رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

مع التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى فقدَ الكتاب الورقى بريقه ولم يعد حاضرا فى بيوتنا؛ فاختفت المكتبات وصار كل فرد فى الأسرة مشغولا بهاتفه؛ يجلسون فى شقة واحدة بل فى صالة واحدة وكلٌّ مشغول بهاتفه، ربما لا يشعر بوجود أخيه بجواره؟ ولا ينتبهون إلا عندما يتوقف الراوتر ليكتشف كل منا أن أخاه بجوار بالصالة فيسلّم عليه وكأنه عائد من سفر.. ربما اختلفت الأجيال كما شرحها لى ابنى قائلا: «إن جيلكم فى نظر الصغار والشباب هو جيل Yبينما هم جيل Z وإن جيل Z يختلف تماما عما قبله فهو لا يتابع أم كلثوم وفيروز بل هو متيم بأغانى الراب وما بعد الراب»، تسمع كلمات لا معنى لها ولا سياق لغوى، وإنما هى رصّ كلمات لا تحمل إلا دعوة للتمرد على القيم والعادات وكسْر المقدس والتحريض على التدخين والمخدرات و... والأعجب أن هذه الأغنيات تشتهر وتجد من يسمعها ويحفظها ولها جمهورها الشبابى العريض، ولو أن إدارة الرقابة على المصنفات الفنية راجعت هذه الكلمات فستكتشف البلاوي! لا أدعو أن تكون ذائقة الأجيال نسخة واحدة لأنى أُومِن بتغير الأجيال وما يتبعه من تغير فى المأكل والملبس والتذوق لكن القيَم ثابتة والأخلاق الحسنة تظل حسنة عند ذوى الفطرة الطبيعية وتظل الأخلاق السيئة سيئة مهما حاولوا تجميلها وتزييف مصطلحاتها بكلمات مرادفة تبدو مقبولة، أعود إلى تساؤل مَن يثقّف الشباب وما مصادره وما مشاربه؟ إن الشباب يثقف بعضُه بعضا، وهذا له خطورة كبرى، فهم فى مجموعات مغلقة فى وسائل الاتصال عبر شبكة النت، وقد يندس بينهم من يظنونه مفكرا مُصلحا وهو مفسد يسوقهم للتهلكة، كما أن بُعدهم عن الكتاب الورقى قد يعوضه الكتاب الإلكترونى لو استطعنا من خلال المدارس والجامعات أن نغرس فى نفوسهم حب القراءة والمعرفة من مصادرها الصحيحة، حبذا لو أن مؤسساتنا اهتمت بالثقافة والتثقيف وغرست فى نفوس أبنائنا الانتماء وحب العائلة كنواة لحب الوطن، وليتنا نشجع تحويل «النّيش» إلى مكتبات، فالأطباق والصحون والحِلل من الممكن أن تظل فى كراتينها حتى يحل الضيف ويغدو النيش مكتبة تبدأ بكتاب يشتريه العروسان كل شهر لتنمو مكتبة تضئ العقول وتنقذ أبناءنا من حالة التوهان التى يعيشها بعضهم.. دعونا نفكر مع أبنائنا كيف نثقفهم وكيف نقنعهم أننا نعمل من أجل صالحهم؟

مختتم الكلام

قال الشاعر:

فقَسا ليزدجروا و من يك حازمًا

فلْيقسُ أحيانًا على من يرحمُ

[email protected]