رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد إغلاق 31 عامًا.. روسيا تعتزم فتح سفارتها في بوركينا فاسو

القمة الروسية الافريقية
القمة الروسية الافريقية

تعتزم دولة روسيا فتح سفارتها في دولة بوركينا فاسو، بعد غياب 31 عامًا، منذ إغلاقها عام 1992م.

 

جاء ذلك خلال لقاء جمع بين فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، وإبراهيم تراوري رئيس الفترة الانتقالية لبوركينا فاسو، بمدينة سان بطرسبرغ، علي هامش القمة الروسية الأفريقية.
وفي اللقاء الذي جمع قادة البلدين بمدينة سان بطرسبرغ الروسية، قال بوتين إن موسكو "تولي اهتماما كبيرا بتطور العلاقات مع بوركينافاسو، وعليه قررنا إعادة فتح سفارتنا هناك المغلقة منذ 1992".
وأعرب الرئيس الروسي عن "ثقته بأن قرار فتح السفارة في بوركينا فاسو سيعطي دفعة لتنمية التعاون بين الدولتين"، وفق الوكالة.
في سان بطرسبرج الروسية انعقدت القمة الروسية الأفريقية الثانية، وهي القمة التي تأتي مختلفة عن القمة الأولى في وستشي عام 2019، حيث المحددات الجيوستراتيجية والتحولات الدولية، والنسق الإقليمية جميعها مختلفة.
فالتنافس الصيني الروسي على أشده على مستوى القارة، والتنافس الصيني الأمريكي الروسي على مستوى العالم لم يحسم بعد، القمة الأفريقية مجال تنفس جديد للقيصر الروسي في ضوء الضغوط الأمريكية الغربية، وتعقد الأوضاع على مستوى الجبهة الأوكرانية؛ لذلك سعى بوتين لاستغلال القمة وتحقيق أقصى مكاسب ممكنة لتثبيت دعائم التغلغل الروسي في أفريقيا، وهو ما دفع موسكو لوصف القمة ب» الحدث المهم»، بما في ذلك المناورة بتوفير الحبوب مجانا للدول الأفريقية في ضوء الانسحاب الروسي من اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، وهو الاتفاق الذي يسمح بتصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، والتداعيات السلبية لذلك على أسعار الغذاء عالميا ونقص المعروض من المحاصيل الرئيسية بشكل عام.
القمة تمثل رسالة مهمة من موسكو للخصوم في واشنطن والاتحاد الأوروبي بعدم تأثر موسكو بالعقوبات المتزايدة، وأن الاقتصاد الروسي لا يزال متماسكا رغم كل العقوبات والضغوط، وأن حلم التعددية القطبية الذي تمثل فيه روسيا قطبا رئيسيا لا يزال قائما.
لكن رغم ذلك؛ لا تزال موسكو في مؤخرة ترتيب سباق التنافس الدولي المحموم في أفريقيا، حتى الآن لا تزال المبادلات الأفريقية الروسية هي الأدنى مقارنة بكل من الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي وحتى الهند وتركيا ودول الخليج. فالاستثمارات الروسية لا تمثل سوى 1 % من إجمالي الاستثمارات العالمية في القارة. وحتى بعد القمة الروسية الأفريقية في 2019 والتي تعهد بوتين فيها بزيادة حجم التبادلات التجارية بين الطرفين بمقدار خمسة أضعاف، تراجع حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول القارة بما يوازي 3 مليارات دولار، 20 مليار دولار إلى 17.7 مليار في الفترة ما بين 2017 و2021، ارتفعت بمقدار ضئيل في عام 2022 لتصل لنحو 18 مليار دولار. في المقابل وعلى العكس من ذلك يأتي التنين الصيني في المقدمة من حيث حجم التبادل التجاري مع دول القارة، حيث سجل 282 مليارا من التبادلات مع أفريقيا، والاتحاد الأوروبي 254 مليار دولار، بينما احتل أبناء العم سام المرتبة الثالثة بنحو 83 مليار دولار. فيما بلغت استثمارات دول الخليج في أفريقيا ما يقرب من 100 مليار دولار نهاية 2021، ونحو 70 مليار دولار تبادل تجاري. فما الجديد الذي تقدمه روسيا لأفريقيا؟ أفريقيا؛ وعلى المستوى الأيديولوجي، قد يرفض البعض تلك القمم سواء الروسية الأفريقية، أو الأمريكية الأفريقية، أو الصينية الأفريقية، ويراها بمثابة عودة الاستعمار القديم في ثوب جديد. ولكن الوضع الآن مختلف، فما الفرق؟
الفارق الآن أن الدول الأفريقية أغلبها تحت حكم ديمقراطي مستقر، معدلات النمو والتعليم في عديد الدول في تصاعد رغم تحديات الوباء والإرهاب، والنخب الحاكمة في أفريقيا أصبحت أكثر وعيا بالمصلحة الوطنية للدول الأفريقية، وأكثر ذكاء فيما يتعلق باستغلال الموارد والثروات المتاحة على مستوى القارة، حتى لا تصبح أفريقيا أغنى القارات وأفقرها في ذات الوقت، وهو ما يجب على العالم احترامه والتعامل مع الدول الأفريقية من هذا المنطلق؛ منطلق الشراكة الاستراتيجية والمصالح المتبادلة.