الخدمات المالية غير المصرفية قطاع «احتوائى» ومارد قادم فى الاقتصاد الوطنى

3 مستهدفات للشركة تدفعها للمنافسة بالسوق

ربما يأتى يوم، تذكر فيه، كيف أن أغلى كنز قد اكتسبته هو تقديرك لذاتك، فاحترامك لشخصك يميز اختياراتك، معرفتك بذاتك هى مصدر قوتك، ومن يستطيع فهم نفسه فهو الأكثر ذكاء، فى كل مرة تتصرف بانسجام مع نفسك، فأنت تكتسب مزيدًا من الاحترام، أنت تقرر ماذا تريد أن تكون. وكذلك محدثى إيمانه أن ما تواجهه من عقبات سوف يحول رحلتك إلى الأفضل.

من لديه تقدير لذاته، فهو طموح وإيجابى يسعى لخدمة الجميع... الشعور دائمًا بالثقة، قدرة على النجاح، وكذلك الرجل مسيرته تتسم بالتجارب والإرادة، وهو ما سار عليه منذ الصبا.

مجدى نبيل الرئيس التنفيذى لشركة Fin-Serv»» للحلول المالية ورئيس الرقابة على أسواق المال السابق بالرقابة المالية..... يثق بنفسه، ويدرك قدراته، منهجه افعل الشىء الذى تحبه وستحصد النجاح والتميز.. منظم، وسعادته يجدها فى خدمة الآخرين، العدل والضمير من أهم مفردات قاموسه، يحمل كل التقدير والعرفان لكل من أسهم فى صناعة شخصيته وعلى رأسهم والديه.

بالطابق الثالث وعند المدخل الرئيسى، يبدو المكتب، أكثر تناسقًا فى التصميم، ألوان وديكورات متنوعة بشكل أنيق وعصرى، تناسق كبير بين ألوان الحوائط والمحتويات، 10 لوحات تحكى جمال الطبيعة، وتراث الماضى، أثاث اتسم بالتناسق مع المكان، الإضاءة الخافتة مصدرًا للهدوء والطاقة الإيجابية والتأمل، مجموعة كبيرة من الملفات والكتب، معظمها يتعلق بمجال عمله السابق كرقيب طوال 25 عامًا، روايات، تجارب دول وكتب تاريخ تزين الأرفف الأمامية من المكتبة.

سطح المكتب أكثر تنظيمًا، وترتيبًا، قصاصات ورقية يدون بها كل كبيرة وصغيرة، أجندة يقص فى سطورها رحلته الطويلة، والذى قضاها فى واحدة من أهم الجهات الرقابية.. ذكريات كل محطاتها عزم وإرادة، ومثابرة، بدأ سطورها بقوله...«تقسو علينا الدروب، تضيق بنا المفترقات، يشد اليأس إزاره، تعصف بنا رياح المحن بين الحين والآخر، تمر أوقات تضيق فيها الأرض علينا، لكن نشكر كل هذه التجارب فقد علمتنا دروسًا لا تنسى».

بمنطق أنك تثق بنفسك كنز، يسير الرجل، موضوعى فى تحليله، لا يتحدث إلا بالبراهين والدلائل، رؤيته أكثر عمقا، يتحدث عن الاقتصاد بمنظور مختلف، واحترافى، يقول إن «دور القطاع المالى غير المصرفى، يعد لاعبًا رئيسيًا فى تنمية اقتصاديات الدول، ومن ضمنها الاقتصاد الوطنى، فمصر من الدول القليلة التى ينقسم فيها القطاع المالى إلى قطاع مصرفى، وقطاع غير مصرفى، لكنّ القطاعين يعتبران ذراعى تمويل ميزانية الدولة، ولا يمكن فصلهما، بل أضف إلى ذلك أن القطاع المالى غير المصرفى يحظى بأنه قطاع احتوائى، يقدم حلولًا تمويلية متنامية سواء للأفراد أو المؤسسات ولكافة قطاعات وأنشطة الدولة.

