رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

فى الذكرى 62 لرحيله

الشيخ محمد حسن النادى..غواص فى بحر التلاوة

الشيخ محمد حسن النادى
الشيخ محمد حسن النادى

تراثه: 52 تسجيلًا وختمة قرآنية وابتهالات وتواشيح نادرة

 

نشأالقارئ الشيخ محمد حسنالنادى فى أسرةقرآنية أزهرية من أشرافالشرقية ينتهى نسبها إلى الإمامالحسين رضى اللهعنه، وكانوالده وأعمامه من المتصوفةأبًا عنجد، فمعظمأفراد العائلة من القراءوالعلماء، فجده العالمالجليل الشيخ حسن النادىتنبأ لهبأنه سوفيصبح منأهل القرآنوسيسمع العالم كله صوته،وسوف ينتشرصيته فىكل بيت،كما كانجده لوالدتهالعالم الجليل الشيخ محمد مصطفىالزهار عضو هيئةكبار العلماءبالأزهر الشريف.

وخلالمشواره القرآنى تفرد الشيخ«النادى»، بجمالالصوت وحسن الأداءوجودة التلاوة وإتقان علوم القراءاتوعلوم النغم والمقامات مع المحافظةعلى الأحكامومخرج الحروف وآداب وخلق القرآنالكريم والوقف والابتداء، وكان يقرأمن أجلالقرآن لا طمعًافى شهرةأو مادة. وقد حفراسمه مننور جنبًاإلى جنبمع عباقرةالقراء المشهورين، وعرف اسمهبينهم وأصبح مألوفًا جذابًا للقلوب لكل منيسمعه، وقد ذاعصيته بالإسكندرية.

وفىعام 1948،استحسن الملك فاروق صوته وأصدرقرارًا بتعيينه فى الإذاعةوهو يقرأقرآن الجمعةعلى الهواءمباشرة عبر موجاتالإذاعة المصرية بترشيح من قارئالملوك الشيخ مصطفى إسماعيل أمام الملك،فكان رحمهالله يزلزلالقلوب ويهز المشاعر،ويجعل المستمع يعيش كلمعنى يقرأهبأذنه وقلبه.

رحلةممتدة قطعها الشيخ “النادى” بالرغممن رحيلهفى سنمبكرة رافقه فيها شقيقهالأصغر الشيخ عبدالرؤوف النادى الذى التقته“الوفد” ليسرد لنا رحلةهذا القارئالفريد فى عصره،أسطورة التلاوة والابتهال والتواشيح، وهذا نصالحوار.

جمال عبدالناصر

افتتح حفل «المنشية».. وكان شاهد عيان على محاولة اغتيال «عبدالناصر»

 

فى البداية يقول الشيخ عبدالرؤوف النادى: ولد شقيقى رحمه الله بقرية بندف مركز منيا القمح محافظة الشرقية يوم السبت الموافق ٧ من إبريل 1923 ميلاديًا، 20 من شعبان ١٣٤١ هجريا من أسرة معروفة بالسادة الأشراف بالشرقية هى عائلة «النادى» وفى الرابعة من عمره كانت البداية مع كتاب القرية، حيث أرسلته الأسرة إلى الكتاب حتى أتم حفظ القرآن الكريم بأحكامه وعدد سوره وآياته وأرقام الآيات وصفحات المصحف على يد الشيخ على ابراهيم صقر وهو فى السادسة من عمره حتى قال عنه شيخ الكتاب ( إنه قارئ نبغة وفلتة من فلتات الزمان ).

ثم انتقل أخى بعد ذلك إلى قرية التلين التى تبعد عن قريتنا بندف بأربعة كيلو مترات، ليتلقى علوم التجويد والقراءات العشر الكبرى والصغرى على يد الشيخ إبراهيم بكر معلم القراءات، وكان يذهب إليه صباحًا ومساءً بالقرية وعند عودته يراجع مع الشيخ عوض خاطر وعمه الشيخ أحمد حسن النادى، وقد أتم علوم القراءات العشر الكبرى والصغرى وأجاد تلاوة القرآن برواياته المتعددة (حفص عن عاصم، وورش عن نافع إلى قالون إلى رواية الدرى عن أبى عمر البصرى).

