصرى، وذاكرته تختزن أسرارا مهولة عن المقاومة داخل سيناء فى زمن الاحتلال، ويعتبر القائد الفعلى لمنظمة سيناء العربية، وتم تكليفه فى أوائل الستينيات بإعداد وتجهيز مسرح سيناء لصالح القوات المسلحة.

نصر المسعودى.. عبر قناة السويس 150 مرة، وحصل على نوط الشجاعة من الرئيس عبدالناصر ونوط الامتياز من الرئيس السادات، وكان يقوم بأعمال مع المخابرات المصرية، منها تدمير لمواقع إسرائيل فى سيناء، وذلك من خلال حمل الصواريخ على الجمال وعبور قناة السويس، والتخفى فى الصحراء وتنفيذ مئات العمليات.

عودة المسعودى.. تم أسره فى منطقة ممرات متلا عام 1968، وتم الإفراج عنه مع الأسرى فى 1974، وكان يوصل تحركات إسرائيل لمصر عبر جهاز لاسلكى، وكان فى النهار يختبئ فى بئر صغيرة، وظل عدة أشهر على هذا الوضع يرصد التحركات، ويبلغها ويساعد منظمة سيناء فى تنفيذ التفجيرات، خاصة مطار المليز ومطار العريش، وبعد أكتوبر 1973 كرمته الدولة، ومنحه الرئيس محمد أنور السادات نوط الامتياز من الدرجة الأولى.

السيد عبدالكريم لافى.. ابن البطل عبدالكريم لافى، الذى اشتهر بلقب الدكتور فى المنظمة، وكان والده قاد عشرات العمليات مع أعضاء المنظمة، وتمكن من القبض على جاسوس شهير يدعى الموجى وغيره من الجواسيس الذين تم جلبهم فى أجولة على الجمال، وتم عبور ملاحات بور فؤاد بهم وتسليمهم لمصر.

عبدالمنعم قناوى.. لقب بـ«صقر السويس»، من مواليد السويس فى 21 فبراير 1945 أحد أبطال محافظة السويس قبل حرب 73، واستطاع منع كارثة كانت بعد ثغرة الدفرسوار، حيث كان بصحبة دليل أعرابى يساعده فى جمع معلومات عن مدينة السويس ودخل دروب جبل عتاقة، وتمكنوا من اكتشاف موقع إسرائيلى سرى يوجد به أربعة جنود يرصدون مقر الجيش الثالث، وعليه قام بتصوير الموقع وقدم الأفلام للقيادة فى مقر الجيش الثالث، وبمجرد دخوله قابل اللواء عبدالمنعم واصل، فقرر على الفور نقل مقر قيادة الجيش الثالث إلى موقع آخر/ وبالفعل قام الإسرائيليون بشن هجوم كثيف على الموقع بعد مغادرته، وشارك فى عملية اختطاف مدير المخابرات الإسرائيلية حينما كان متجها إلى «أبو رديس».

ديب سيناء.. المجاهد عمران سالم عمران المعروف بلقب «ديب سينا»، نفذ العديد من العمليات الكبيرة مع أصحابه، ودمروا دفاعات العدو فى رمانة وبالوظة ومطار العريش وقطعوا خطوط الإمداد، وقاموا بنسف مستعمرة «نحال سيناى» التى كانت مقر قوات الهليكوبتر التى أغارت على جزيرة شدوان، وبالتنسيق مع المخابرات نقل الصواريخ بواسطة الجمال وسيارة نصف نقل قرب المستعمرة، بمعاونة شيخ بدوى من المنطقة.

أرض الفيروز.. نهضة حضارية وطفرة حقيقية

وشهدت سيناء مشروعات عملاقة فى عهد الرئيس السيسى، فأولى الرئيس اهتماما حقيقيا بسيناء منذ أول أيام حكمه، فخصص 73.3 مليار جنيه جنيه عام 2022/2023، للتنمية بسيناء، أى ما يقرب من 15 ضعف الأرقام المسجلة فى 2014 عن طريق عن المشروع القومى لتنمية سيناء بحسب التقرير الأخير للتنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة.

