رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إلا ابنـتـى

فتاة حزينه
فتاة حزينه

أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً وبالرغم من سنى الصغير، فإننى عشت معاناة لم يتحملها مَن هم فى مثل سنى.

نشأت فى أسرة بسيطة أقل ما قيل عنها إنها متواضعة. كنا خمسة أشقاء وبالرغم من بساطة الحياة كنا سعداء فوالدى غرس بداخلنا الرضا بما قسمه الله لنا.

أمى ربة منزل كرست وقتها لنا وسهرت على راحتنا كافحت كثيراً مع والدى حتى تمكّنا من الحصول على شهادة الدبلوم وفور تخرجى بحثت عن فرصة عمل وبالفعل عملت بائعة فى أحد المحلات التجارية الكبرى ولأول مرة فى حياتى أحصل على راتب شهرى طرت فرحاً وعدت إلى والدتى محملة بأكياس الفاكهة والحلوى محاولة تعويضها عن سنوات الحرمان.

رأيت فى عينى والدتى السعادة والفرحة الغامرة لكنها حذرت من تكرار هذا الأمر وطالبت بضرورة ادخار أموالى لتجهيز نفسى مؤكدة لى أن والدى لن يقوى على شراء كل ما أتمناه وبالفعل نفذت وصية أمى وحافظت على راتبى بل عملت ليل نهار وحظيت بحب واحترام جميع زملائى بالعمل.

مرت الأيام دون أن أشعر وعن طريق الصدفة قابلت زوجى والذى أعجب بى من أول وهلة وحاول التقرب منى لكننى قمت بصده ففوجئت به يطلب والدى على هاتفه ويطلب تحديد موعد للتقدم إلى طلب يدى.

وخلال لقائى الأول معه وسط أسرتنا تحدثت إليه للمرة الأولى وأعجبت بطريقة كلامه الجذابة وحديثه الساحر فوقعت فى حبه دون أن أشعر ووافقت على الزواج منه وخلال تلك الجلسة تم الاتفاق على تفاصيل الزواج واتفق والدى على أن تتم الخطوبة فى حفل عائلى بسيط.

بدأت فى التجهيز للخطوبة وفى الميعاد المحدد تمت الخطوبة فى حفل بسيط وبالرغم من بساطته إلا أنه كان من أسعد أيام حياتى مرت أيام الخطوبة قمت خلالها بتجهيز مستلزمات الخاصة وساعدت والدى ووالدتى فى شراء جهاز عرسى بفضل توجيهات والدتى.

بعد عامين من الخطوبة تمكّنا من إنهاء عش الزوجية وسط مباركة ومساعدة أسرنا وفى حفل عائلى بهيج تم عقد قرآنى فى إحدى المساجد الشهيرة وانتقلت إلى عش الزوجية. 

وعشت مع زوجى أجمل أيام حياتى فكان رقيق القلب طيب العشرة حاول جاهداً أن يعوضنى عن سنوات الحرمان وبالرغم من شعور بالراحة معه إلا أن قلبى كثيراً ما كان يشعر بغصة بالقلب بدون سبب.

بعد عام رزقنا الله بطفلة غاية فى الجمال أضافت لحياتى الاستقرار والحب طلبت من زوجى الاستمرار فى العمل لكنه رفض وطالبنى بالاهتمام بطفلتنا وبيتنا الصغير وافقت على رأيه على مضض خاصة وأن راتب زوجى ضعيف.

بمرور الوقت عجز زوجى عن الإيفاء بطلبات ابنتنا فاضطر للعمل حارساً خاصاً بأحد العقارات ليلاً بجوار عمله حتى يتمكن من تلبية احتياجات أسرتنا الصغيرة. طلبت من زوجى النزول إلى العمل مرة أخرى لكنه أصر على موقفه الأمر الذى دفعنى للصمت.

ومن خلال عمله الليلى تعرف زوجى على أصدقاء السوء وعن طريقهم عرف طريق المخدرات للتحول حياتى إلى لوحة كئيبة مليئة بالألم والحرمان والاعتداء بالضرب علىّ وعلى طفلتنا الصغيرة.

لم يكتف بذلك بل أجبرنى على النزول الى العمل للاستيلاء على راتبى وشراء المواد المخدرة اشتكيت إلى أسرتى وأسرته وطالبتهم بالتدخل الفورى لإنقاذ حياتى الزوجية من الانهيار لكنهم فشلوا تماماً فى الوقوف فى وجه زوجى والذى حولته المخدرات إلى وحش يصعب التفاهم معه.

قررت ترك منزل الزوجية والعودة إلى بيت أسرتى بطفلتى أملاً فى أن يشعر زوجى بالخوف على بيته من أن يتم هدمه لكن بكل آسى فوجئت بزوجى يقوم بخطف ابنتى منى وحرمانى من رؤيتها لإجبارى على العودة الى منزل الزوجية مرة أخرى.

لجأت الى جميع الأهل الأصدقاء توسلت إليهم للتدخل بيننا ذهبت إلى زوجى وقبلت قدميه وطالبته بترك أبنتى لى فهى صغيرة تحتاجنى لكنه رفض طالبته بضرورة الابتعاد عن الإدمان الذى حول حياتنا إلى جحيم لكنه رفض ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قام بطردى وضربى.

خرجت من عند زوجى مكسورة القلب ذليلة النفس أتحسر على حالى تمنيت الموت بسبب غياب ابنتى عنى وفشلى فى عودتها مرة أخرى إلى أحضانى بسبب سوء حالتى النفسية أشار على البعض ضرورة إقامة دعوى ضم طفلتى إلى خاصة وأنها فى سن الحضانة ولا تقوى على فراقى.

بكت الزوجة بحرقة قائلة الحياة أصبحت لا معنى لها أتمنى الموت ليل نهار كل ما أرغب فيه عودة ابنتى إلى أحضانى مرة أخرى.