مشواره الطويل فى القطاع المالى غير المصرفى أصقل من خبراته وقدراته، ويتكشف ذلك من خلال استكمال حديثه عن القطاع، ويضم أنشطة سوق المال، التأمين، التمويل الاستهلاكى، التأجير التمويلى، التمويل العقارى، التخصيم، التمويل متناهى الصغر، ومن هنا يكون القطاع احتوائى، حيث يغطى كافة أوجه التمويل الخاصة بالأفراد، بمختلف طبقاتهم، وأيضاً المؤسسات بمختلف أنشطتها وتنوعها، مما يعزز دوره فى الانتشار والشمول، بالإضافة إلى أن هيئة الرقابة المالية من الهيئات القلائل فى العالم التى نجحت وبجدارة فى أن تقوم بدور المنظم والرقيب على الأسواق منذ انشائها.

استشهد فى حديثه بهذا الصدد بأن كل الأنشطة الخاضعة لإشراف الرقابة المالية، تم تنظيمها وتنميتها تشريعيا، ورقابيًا بنسبة تتجاوز المعدلات الدولية، بالإضافة إلى نجاحها فى التعامل والتجاوب السريع مع كافة المستجدات المالية العالمية، ومواكبتها والسير معها بصورة أكثر نشاطا، من خلال إصدار تشريعات مرنه وسريعة، تتلاءم مع هذه المستجدات، والأداة المالية الجديدة، وقد تحقق ذلك فى العديد من المنتجات المالية المستحدثة.

< لكن رغم هذا الدور الكبير الذى يلعبه القطاع المالى غير المصرفى، فى تقديم الحلول التمويلية من خلال الدور التنظيمى للرقابة المالية.. إلا أن بين الحين والآخر يطالب بعض الخبراء والمراقبين بفصل الأنشطة.. فما تعقيبك؟

- بثقة وتفكير عميق يجيبنى قائلًا إن «الأنشطة بتنوعها والتى تعتمد على تقديم الحلول التمويلية وتنمية المدخرات سواء للأفراد أو الشركات، فقد حرص المشرع على تحقيق التناغم، والمرونة، والتناسق بين التشريعات وبعضها فى القطاعات المتنوعة، ولكى يتم التعامل مع المنتجات المالية التى يترتب عليها حقوق مالية للغير (غير المصرفية)، وتساعد فى التمويل والتنمية، فإن دمج هذه القطاعات التمويلية لتكون من اختصاص جهة تنظيمية واحده ذات رؤية واحدة يحقق الانسجام والتكامل فيما بينها، ولكى تعمل تلك القطاعات على خدمة بعضها البعض، وهذه الميزة لم تكن لتتحقق دون دمج تلك الانشطة، حيث كان يسعى كل مسئول عن نشاط بعينه فى العمل على تنميته، دون النظر إلى تأثير قراراته على الأنشطة التمويلية الأخرى، وبالتالى فإن عدم توحيد واتساق الرؤى فى التشريع كانت تمثل إعاقة لكل قطاع، واتساع الفجوات بين هذه الأنشطة».

قمة المجد أن تتنافس مع نفسك، ونفس الحال حينما يتحدث عن المشكلات التى تواجه القطاع المالى غير المصرفى، خاصة سوق المال، يعتبر أن القطاع لا يواجه مشكلات جوهرية، أو لها تداعياتها السلبية، لكن يتطلب القطاع السعي إلى شمولًا ماليًا أكبر، وهذا يحتاج إلى مزيد من التوعية والتعريف به وأهميته، حتى يصل إلى السواد الأعظم من المواطنين، خاصة أن أهم ما يحظى به القطاع المالى غير المصرفى هو المرونة، والقدرة على مواكبة المستجدات.

العقول العظيمة تتحدث دائمًا بشأن الابتكار، وهو ما يسعى إليه الرجل، ويتبين ذلك فى حديثه عن دور القطاع المالى غير المصرفى فى الوصول إلى النطاق الأوسع من الاقتصاد غير الرسمى، عبر استحداث المنتجات والأدوات المالية المتنوعة، بأنشطته المختلفة، وبالتالى يستطيع أن يصل لكافة فئات المجتمع، وهنا يتمكن القطاع فى تحويل الاقتصاد غير الرسمى بشكل غير مباشر إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، وبذلك يكون القطاع قادرًا على تحقيق الوصول للاقتصاد الموازى، فى ظل قدرة الرقابة المالية فى إصدار تشريعات سريعة، وبصورة أكثر مرونة، لاستيعاب المنتجات الحديثة والاستمرار فى تحديثها.