وفى سن التاسعة من عمره اعتلى دكة القراءة مع أكابر القراء حينذاك، ومنهم شيخه ومعلمه الشيخ عوض خاطر، والشيخ حسين عجاج والشيخ إسماعيل حوايج، والشيخ على على عوض، وهم من قراء القرية آنذاك. وقد داوم على قراءة القرآن أيام الجمعة بمسجد القرية فكان يلتف حوله الناس من كل صوب وحدب، حتى ذاع صيته فى القرى المجاورة وانهالت عليه الدعوات لإحياء ليالى العزاء والاحتفالات الدينية سواء فى مولد النبى أو غيرها.

وقد تربى فى ساحة وضريح جده العارف بالله سيدى الشيخ حسن النادى فأجاد الإنشاد الدينى وبرع فيه كأكابر المنشدين، وكان يشارك فى الحضرة الأسبوعية ويشارك فى المولد النبوى السنوى بالقراءة والإنشاد الدينى.

شقته
شقته

شقيقه: أجاد العزف على العود والكمان والقانون.. وكان صديق مشاهير القراء

 

الإذاعة

وعن التحاقه بالإذاعة يواصل شقيقه الشيخ عبدالرؤؤف النادى حديثه قائلًا: فى سن الحادية عشرة من عمره افتتحت الاذاعة المصرية عام 1934م، وقد داوم على سماع قراء الإذاعة أمثال الشيخ على محمود، والشيخ محمد رفعت، من خلال الراديو وتأثر بهم وينشد معهم ويقرأ ويجيد معهم بصوته العذب، فأثر ذلك فى مسامع من حوله وكل من يسمعه، وبدأت تنهال عليه الدعوات فاشترى له والده جبة وقفطان وعمامة، وشيئًا فشيئًا ذاع صيته فى كل القرى ثم المراكز المجاورة، وأصبح من المعروفين فى قراءة القرآن والإنشاد الدينى حتى مدن القناة. وكان يقرأ بكل جرأة وقوة وسط كبار القراء المشهورين حينذاك أمثال الشيخ العقلة بطنطا والشيخ محمد عكاشة والشيخ محمد سلامة والشيخ منصور بدار والشيخ طه كيروا، وكل هؤلاء عانقوه وأحبوه رغم صغر سنه، حتى تربع على عرش التلاوة والتواشيح الدينية فى هذا العصر، وفى الثامنة عشرة من عمره طُلب باسمه بدعوة من خاله السيد أفندى الزهارللمشاركة فى إحياء ليلة قرآنية بالإسكندرية. حتى ذاع صيته هناك فاضطرت الأسرة أن ترافقه إلى الإسكندرية، وقد زامله الشيخ حمزة الحلوانى وهومن مشاهير قراء الإسكندرية.

وبعد ذلك عين مقرئًا بمسجد سيدى ( المرسى أبو العباس ) ليتم اعتماده بعد ذلك فى إذاعة إسكندرية. فكان مثله الأعلى فى هذا الوقت فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل.

أما عن قصة انضمامه للإذاعة ففى الرابعة والعشرين من عمره عام 1948 قدر الله أن يقرأ القرآن يوم الجمعة على الهواء مباشرة عبر موجات الإذاعة المصرية بترشيح من الشيخ مصطفى إسماعيل وكان ذلك أمام الملك فاروق، فقرأ وأجاد وأبدع لمدة 45دقيقة فاستحسن صوته الملك، خصوصا أنه كان يحاكى شيخه المحبوب ومثله الأعلى فى القراءة الشيخ مصطفى إسماعيل ثم الشيخ محمد رفعت، وكان ذلك سببًا فى اعتماده قارئًا بالإذاعة المصرية بأمر من الملك فاروق شخصيًا تقديرًا له ولصوته العذب الطاهر.

وسعى الشيخ مصطفى إسماعيل رحمة الله عليه له فى القراءة بالقصر الملكى ولم يبد أى غضاضة من تعيين ابنه المحبوب إلى قلبه الشيخ محمد حسن النادى حتى قويت العلاقة بينهما، واستضافه الشيخ مصطفى إسماعيل بعد صلاة الجمعة فى مسكنه ليسعد باستقباله وباستضافته، ومن هنا قويت العلاقة بينهما بعد ذلك واعتبره كابنه.

ويعتبر الشيخ «النادى» أول قارئ بعد الشيخ محمد رفعت يقرأ على الهواء مباشرة قبل اعتماده بالإذاعة وأول قارئ يتم اعتماده من قراء الشرقية، ولما أذيعت له قراءة القرآن الكريم فى الجمعة على الهواء مباشرة وسمعه أهل قريته بندف موطنه الأصلى بالشرقية وفرحوا جدًا واحتفلوا بتلك المناسبة وأقيمت الأفراح ودقت الطبول، فقد كانت فرحتهم بشيخهم فرحة عارمة، لحبهم الشديد له، وافتخارهم به.

اﻟﺸﻴﺦ زﻛﺮﻳﺎ أﺣﻤﺪ

التحق بمعهد الموسيقى العربية بعد لقائه مع 

 

علاقت هبقريته

وعن علاقة الشيخ محمد حسن النادى بأهل قريته قال شقيقه: لم ينس قريته فعندما كان يدعونه فى مناسبة ما فى أى وقت كان يلبى الدعوة على الفور ويُحيى المآتم بالقرية لغنيهم وفقيرهم بدون أجر. فقد كان حبه ووفاؤه لأهل قريته يظهر فى الأعياد والمناسبات، خاصة بعد أن يصلى صلاة العيد فى مسجد سيدنا الحسين، حيث كان يقرأ فى الإذاعة على الهواء ثم يسرع لقريته ليقضى العيد وسط أهله وأحبابه.

وقبل دخوله الإذاعة المصرية كان يقوم على إحياء سهرة شهر رمضان بتلاوة القرآن داخل قصرعدلى باشا لملوم بصعيد مصر حتى ثورة يوليو ١٩٥٣.

وبعد مرور الأيام والسنين انتقل إلى القاهرة عام ١٩٥٠م واتخذ سكنًا بشارع سمعان بشبرا مصر بجوار مسجد الخازندار وكان يقرأ فى مسجد عمر مكرم

وبعد سنة انتقل إلى مسجد القاضى يحيى ثم مسجد السيدة نفيسة، خلفًا للشيخ زكى شرف بعد أن داهمه المرض. وقد استقر بها وذاعت شهرته داخل القاهرة. ثم بدأ يتعرف إلى المشاهير وعلى سبيل المثال أنه حضر عزاء والد الفنان “محمد قنديل” بشارع عبدالعزيز، والتقى بالشيخ زكريا أحمد وسمعه فى العزاء وأعجب به كثيرًا هو ومن معه من كبار الملحنين، وبعد انتهاء العزاء اصطحبه الشيخ زكريا معه وأخذه إلى المنزل وتبادلا معًا التواشيح الدينية

وساعده الشيخ زكريا فى الالتحاق بالمعهد العالى للموسيقى العربية، واستجاب للدراسة واستساغها حتى أنه نجح بتفوق وامتياز، وتعلم العزف على العود والكمان والقانون وأخذ يتدرج فى المناصب فى المعهد حتى حصل على عضوية مجلس إدارة المعهد. وزامل كبار الملحنين وعلى رأسهم الشيخ زكريا أحمد وقد سُجلت له حفلات من داخل المعهد رحمة الله عليه

فنالابتهال

وعن الابتهال فى حياة شقيقك القارئ الراحل، يقول: فى سنة ١٩٥٤م أعلنت الإذاعة المصرية عن مسابقة للمبتهلين فتقدم لها شقيقى الشيخ محمد حسن النادى مبتهلًا، ونجح فيها بامتياز واعتمد بالإذاعة المصرية قارئًا ومبتهلًا لينضم إلى كوكبة من المشايخ الذين تم اعتمادهم إذاعيا كقراء ومبتهلين معًا! وبعض هؤلاء غلبت عليه القراءة كالشيخ كامل يوسف البهتيمى وبعضهم غلبت عليه الابتهالات والإنشاد كالمشايخ محمد الطوخى وسيد عطية ندا وكامل نوار، والبعض الثالث وازن بين المجالين وأجاد فيهما جميعًا كالمشايخ على محمود وطه الفشنى ومحمد النادى. ومن الطرائف التى لم تتكرر فى تاريخ الإذاعة المصرية أن الشيخين “الفشنى” و”النادى” بالذات كانا يتبادلان الأدوار فى فجر ليالى شهر رمضان بالإذاعة المنقولة بثًا مباشرًا فى أواخر خمسينيات القرن الماضى ومطلع الستينيات، حيث كان الشيخ الفشنى يجلس للتلاوة مرة ويبتهل الشيخ النادى؛ ثم يجلس الشيخ النادى للقراءة ويبتهل الشيخ الفشنى.

تربى فى ساحة جده «النادى» الأكبر.. واعتلى دكة التلاوة فى التاسعة

 

 

وقد ترك شقيقى رصيدًا من الابتهالات والحفلات القرآنية المسجلة أيضًا فى الإذاعة المصرية، هذا غير التواشيح والأدعية ومنها توشيح “تجلى مولد الهادى”، وتوشيح “ بمولد أحمد”، وتوشيح “ النور قد ضاء لنا واستنار” وغيرها كثير من التواشيح. غير أنه ترك عددًا من قصائد الإنشاد بمصاحبة الموسيقى والبطانة بالإذاعة المصرية وترك أيضًا حفلات مسجلة بالمعهد العالى للموسيقى العربية بمصاحبة كبار الملحنين منها الموال الذى اشتهر به “الليل يطول يا قمر” ودور “انت فاهم” للشيخ زكريا أحمد ودور “هلت ليالى الفرح” وأدوار كثيرة وأناشيد دينية، وقد سجلت له إذاعة صوت العرب عام ١٩٥٨ برنامجًا إذاعيًا بعنوان (الصييت) تناول فيه قصة حياته ورحلته مع القرآن الكريم والإنشاد الدينى، وقد قدمت فقرات متتالية خلال البرنامج العام أكثر من أربعين موشحًا من تراث الشيخ محمد حسن النادى. وقد أثنى عليه الموسيقار الراحل عمار الشريعى وأذاع له موالًا فى برنامجه الشهير” غواص فى بحر النغم”.

وكان الشيخ”النادى” يُجيد العزف على ثلاث آلات موسيقية، وهو صاحب لون فريد من التلاوة لم يشبهه أحد ولن يأتى صوت مثله إلا الشيخ عبدالعزيز على فرج الذى كان ينتهج طريقه ونبرات صوته القوية.

الملكﻓﺎروق













«الملكﻓﺎروق» أﺻﺪر أﻣﺮًا ﺑﺎﻋﺘﻤﺎده ﺑﺎﻹذاﻋﺔ

يومالزفاف

ويتذكر الشيخ عبدالرؤوف النادى حفل زفافه وزواجه ويواصل حديثه:

فى سنة ١٩٥٦م شرفت قرية بندف بقدوم كوكبة عظيمة من القراء والمبتهلين بدعوة من شقيقى الشيخ محمد حسن النادى لحضور عقد قرآنى. وحضر يوم الحنة كوكبة من الملحنين والفنانين من المعهد العالى للموسيقى العربية وعلى رأسهم الشيخ زكريا أحمد لإحياء ليلة الحنة فى وجود أهل الشرقية من كل صوب وحدب ليروا ويستمعوا لتلك الكوكبة العظيمة.

وكان يومًا مشهودًا من شدة الزحام وحضر كثير من القراء وعلى رأسهم الشيخ مصطفى إسماعيل وكثير من المبتهلين والمنشدين فى مقدمتهم الشيخ طه الفشنى وبطانته.

سفرياته

ويقول الشيخ «عبدالرؤوف»: سافر شقيقى الشيخ محمد حسن النادى إلى جميع الدول العربية ومنها سوريا وتونس ولبنان وله تسجيلات بالإذاعة السورية واللبنانية وغيرها من الدول العربية، كما سافر إلى بعض الدول الأوروبية، وقد حرصت كثير من البلدان على أن يحيى ليالى رمضان المعظم فيها بتلاوة القرآن والتواشيح الدينية والابتهالات؛ حبًا له وتقديرًا لموهبته وإبداعه فى القراءة والتواشيح والابتهالات.

وقد حضر الشيخ معاهدة 1936 وحرب ١٩٤٨ وثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ كما افتتح حفل المنشية عام 1954 والذى شهد محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما حضرالعدوان الثلاثى عام ١٩٥٦.

وأتذكر أيضًا وزير الأوقاف فى الخمسينيات أحمد عبدالله طعيمة الذى كان من محبيه وعاشق له وكان يحضر معه الصلاة فى السيدة نفيسة ليستمع له حتى أنه عندما بنى مسجدًا فى قريته “سنجلف” بالمنوفية طلب من الإذاعة أن تفتتح المسجد بصوت الشيخ محمد حسن النادجى عشقًا فى صوته.

اﻟﺴﺎدات

«اﻟﺴﺎدات»ﻳﻄﻠﻖ اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎرع ﻓﻰ «ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺼﺮ»

وفاته

وعن لحظة الرحيل يقول شقيقه: كان ذلك يوم الخميس الساعة 11 صباحًا أول يونيه1961 ميلاديًا الموافق ١٦ من ذى الحجة عام ١٣٨٠ هجريًا، وهو يجلس بين أفراد الأسرة ينظرون إليه وإذا به يتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم ثم ينطق بعدها الشهادة والأسرة تنظر إليه وتتعجب هكذا تخرج الروح الطاهرة بسهولة ويسر وإذا به يفارق الحياة فقد قضى عمره فى خدمة القرآن الكريم بعد أن ترك لنا إرثًا ومجدًا عظيمًا من القراءات والتلاوات والإنشاد الدينى والابتهالات يفتخر بها كل إنسان على الأرض.

وقد انتقل إلى جوار ربه وهو فى سن البلوغ والكمال فى ريعان شبابه لم يتجاوز الأربعين من عمره حوالى «38 عاما»، وقد تم نقل جثمانه إلى موطنه الأصلى فى قرية بندف مركز منيا القمح بالشرقية، حيث تم دفنه فى مقابر (عائلة النادى ) بالقرية. وقد حضر العزاء جميع قراء القاهرة ومن الاذاعيين الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى والشيخ مصطفى اسماعيل والفشنى والبنا والبهتيمى والمنشاوى وزاهر وجميعم قرأوا فى عزار الشيخ محمد حسن النادى.

والعجيب أن أول جمعة كانت له على الهواء مباشرة فى الإذاعة المصرية من الإسكندرية من مسجد سيدى ( المرسى أبوالعباس ) عام ١٩٤٨م وأخر جمعة له كانت تلاوته أيضًا على الهواء مباشرة من القاهرة من مسجد السيدة نفيسة يوم الجمعة الموافق 26 مايو 1961 الموافق 10 ذى الحجة عام 1380 هجريًا.

وحضر العزاء كثير من كبار القراء من إذاعة القرآن الكريم والإذاعة المصرية يدعون له بالرحمة والمغفرة.

تراثه

أما عن تراثه، فيقول شقيقه: ضاع الكثير من أعماله التى لم تسجل أو سجلت وضاعت

فلو قدر الله له البقاء لبعد زمنه لترك تاريخًا يعلو على تاريخ كل من جاءوا بعده دون مبالغة رحم الله شيخنا الجليل رحمة واسعة.

والحمد لله وجدنا له الختمة كاملة مجوده بصوته العذب الجميل. كما يعتبر الشيخ من القراء الجديرين بالاهتمام والتقدير حقًا، لأن تراثه يعد كنزًا حقيقيًا لكل مستمع وقارئ للقرآن الكريم،لأن صوته اجتمع فيه الصفات المثالية الرزينة لقارئ القرآن الكريم، ولا نبالغ إذا قلنا إن خامة صوته هى الخامة المثالية على مر العصور والتى تعبر عن الصوت المصرى الاصيل ولا سيما أنه تربى على صوت أكبر مقرئين عرفهم التاريخ وهما الشيخ على محمود والشيخ محمد رفعت. وكما أن زكريا باشا مهران سجل للشيخ محمد رفعت العديد من الاسطوانات التى تستخدمها الاذاعة فى نشر تلاوته فكان كرمًا من الله للشيخ محمد حسن النادى بأن سجل له أحد الشخصيات المرموقة وهو الدكتور محمد على رفعت فى فترة الخمسينيات، فقد سجل له القرآن الكريم كاملًا مجودًا، ومن هذه التسجيلات النادرة جدًا التى كان يسجلها له ذلكم الغصن الثرى وصلت أسرة الشيخ النادى إلى بعضها والتى تتمثل فى حوالى ٥٢ تسجيل نادر والاكثر ندرة أنه قد وصل الينا بعض هذه التسجيلات ومن ضمن التسجيلات يوجد له ابتهالات نادرة من الأناشيد بالموسيقى والتواشيح الدينية، وإذا كانت الإذاعة المصرية ظلمته ظلمًا بينًا فالحمد الله كرمه الرئيس السادات هو والنحاس باشا وعباس محمود العقاد وأطلق اسمه على أحد الشوارع المهمة فى مدينة نصر تكريمًا له وتخليدًا لذكراه وهذا لم يحدث لشيخ آخر غيره.

حكايةاسطوانات الشيخ رفعت

ويقول الشيخ عبدالرؤوف عن شقيقه: كان يقرأ فى عزاء بنت الكاتب الكبير بديع خيرى وكان محمد أمین حماد رئيس الإذاعة المصرية متواجدًا فى العزاء بالمصادفة، وكان الشيخ “النادى” يحاكى الشيخ رفعت والشيخ على محمود فى التلاوة، وطبعًا الشيخ النادى كان كفيف البصر وبدون قصد لا يعرف من فى العزاء ففوجئ بعد الانتهاء من القراءة برئيس الإذاعة يصافحه وهو على دكة التلاوة وقال له أنا رئيس الإذاعة، ولابد من حضورك غدًا لمكتبى وبالفعل لبى الشيخ الدعوة وذهب إلى الإذاعة وكانت المفاجأة أنه طلب منه أن يقوم بتكملة اسطوانات الشيخ رفعت خاصة فى الكلمات المبتورة من الاسطوانات، وكان الشيخ أبوالعينين شعيشع قد وكل بهذه المهمة، ولكن رحمه الله هو الذى أكمل وأتم هذه الأسطوانات وبدون مقابل. وقال أنا لا استحق و يكفينى شرفًا أنى قمت بإحياء تراث أستاذى ومثلى الأعلى، وله تسجيلات كاملة لمدة نصف ساعة تحاكى تلاوة الشيخ رفعت والشيخ على محمود وكان يقلد الشيخ رفعت وينتهج أسلوبه فى التلاوة قبل أن يستقل بشخصيته القرآنية باعتباره قارئًا فنانًا ومنشدًا قديرًا يجيد العزف على العود والكمان والقانون، وقد اشتهر بقدرته العجيبة فى التعرف على الناس من واقع خطاهم واللمس باليد باعتباره من مكفوفى البصر وتوطدت علاقاته بأهل الفن والمعهد العالى للموسيقى العربية وأولهم الشيخ زكريا أحمد الذى كان يعامله كابنه الوحيد، ومن الطرائف التى لن تتكرر ان الشيخين رحلا عنا فى عام واحد بفارق شهر واحد، فقد توفى الشيخ زكريا فى شهر إبريل سنة ١٩٦١ والشيخ محمد النادى أول شهر يونية سنة ١٩٦١.