رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى الموقر أشرف صبحى، تحية طيبة وبعد.. أود أن أذكر سيادتكم، فإن الذكرى تنفع المؤمنين والمسئولين، بأن لديكم فرصة العمر لتسطير اسمكم بأحرف من نور فى صحائف المجد كأهم وزير رياضة منذ عهد مينا موحد القطرين، شريطة أن تعزم وتتوكل على الله بنسف منظومة كرة القدم البالية منذ ما يقرب من قرن، والتى ظاهرها رحمة العمل التطوعى لخدمة المجتمع وباطنها جحيم شبكات المصالح الباحثة عن المال والشهرة والنفوذ، والمحصلة مهاترات صبيانية على صفحات الحوادث وفساد ممنهج يستبيح المال العام، وبالطبع تراكم الفشل تسبب فى سقوط مدوٍ لأندية عظيمة وقفت بشموخ على منصات التتويج مثل الترسانة والأولمبى والمنصورة، وللأسف ذهبت إلى غياهب النسيان، وأخرى تعانى سكرات الموت. لقد تحولت المسابقة العريقة إلى دورى ممل للشركات يفتقد إثارة المنافسة، خالٍ من صخب الجماهير كأنه صمت القبور؛ لذلك هجرت الأجيال الجديدة هذا الهراء وذهبت مرغمة إلى حيث المتعة وكرة القدم الحقيقية، تدفعهم المقارنة الظالمة لكل عناصر اللعبة إلى تغيير انتماءاتهم القديمة، فنسب المشاهدة للمنتج الأجنبى مرعبة وتنذر بخطر لو تعلمون عظيم، وهذا يستدعى تدخلًا عاجلًا على أعلى المستويات؛ لأنها أصبحت مسألة أمن قومى بعدما سحب البساط من تحت أقدامنا، ولا داعى لذكر أمثلة مؤلمة لأن فى فمى ماء. 

لطالما أشار الرئيس فى معرض أحاديثه عن التحديات التى تواجه الدول محدودة الموارد إلى أن سبيلها الوحيد للتقدم والنمو هى الأفكار الخلاقة، فمن هذا المنطلق يجب أن نستغل الكنز الثمين ألا وهو ملكية الدولة لكل الأندية الشعبية، فإذا تعاطينا معه باحترافية قد يفتح علينا خزائن على بابا، وهى ليست على سبيل المجاز بل حقيقة ملموسة تدعمها قوة شرائية هائلة وسوق ضخم، وقبل كل هذا وذاك أمة كروية بامتياز؛ وهو ما يجعل المستثمرين يتحرقون شوقًا لهذا المعترك إذا وجدوا حزمة حوافز مغرية؛ لذا أقترح فصل النشاط الرياضى عن الاجتماعى مع احتفاظ الدولة بالأصول الثابتة واستغلال إمكانات الصندوق السيادى فى تقييم وتسويق الاسم والعلامة التجارية والأطقم الفنية لتلك الأندية وعرضها على مستثمرين عرب وأجانب، وإزالة كل العقبات البيروقراطية؛ مما يعنى ضخ أموال جديدة فى شرايين الرياضة يعاد تدويرها للعبات الشهيدة، وبالمناسبة هذه الفكرة تتوافق تمامًا مع رؤية 2030 وإعلان الجمهورية الجديدة ووثيقة تخارج الدولة من بعض القطاعات الاستراتيجية، فلماذا كرة القدم هى الاستثناء سوى تشبث ثلة المنتفعين بإبقاء الوضع الكارثى على ما هو عليه؟

كرة القدم أكبر من كونها مجرد لعبة، فهى صناعة كبيرة ومعقدة لا يصلح لإدارتها هؤلاء الهواة المتحذلقون. كفانا إهدارًا للوقت والفرص، فقوتنا الناعمة أصبحت على المحك.  

سيدى الوزير، أنا قادم لك من المستقبل، فى بضع سنين سينجح أشقاؤنا فى السعودية فى مبتغاهم الطموح لأنهم ببساطة أعطوا «العيش لخبازه» وسيصبح دوريهم من العظماء الخمس يناطح الكبار رأسًا برأس، ولا تستغرب وقتئذ حجم الشعبية الجارفة للنصر والهلال مثل ريال مدريد وبرشلونة. لازال هناك متسع من الوقت لنلحق بهم شريطة ألا نخترع العجلة، ونتسلح بالنوايا الصادقة والعمل الجاد، ودعنى أهمس فى أذنك على طريقة شكسبير: إذا لم يكن الآن فمتى، وإذا لم يكن أنت فمن؟