دار بذهنى سؤال حول سر الاهتمام الأكبر بقطاع سوق المال، دون الأنشطة الأخرى، وقبل أن أقوم بطرح السؤال بادرنى قائلًا «دون الإشارة إلى تاريخ كل نشاط أو التطرق إلى الأقدمية فيما بين الأنشطة فإن وجهة نظرى أن نشاط سوق المال هو الأكثر انتشارًا وقبول بين المواطنين من حيث الوعى، والتوعية، بخلاف الانشطة الأخرى، فى ظل اتسام سوق المال بمنظور الاستثمار وتنمية المدخرات، والذى يتلاءم مع الكثير من الأفراد، وحرية التخارج وتحقيق العائد سواء على المدى القصير أو المتوسط أو طويل الأجل، بخلاف قطاعات أخرى قد تخاطب فئات محددة.

< إذن كيف ترى قدرة القطاع المالى غير المصرفى على استكمال دوره خلال الفترة القادمة فى تقديم حلول التمويل، خاصة فى تمويل أنشطة الدولة، وبالأخص الاقتصاد الأخضر؟

- حالة تفاؤل ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن «التنمية المستدامة، أكبر برهان على الدور المهم والمحورى الذى يقوم به القطاع المالى غير المصرفى، ويتضح ذلك فى قدرة هيئة الرقابة المالية على استيعاب ذلك والاهتمام والتجاوب السريع مع توجهات الدولة والمستجدات العالمية الملحة وسارعت فى إصدار التشريعات المنظمة للعديد من المنتجات الخاصة بالتنمية المستدامة وإنشاء مركز يتبع لها يختص بذلك وما زالت تعمل على ذلك ولديها الكوادر المؤهلة القادرة على خلق المزيد والمزيد فى هذا الشأن، كما أن التشريع الصادر مؤخرًا والخاص بتوريق الحقوق المالية المستقبلية يعد من أهم التشريعات التى تساعد فى توفير حلول تمويلية لأنشطة الدولة وبذلك نجد أن هيئة الرقابة المالية ذات أهمية كبيرة ونجحت فى التطوير والتنمية، وتهيئة البيئة التشريعية».

أحلم بما شئت فالأحلام لا تخذل من تمسك بها، والعظماء يجتهدون ليكونوا، ونفس الحال بحسب رؤيته، حيث يعمل القطاع المالى غير المصرفى، على استقطاب وجذب الاستثمارات، سواء استثمارات محلية أو أجنبية، للتوجه إلى الاستثمار المباشر أو غير المباشر، وفى ظل تعظيم العائد من الاستثمارات وتوجيهه إلى الاقتصاد القومى، وهيئة الرقابة المالية قادرة على تحقيق التنمية فى الاقتصاد، وطبقًا لاختصاصاتها فى القانون، أتاحت كافة الخدمات المالية، التى تتيح استقطاب الاستثمارات.

التفاؤل سلاحه فى تحديد رؤيته المستقبلية للاقتصاد الوطنى، ورغم التحديات الاقتصادية الجسيمة التى تعانى منها دول العالم أجمع، يعتبر أنه فى ظل الإمكانيات التى يحظى بها الاقتصاد، والفرص الاستثمارية، غير المتاحة فى الكثير من البلدان الأخرى، يحتفظ الاقتصاد الوطنى بقوته، وذلك طبقًا لتقارير المؤسسات الدولية، ويثبت ذلك التدفقات المالية الأجنبية عبر صفقات الاستحواذ التى اتسم بها السوق خلال الفترة الماضية، وتكالب المؤسسات المالية الدولية على اقتناص هذه الفرص فى العديد من المجالات.