وتم إنشاء مطار جديد برأس سدر بتكلفة 3 مليارات جنيه على مساحة تبلغ 34 مليون متر، بالإضافة إلى إنشاء مارينا مع تنمية سياحية كاملة للمنطقة المحيطة بمدينة رأس سدر ومنطقة شمال عيون موسى، وافتتاح 3 مراكز لخدمة المستثمرين بتكلفة 215.5 مليون جنيه لخدمة أكثر من 10.5 ألف شركة، فضلًا عن 332 فرصة استثمارية توجد على الخريطة الاستثمارية، علاوة على توافر 139 فرصة صناعية فى سيناء.

زادت مساحة الأراضى المستصلحة والمزروعة بنسبة 176.7%، حيث بلغت 285 ألف فدان فى 2022 مقارنة بنحو 103 آلاف فدان فى يونيو 2014، فيما تصل مساحة مشروع تنمية سيناء إلى 1.1 مليون فدان منها 285 ألف فدان مساحة مزروعة، كما تم إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا بإجمالى 2122 مستفيدًا.

نهضة خدمية شاملة بسيناء

إنشاء شبكة نقل عملاقة لربط سيناء بالوادى والدلتا، حيث شملت تنفيذ ورفع كفاءة 5000 كم من الطرق والأنفاق حتى نهاية 2022، من بينها 231 كم لطريق النفق/طابا، و210 كم لمحور 30 يونيو بجانب إنشاء 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة بتكلفة 35 مليار جنيه، ليزيد عددها إلى 6 أنفاق عام 2023، مقارنة بنفق واحد عام 2014.

مد خطوط الغاز الطبيعى، حيث زادت أطوال خطوط توصيل الغاز الطبيعى المنفذة بنسبة 208.1%، لتصل إلى 3128.9 كم فى مارس 2023، مقابل 1015.4 كم فى يونيو 2014، بينما زاد عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعى بنسبة 220.8%، حيث بلغ عددها 77 محطة فى مارس 2023، مقابل 24 محطة فى يونيو 2014.

إنشاء 8 تجمعات زراعية بمحافظة شمال سيناء، وإنشاء البنية الأساسية اللازمة لزراعة لـ13 تجمعا تنمويا بشبة جزيرة سيناء وحماية المشروعات القومية الكبرى.

وعن النهضة التعليمية تم افتتاح عدد من المدارس بسيناء منها افتتاح مدرسة العوايضة للتعليم الأساسى المشترك بالشيخ زويد، ومدرسة شيبانة جنوب رفح، استكمال المعهد الفنى الصناعى ببئر العبد وتطبيق الجدارات فى المدارس الفنية بمحافظة شمال سيناء وتجهیز مدارس التعليم العام، وإعادة تأهيل مدارس التعليم الفنى وتطوير ورفع كفاءة الإدارات التعليمية والتوسع فى إحلال وتجديد بعض مبانى الكليات المختلفة.

أبرز المشروعات الصناعية فى سيناء

تم زيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع أسمنت العريش من 3.7 مليون طن سنويًا إلى 6.9 مليون طن سنويًا بنحو 2.9 مليار جنيه.

إقامة قواعد صناعية داخل سيناء ومدن القناة، حيث بلغت تكلفة مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة 403 ملايين جنيه، حيث يضم 118 وحدة، موجهة للصناعات الكيماوية والهندسية والغذائية والغزل،

بلغت تكلفة إنشاء مجمع الرخام بمنطقة «الجفجافة» بوسط سيناء 805 ملايين جنيه بطاقة 3 ملايين م2 سنويًا، بجانب بلوغ تكلفة إنتاج مصنع الرخام والجرانيت برأس سدر 727 مليون جنيه.