رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

جاءت نتائج الفرقة الأولى فى كليات القطاع الطبى ببعض محافظات الصعيد، لتؤكد أن العملية التعليمية سلسلة حلقات متصلة لها مؤشرات، ونتائج تتفق مع هذه المؤشرات، وليس مجرد السعى لتجاوز سنة دراسية ممثلة فى الثانوية العامة عن طريق الغش بعد عمل ما عرف إعلاميًا بـ«لجان أولاد الأكابر»، خاصة العام الماضى والتى ستظل نقطة سوداء فى تاريخ الثانوية العامة.

ولعل رسوب أكثر من 60% من طلاب الفرقة الأولى فى المحافظات التى سعت لتسهيل وتشكيل لجان الامتحانات العام الماضى يعطى دلالة واضحة بأن كل ما تم تداوله فى هذا الشأن كان صحيحًا، سواء تم الإعلان رسمياً عن بعض التجاوزات أو لم يتم حتى الآن، وربما لم تظهر حتى الآن الكواليس الكاملة لما حدث، الأمر الذى ظهر جلياً وبسرعة فى نتائج الطلاب.

والغريب فى الأمر أن هؤلاء الطلاب «ولاد الأكابر» الذين سعوا وبكل قوة للغش عن طريق التحويل وتغيير محل الإقامة، هم أطباء المستقبل الذين يمارسون مهنة الطب والجراحة بمختلف تخصصاتها، لنجد أنفسنا كمرضى أمام طلاب التحقوا عن طريق الغش بالكليات، دون وجود قرار حاسم تجاههم، أو تجاه عملية التحاقهم بالكليات التى لا يستحقون دخول أبوابها.

والحقيقة أن كل المؤشرات فى امتحانات الثانوية العام هذا العام والمنتهية منذ أيام تقول بأن الوزارة بقيادة الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بذلت الكثير من الجهد، سواء بمنع التحويل للطلاب، إلا للضرورة القصوى وعبر لجنة مشكلة لهذا الأمر، أو بعض الإجراءات الأخرى، لكننا نظل فى النهاية ننتظر الإعلان الرسمى للنتيجة هذا العام للتأكد من عدم تكرار ما حدث.

والواقع الذى نعيشه الآن فى ظل النتائج المخزية لـ«أولاد الأكابر» يعد بمثابة رسالة شديدة اللهجة لكل أسرة وولى أمر بأن يعرف ويدرك جيدًا قدرات الابن أو الابنة قبل أن يتخذ القرار منذ الاختيار بين الشعبتين العلمية والأدبية، ثم التفكير جيدًا فى الانسياق وراء محاولات تسهيل الغش عبر الطرق الملتوية، التى لم تعد قاصرة على تشكيل لجان أولاد الأكابر فقط، وإنما باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى وتداول بعض الأجزاء من الامتحانات بمجرد دخول الامتحانات.

خلاصة القول أن أى طالب يخدع نفسه أو أسرته بالغش أو سعى الأسرة لدعم الطالب بهذه الطرق لن تكون مجدية، كما أن تسهيل الغش عبر مواقع التواصل الاجتماعى سيؤدى إلى نفس النتيجة ولو بعد حين، وليعلم كل مواطن مصرى بأن القضية تتعلق بالقدرات والسعى للنجاح فى المجال المحبب المتوافق مع قدرات الطالب وليس دخول كليات القطاع الطبى، سواء من أجل التباهى والتفاخر، أو تنفيذ محاولات فاشلة لتنمية قدرات هى غير موجودة من الأساس، لتبقى النتائج معبرة عن القدرات الفعلية من ناحية ورسالة قوية لما هو قادم لمن أراد أن يتفكر.