عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

لو كانت الترجمة مجرد قواميس يضعها المترجم أمامه وهو يتصدى لترجمة عمل ما من لغته الأصلية إلى لغة أخرى لما كانت هناك صعوبة، ولرأينا فى كل ساعة ترجمة جديدة تصدر من هنا أو هناك، لكن الترجمة الحقيقية هى ترجمة روح الرواية أو الكتاب وليس مجرد ترجمة لمعانى الكلمات والتراكيب اللغوية؛ لذا أعترف أننى كنت قد هجرت قراءة الكتب المترجمة منذ فترة طويلة حتى أعادتنى غير نادم على العودة تلك الترجمة المتميزة لمجموعة رائعة من الإصدارات العالمية منها ما هو روائى ومنها كتب علمية وغيرها. المجموعة أصدرتها عدة دور نشر منها اسكرايب وارتقاء والمصرى وغيرها، لكن كلها لمترجمة واحدة هى سحر على عفيفى، وهو ما دفعنى لمحاولة الوصول لها لتهنئتها أولًا على ذلك الفهم الحقيقى لدور المترجم والذى يعيد لنا ما فعله رموز الترجمة فى مصر وعلى رأسهم شيخ المترجمين الدكتور محمد عنانى، الذى رحل عن دنيانا، والدكتور خالد توفيق الذى تعد كتبه التى ترجمها نبراسًا ليس فقط للقراء ولكن أيضًا لتلاميذه من المترجمين.

على رأس تلك المجموعة لفت نظرى ترجمتها لواحدة من أشهر الروايات العالمية هى «جاتسبى العظيم» للكاتب الأمريكى فرانسيس سكوت فيتزجيرالد ( 1896-1940 )، وقد بيع منها على مستوى العالم 25 مليون نسخة، وتمت ترجمتها من الإنجليزية لاثنتين وأربعين لغة، وتدور حول جاتسبى الفقير الذى تحولت حياته إلى النقيض وانتقل إلى الإقامة فى القصور الفخمة ومع ذلك عجز عن تحقيق حلمه بالزواج بحبيبة قلبه التى تمثل فى الرواية الحلم الأمريكى، وكان يشعر بالوحدة رغم كثرة المحيطين به، وعندما مات لم يجد صديق عمره من يمشى فى جنازته سوى ثلاثة أشخاص فقط رغم ازدحام قصره فى السابق بالزائرين. كما لفت نظره جرأة المترجمة سحر عفيفى فى التعرض لرواية مثل «اللؤلؤة» التى تتناول الجشع الذى استشرى بين البشر، وهو من أروع ما كتب الكاتب العالمى جون ستاينبك الفائز بنوبل عام 1962 والتى قالت عنه الأكاديمية السويدية فى حيثيات فوزه إنه: «لم يكن يمانع أن يكون مُسبِبًا للقلق والإزعاج دون أن يشعر بالذنب، فى الوقت الذى كانت الموضوعات التى اختارها لمعالجتها روائيًّا جادة وقوية. يذكر أن المؤلف الأمريكى الكبير لم يتم تعليمه وهجر الوظائف وانعزل فى كوخ يمتهن الكتابة وبرع فيها.

كما لفت نظرى قيام المترجمة بترجمة رواية «مخلب القط» تأليف: ناتالى سومنر، وهى كاتبة جريمة وروائية أمريكية (1881-1935)، وهى قصة غامضة سريعة الخطى، عن جريمة قتل تدور أحداثها فى واشنطن بعد الحرب العالمية الأولى، تتضمن القصة الكثير من الشخصيات، لكل منها أسراره الخاصة، والتى يتم كشف النقاب عنها ببطء حتى يكشف المشهد الأخير عن القاتل. ورواية «الأستاذ» للمؤلفة شارلوت برونتى وهى روائية وشاعرة إنجليزية (1816-1855) وتتحدث برونتى فى «الأستاذ» عن قصة الرجل العصامى. وتنبه فى تمهيدها القارئ إلى أنه لن تصيب الشخصيات تغييرات مفاجئة فى الثروة، وأن بطلها لن يحصل إلا على ما يمكن أن يكسبه هو نفسه من عرق جبينه. أما عن أحدث ترجمات سحر عفيفى فهو كتاب «إتيكيت الهوانم» وهو كتاب مهم جدا لكل سيدة وفتاة، حيث يساعدنا الاتيكيت على التفكير فى سلوكنا وتصرفاتنا وإدراك مشاعر الآخرين وحقوقهم. الكتاب يتضمن بشكل عملى، بعيدًا عن السخرية التى تصاحب غالبًا الحديث عن مثل هذه الموضوعات، جميع قواعد السلوك المهذب التى يجب أن تعرفها المرأة لكى تحظى بالاحترام وتجعل حياتها أكثر راحة، لكن هل تكفى قراءة هذا الكتاب لكى تتحول كل امرأة إلى هانم؟ سؤال صعب ربما تحتاج سحر عفيفى لكى تؤلف لنا كتابًا من بنات أفكارها وليس مترجمًا لو تتبعت قصص حياة عشر نساء مثلًا ممن قرأن ترجمتها لإتيكيت الهوانم لنعرف إجابة حقيقية وواقعية عن ذلك السؤال الصعب!

[email protected]