عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

«الوفد» تخوض التجربة

الدعم يستقر فى جيوب لصوص الخبز

مخابز
مخابز

تتكبد الدولة مليارات الجنيهات من أجل توفير رغيف الخبز للمواطنين، وتبذل الأجهزة الرقابية جهودًا كبيرة فى مراقبة هذه الأموال من أجل إيصال الدعم إلى مستحقيه.

لكن عددًا من أصحاب المخابز يلجأون إلى وسائل وطرق وحيل، للاستيلاء على أموال الغلابة من الدعم التموينى.

ويتعمد بعض أصحاب المخابز مخالفة القانون بطرق ذكية بعيدًة عن أعين المسئولين، حيث يقومون ببيع رغيف العيش المدعم بسعر «جنيه واحد»، لأصحاب المطاعم، وغير الحاملين لبطاقات التموين، وهو ما يجعل كثيرًا من المستحقين للدعم يعجزون عن الحصول على رغيف الخبز.

ووفق منظومة الخبز المدعم يحظر على المخابز بيع الخبز المدعم حرًّا وليس على البطاقات التموينية، ومن يخالف ذلك يتم غلق المخبز فترة 3 أشهر، تصل إلى 6 أشهر وغرامة مالية أيضًا يتم توقيعها على صاحب المخبز.

ولتخفيف الأعباء عن المواطنين غير الحاملين لبطاقة التموين، أتاحت وزارة التموين الفرصة لشراء رغيف الخبز المدعم بسعر وفقًا لتكلفة متغيرة شهريًا، على أن يتراوح السعر بين 60 قرشا و75 قرشا، بشرط استخراج كارت مسبق الدفع، إلا أن بيع العيش المدعم للمواطنين من جانب أصحاب المخابز لاتحكمه أية ضوابط.

وتنتج المخابز البلدية، التابعة لوزارة التموين 270  مليون رغيف مدعم يوميًا، و100 مليار رغيف سنويا، لصالح أصحاب ومستفيدى البطاقات التموينية، والبالغ عددهم نحو 71 مليون مواطن، على 23 مليون بطاقة تموينية، ويحصل كل منهم على 5 أرغفة يومياً بسعر 5 قروش للرغيف، وزاد الدعم المقدم من قبل الدولة، لإنتاج الخبز، وبلغ 92 مليار جنيه سنويًا.

محرر «الوفد»، خاض مغامرة مع عدد من المخابز، وتنكر فى زى مواطن يرغب فى شراء الخبز دون بطاقة تموين؛ ليكشف بالصوت والصورة، بأن هناك مخلفات مسكوت عنها كثيرة بالمناطق الشعبية، خصوصًا بمناطق «بولاق الدكرور- فيصل»، منها حجب الخبز عن المستحقين، لبيعه بسعر جنيه للمواطنين وجنى أرباح دون وجه حق على حساب البسطاء.

البداية.. اقترب محرر «الوفد» من صاحب أحد المخابز، ليطلب منه شراء «10 أرغفة»، ليرد عليه صاحب المخبز طالبًا دفع 10جنيهات، وقام بإعطائه «بون» يثبت أنه قام بدفع الحساب حتى يتسنى له شراء الخبز.

المخبز الكائن بمنطقة بولاق الدكرور، يقول عنه وليد أحمد، إنه يبيع الدقيق لمخابز العيش الحر، بالإضافة إلى حجب العيش عن المواطنين من أصحاب البطاقات التموينية، حتى يبيعها للمطاعم، والباعة بالشوارع العامة.

بصوت يملؤه الأسى، عبر أحمد عن معاناته اليومية مع المخبز القريب من محل سكنه، ويقول إنه دائمًا ما يتردد للمخبز لشراء الخبز المدعم، حيث يمتلك بطاقة تموين، لكن فى بعض الأوقات لا تفيد، حين يغتصب حقه أصحاب المخابز، ببيع الخبز، لآخرين بسعر «جنيه واحد» للرغيف، وتعمد إغلاق المخبز فى غير المواعيد المقررة.

وتابع:» مخلفات بالجملة تشهدها منظومة المخابز بمنطقة بولاق الدكرور نتيجة ضعف الأجهزة الرقابية فى ممارسة مهام أدائها.

استمر محرر «الوفد»، فى المغامرة، للتأكد مما إذا كانت هذه المخلفات فردية.. لكن تكشف لنا أنها حالة عامة تشهدها مناطق «بولاق الدكرور- فيصل» التابعة لمحافظة الجيزة، يقوم أصحاب المخابز بسرقة الدعم المقدم من قبل الدولة للفقراء، لرفع كاهل المعاناة عنهم، ويرحمهم من جشع أصحاب مخابز «العيش الحر»، الذين لا يوجد رقيب عليهم، واصبح المواطن فريسة لهم.

السيناريو نفسه تكرر عند أحد المخابز، يقوم أيضا ببيع رغيف العيش المدعم بـ»جنيه واحد» وهو فى الأصل بـ«5 قروش» للمواطنين مستحقى الدعم من أصحاب البطاقات التموينية، انتظرنا حوالى نصف ساعة أمام المخبز، لنكتشف أن صاحب المخبز يفضل بيع العيش المدعم، لأصحاب المطاعم، ليس ذلك فقط بل له الأولوية عن الآخرين حتى فى عدم الانتظار.

راقبنا صاحب المطعم حتى وصل لمكان المحل، حتى لا يكتشف أمرنا، قمنا بشراء «قرصين طعمية»، وبعدها تم توجيه له سؤال عن أسعار الخبز التى حصل عليها من المخبز، فقال، إنه يقوم بشراء الـ«100 رغيف» بـ80 جنيهًا، وسعرها داخل الدعم «5 جنيهات».

وقال صاحب المطعم، إنه يستهلك يوميًا حوالى 500 رغيف بـ400 جنيه، وهما داخل منظومة الدعم بـ»25جنيه»، ليحقق صاحب المخبز مكاسب بلغت قيمتها» 375 جنيها» للمطعم الواحد.

وتساءل صاحب المخبز: «أصحاب المخابز بمنطقة بولاق الكرور ينهبون قوت الغلابة، ويبيعون العيش المدعم وكأنه عيش حر أمام الجميع، ولا أحد يراقب هذه المخابز».

وأشار صاحب المخبز إلى أن معظم أصحاب المخابز فى المنطقة يتعمدون بيع العيش المدعم للباعة بالشوارع، واصحاب المطاعم، وحجبه عن المواطن البسيط الذى يذهب إلى المخبز ليحصل على العيش المدعم، لكن لم يجده بسبب غياب الضمير عند أصحاب المخابز.