وفى هذا الصدد استشهد بدور الرقابة المالية فى ظل ارتفاع معدلات التضخم والأزمة الاقتصادية الراهنة، وتحدياتها التى دفعت قطاع عريض من المستثمرين، والمواطنين إلى الاتجاه إلى الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم من التآكل، سرعان ما قامت الرقابة المالية، بالاستجابة الفورية لمثل هذه الفئات والشرائح، وتم تأسيس أول صندوق استثمار فى الذهب بين عشية وضحاها، وهذا يرجع إلى البيئة التنظيمية المرنة التى وصلت إلى درجة كبيرة من التكامل فى كافة الأنشطة.

< رغم كل هذا الدور الكبير الذى تلعبه الرقابة المالية فى القطاع المالى غير المصرفى... لماذا يعانى القطاع من ظهور أنشطة غير قانونية تضر به مثل الفوركس، وعمليات توظيف الأموال فى استثمارات وهمية؟

- لحظات صمت تسود قبل أن يجيبنى قائلًا أن «الرقابة المالية طبقا للقانون لها اختصاصات محدده يجب أن يستوعبها الجميع، والهيئة تبذل جهدًا كبيرًا فى التصدى ومواجهة مثل هذه الأمور والتى تقع تحت اختصاصها من خلال التوعية المستمرة، والدعوة لعدم الانصياع وراء كل ما هو يمثل خطرًا على الراغبين فى الاستثمار، ولكن السلوك غير المنظم والرغبة فى تحقيق مكاسب سريعة تدفع الأفراد لذلك».

الحكمة هى إحدي الخطط للوصول إلى ما تريد، وهو ما يتمتع به الرجل، ويتكشف ذلك حينما، يتحدث عن البورصة وقدراتها الفنية والتشريعية، بعد الجهد الكبير الذى بذل وما زال يبذل من الرقابة المالية والبورصة المصرية فى تعديل قواعد القيد باستمرار لاستيعاب أى طروحات ضخمه سواء حكومية أو غير حكومية، وبأى حجم، ويؤمن بأن توفير الفرصة سيكون قادراً على خلق السيولة، وسيتضح للجميع قدرة وتهيئة البورصة المصرية لاستقبال الطروحات، إذا كانت الطروحات قوية وذات وزن ثقيل مثل طرح أسهم شركة الكهرباء على سبيل المثال، بالإضافة إلى أن اكتمال برنامج الطروحات الحكومية سوف يعيد ريادتها فى المنطقة، وهذا ما تحقق فى العديد من أسواق المال المحيطة بعد القيام بطروحات حكومية قوية منحت هذه الأسواق نقله نوعيه من حيث الحجم والعمق.

الطموح اللا محدود هو الوقود الذى يساعد فى الوصول إلى طريق النجاح، وهو ما يتفرد به الرجل، لذلك نجح فى أن يؤسس شركة غرضها الرئيسى خدمة مجتمع المال والاستثمار، من خلال تقديم الاستشارات الفنية والمالية والاقتصادية، والاستثمارية، وكذلك تطوير أنظمة العمل داخل الشركات، وإعادة الهيكلة بأنواعها، وإدارة المشروعات، معتمدًا على خبرته الطويلة خلال عمله بالرقابة المالية، وقدراته المميزة فى سن التشريعات ووضع القواعد والإجراءات.

تعلم أن التنافس مع الذات هو الأفضل، فكلما تنافست مع نفسك تطورت، وهو ما يسير عليه فى مستهدفاته للشركة التى تتركز فى 3 بنود تشمل جودة تقديم الخدمات للعملاء، وتقديم حلول مالية مبتكرة تستوعب الخطط، والإمكانيات الخاصة بالمشروعات، واستقطاب الاستثمارات داخل القطاع المالى غير المصرفى.

إدراك قدراتك ومواهبك، ومحاولة تنميتها واستغلالها بما يفيد هو سر تميز الرجل، تجده مغرمًا بالرياضة القائمة على التفكير والتركيز، محبًا للألوان التى تمنح الصفاء، حريصًا على بث روح النشاط وإتقان العمل بين أولاده والعاملين معه.... لكن يظل شغله الشاغل السعى فى الوصول بشركته إلى التنافسية والريادة فى السوق... فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