رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجبوري: الحرب الروسية أثرت على إغاثة اللاجئين الفلسطينيين

سحر الجبوري رئيس
سحر الجبوري رئيس مكتب ممثل الأونروا في القاهرة

في ظل الأزمات الإنسانية المستمرة في الشرق الأوسط، تلعب الوكالة العالمية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، دورًا حيويًا في توفير الدعم والمساعدة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، لتكون عنوان الأمل في زمن اليأس والحزن للاجئين الفلسطينيين، الشمعة التي تنير لهم الطريق المظلم لينجوا من مخاطر الحياة .

ولكن الآن الجسر الذي يربط بين اللاجئين والعالم مهدد بالتحطيم والتلاشي ، فتقف (الأونروا) لتطلق صرخاتها من القلب لإنقاذها من الإفلاس وعدم استكمال دورها ، فالحبل الذي يمسك به اللاجئون لاستكمال مشقة البقاء مهدد هو الآخر بالانقطاع بعدما وقعت الوكالة في عجز مالي وتراكمت الديون بالملايين ، لذا كان لنا هذا الحوار الصحفي مع سحر الجبوري رئيس مكتب ممثل الأونروا في القاهرة لتسليط الضوء على المشكلة ووضع آليات لحلها .

* ما هي اسباب قلة التبرع التي جعلت الوكالة مديونة بقيمة ٧٥ مليون دولار؟

الأونروا ابتدأت العام الحالي بمديونية قدرها 75 مليون دولار لعجزها عن جمع الأموال الكافية العام الماضي. وبحسب ما استلمته بالفعل من مساهمات من الدول المانحة وتوقعاتها بعد إعراب بعض مانحي الوكالة وأكثرهم التزاما بنيتهم تخفيض مساهماتهم لهذا العام والأعوام التالية، فإن العجز في العام الحالي سيكون أكبر من هذا الرقم بكثير، الوكالة لن يكون لديها ما يكفي من أموال لصرف رواتب موظفيها أو فتح المدارس أو تسديد الديون المستحقة بحلول شهر سبتمبر القادم، إن لم تحصل على المزيد من الأموال فهي مهدده بعدم البقاء والاستمرار في عملها. 

وتابعت : تقدر الميزانية الكلية للأونروا لهذا العام بـ 1,6 مليار دولار وتشمل ميزانية البرامج التي تعد العمود الفقري للوكالة ومنها تصرف رواتب جميع العاملين وتكفل استمرار الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، لم نستلم منها سوى 46 % حتى الآن.

* هل الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على الوكالة؟

نعم ، فالفجوات التمويلية التي تعاني منها الأونروا اتسعت على مدار العقد المنصرم بسبب إنهاك المانحين وتغير الأولويات الجيوسياسية والديناميات الإقليمية بسبب الأزمة الأوكرانية وتداعياتها واندلاع المزيد من الأزمات الإنسانية في المنطقة التي صرفت الانتباه عن اللاجئين الفلسطينيين ومحنتهم. ومع تزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين واحتجاجاتهم وتوقعاتهم والتكاليف على مدى العقد الماضي بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ظل الدخل الإجمالي للأونروا ثابتا. ففي العام الماضي، بلغت إيرادات الأونروا تقريبا نفس إيرادات الوكالة في عام 2013.

 * ما هي المقترحات والحلول التي تقترحيها لتجاوز هذه الأزمة المالية؟

ندعو الدول الأعضاء أن تضاهي دعمها السياسي الذي تبديه من خلال تجديد ولاية الأونروا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم مالي، والدول المساهمة والملتزمة بزيادة تبرعاتها. ونحث الدول المانحة الملتزمة والتي أعلمتنا بنيتها خفض مساهماتها لهذا العام والأعوام التالية، أن تعيد النظر في الأمر. ولا يخف على الجميع أن الهيكلية المالية للوكالة تشوبها العيوب. ولذلك نوه المفوض العام للوكالة، بأهمية الضلوع في إجراء نقاش عاجل بشأن استدامة الأونروا ضمن نقاش أوسع نطاقا بشأن دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وندعو بقية الدول العربية المقتدرة إلى المساهمة بشكل عاجل وفوري في ميزانية الوكالة لتجنب توقف خدماتها في شهر سبتمبر المقبل.

وتابعت: تحتاج الوكالة إلى المساحة السياسية لتتمكن من التطور لتلبية الاحتياجات المتغيرة للاجئين الفلسطينيين، وتحث الوكالة شركائها على النظر في الصرف المبكر للمساهمات المخطط لها للتصدي لتحديات التدفق النقدي.

*ما هي أكثر الوظائف التي رصدتها الوكالة يعمل بها اللاجئين؟

توفر الأونروا وظائف شتى للاجئين الفلسطينيين ولديها حوالي 20,000 معلم وأكثر من 4,000 طبيب. تختلف نسبة الوظائف باختلاف مناطق عمل الوكالة، فمثلا في قطاع غزة تعتبر الأونروا ثاني أكبر موظف في القطاع والتي ترتفع فيه معدلات البطالة لتصل إلى 46 في المائة وإلى 68 في المائة بين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و29 عاماً وبين النساء إلى 66 في المائة. أما أكثر منطقة عمليات يعاني فيها اللاجئون الفلسطينيون من انعدام فرص العمل هي لبنان إذ لا يحق لهم العمل في 39 وظيفة، مما يدفعهم بالقبول في أي وظيفة، وأكبر مثال على اليأس وانعدام الأفق هو عندما فتحت الأونروا 13 وظيفة شاغرة لعمال الصرف الصحي في لبنان، وتلقت ما لا يقل عن 37,000 طلب من اللاجئين الفلسطينيين، بمن فيهن حملة الشهادات الجامعية، كل هذا يدفع المزيد من اللاجئين الفلسطينيين بالعيش تحت خط الفقر وترتفع نسب البطالة بينهم وتزيد نسب اعتمادهم على الوكالة وخدماتها.

الجدير بالذكر أن الأونروا منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، تأسست عام 1949 بعد النكبة الفلسطينية التي حدثت عام 1948، وتعمل على توفير المساعدة الإنسانية والتعليم والخدمات الصحية والاجتماعية للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية.

تحرص الأونروا على تلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، وتحافظ على كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، وتعمل بشكل وثيق مع الحكومات المضيفة والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية الأخرى لتحسين ظروف المعيشة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين.