عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

«الكلام ده مينفعش على المشاع».. بهذه الجملة بدأ جراح القلب الدكتور جمال شعبان حديثه فى أحد البرامج المذاع على إحدى فضائيات شاشة التلفاز، وكشف سر خلافه مع دكتورة اشتهرت فى الآونة الأخيرة بتناولها العلاقات الزوجية والحميمية بصور مفصلة، وأعلن رفضه إتاحة هذا العلم على المشاع، قائلا: «الكلام ده مينفعش يكون على المشاع» واستخدام الألفاظ الصريحة، مما يعطى فرصة لبعض أصحاب النفوس المريضة للخوض مع الخائضين. قائلا إنه درس Sexology أو علم الجنس فى كلية الطب، بطريقة علمية وفى محفل ومعهد علمى. معلنا أنه مع تدريس هذا العلم وهذه الثقافة ولكن فى محافل علمية فقط؛ حتى لا يفتح المجال لأصحاب الشخصيات المنحرفة.

وهنا أضم صوتى لصوته خاصة بعد أن أصبحت الأحاديث تخرج من أفواه المتحدثات بصورة مفصلة تصل إلى حد الوصف التفصيلى والخوض فى أشياء تستحى الأذن سماعها وتستفز العقول، والكثير من تفصيلات العلاقة، بل لم يتوقف الأمر عند البرامج، بل امتدت عدوى المجاهرة بشرح تلك العلاقات وتفصيلاتها تفصيلا دقيقًا عبر منصات التواصل الاجتماعى، والغريب فى الأمر أن كل من يتناول هذه العلاقات هم من النساء وأسئلة يخترعنها من وحى خيالهن ويجبن عنها وكأنهن يدرسن مادة علمية أو دينية أو حياتية، وتظهر إحداهن منتقبة على الفيس بوك وتطلق على نفسها الدكتورة لتقنع من يراها أن إجاباتها علمية ووصل حد التبجح أنها تأتى بماكيت للعضو الأنثوى، وهالنى ما رأيته من ضياع الحياء الذى اختفى وتلاشى من قلوبهن. 

حقا ضاع حياؤهن، فكل ما أعرضه الآن موجود فى الميديا وعلى عينك يا تاجر، إضافة إلى ما تقوله تلك الطبيبة وتنشره وتبثه عبر البرامج المتلفزة، والتى تتهافت على استضافتها للتحدث عن تلك العلاقة بفجاجة شديدة تحت مسمى لا حياء فى الدين. وهنا نتعجب عن أى دين يتحدث هؤلاء، وأى دين يعتنقون؟! هل نضب العلم ولم يبق منه إلا هذه الأحاديث الخالية من الحياء والتى تصيب العقول بالذهول عندما يشرحن بإمعان كيف تكون البدايات والتمهيدات، وكيف تكون النهايات، وياللعار، فهذه الأحاديث وتلك الكلمات مجالها معلوم ومعروف للكافة وهى غرف النوم فقط. رباه، ما هذا الذى نراه ونسمعه من بعض النسوة، فالمرأة معروفة بالحياء وحمرة الخجل، فهل أزيلت من وجوههن؟ إنَّ الرجل والمرأة لَم يزالا يتزاوجان ويتكاثران بطريقةٍ طبيعيَّة فطرية على مدى العصور، وقبل أن  يُبتدع ما يسمَّى بالثَّقافة الجنسيَّة الَّتى ضررُها أكثَرُ من نفْعِها، فى الوقت الذى ينادى به العُقلاءُ فى الغرب من أوربا وأمريكا بإلْغاء تِلْك المادَّة أو على الأقلّ إعفاء أبنائِهم من دراستها. فمَيْلُ الذَّكر للأنثى فِطْريّ والإنسان بفِطْرَته يعلم ذلك، بدون تعلّم وقراءة، بل حتَّى البهائم الرتع والوحوش الكاسرة وكل الطيور حتى الجارحة تتناكَح بالفطرة، ولا يَحتاج الأمر لكلّ هذا التَّهويل المقصود الَّذى يقصد منه إضلال الرّجال والنّساء وتوصيلهم إلى الانحراف، لما يترتب عليه من إيقاظ غير محمود للشهوة. ففى الحديث الصحيح عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: «سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النبيَّ صَلَّى، اللَّهُ عليه وسلَّمَ كيفَ تَغْتَسِلُ مِن حَيْضَتِهَا قالَ فَذَكَرَتْ أنَّه عَلَّمَهَا كيفَ تَغْتَسِلُ. ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مِن مِسْكٍ فَتَطَهَّرُ بهَا. قالَتْ كيفَ أتَطَهَّرُ بهَا قالَ تَطَهَّرِى بهَا سُبْحَانَ اللهِ واسْتَتَرَ، وأَشَارَ لَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بيَدِهِ علَى وجْهِهِ، قالَ قالَتْ عَائِشَةُ واجْتَذَبْتُهَا إلَيَّ وعَرَفْتُ ما أرَادَ النبيُّ صَلَّى، اللَّهُ عليه وسلَّمَ. فَقُلتُ تَتَبَّعِى بهَا أثَرَ الدَّمِ. وَقالَ ابنُ أبِى عُمَرَ فى رِوَايَتِهِ فَقُلتُ تَتَبَّعِى بهَا آثَارَ الدَّمِ» متفق عليه.

ولفت إلى أن هذا حياء سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم منعه من الخوض فى الحديث مع المرأة، التى جاءت تسأل عن الحكم الشرعى، وهنا نقول إنه إذا رفع الحياء عم البلاء.