رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

تؤكد حادثة مصرع عامل مسجد، دهسًا أسفل عجلات سيارة صاحب سلسلة مطاعم شهيرة، وغيرها من حوادث القتل والدهس والرشوة والاختلاس والتعدى اللفظى والبدنى، التى تسطرها الصحف يوميًا، وتوثقها مقاطع الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى، أننا أمام شريحة أصابتها حالة هبوط حاد فى الضمير، مع وجود أعراض انتفاخ الذات وجنونها، وإن شئت الدقة والتشخيص، نحن أمام طبقة أصابها وباء توهم السيادة.

هذا التوهم توغل داخل الشرائح الاجتماعية المتعددة، بتعدد الأسوار التى تعزلها عن جيرانها، بداية من المناطق الأكثر فقرًا، مرورًا بأسوار «الكمبوند»، انتهاءً بقاطنى المدن الذكية وما فوقها، وكل شريحة من هذه الطبقة المصابة بوباء توهم السيادة، لها أدواتها فى ممارسة جرائم البطش والتنكيل، وإليك عددًا من نماذج هذه الشرائح:

الشريحة العمومية

عندما يصاب البعض فى هذه الشريحة بوباء توهم السيادة، يكون الاستغلال السيئ للوظيفة العمومية هو أداة الجريمة، تزداد قوة هذه الأداة وحدتها مع التصاعد الوظيفى للمريض، وتبدأ الأعراض فى الظهور بداية من «التفنن» فى كيفية تعطيل مصالح الناس و«العكننة» عليهم، إلى مرحلة استحلال الأموال العامة عن طريق الرشوة والاختلاس و«دفس» مكافآت تحت بنود وهمية!

انتقل تأثير الوباء فى هذه الشريحة من العام إلى الخاص، من سيارة ميكروباص قرر سائقها أن يرفع على الراكب «أجرة » الطريق عنوة، إلى عدد من المشروعات التى تقدم خدمة للجمهور مع التركيز على كلمة خاصة فى نهاية توصيفها، مثل مستشفى خاص أو مدرسة خاصة أو جامعة خاصة، ويدخل ضمن هذا الإطار كل من يقرر فرض فاتورة أسعار طبقًا للهوى بلا رحمة، فى هذه الشريحة لا مجال لنقاش الفواتير المعلنة والخفية، فلغة التفاهم الوحيدة هنا، تسديد «المعلوم والمطلوب»، وغير ذلك ستصيبك لعنة «اطلع بره»!

الشريحة المتجددة

هذه الشريحة تحافظ على وجودها دائمًا بقوة المال والنفوذ، فهذه الطبقة قديمة ومتجددة، ومستمرة باستمرار الحياة، ويعتقد من ابتلاه الله بمرض انتفاخ الذات وتوهم السيادة من هذه الطبقة أنه يستطيع الإفلات من القانون بالقانون، والهروب من العقاب بالتصالح مع الضحية، طالما أنه قادر على دفع «الدية» مهما ارتفع ثمنها، تحت ستار القضاء والقدر، وكله مقدر ومكتوب.. والحى أبقى من الميت....!

غالبًا ما يحدث تزاوج بين المال والسلطة، ليصبح «جنون الذات» وباء فتَّاك ذا قوة غاشمة يدهس من يقف فى طريقه ولو بالصدفة، وهناك أمثلة كثيرة ووقائع أكثر.

من حظ هذه الطبقة العاثر، أنها تحت الأضواء، وتنال اهتمامًا كبيرًا من المجتمع، وتشكل دائمًا مادة خصبة لصناعة «الترند» وإثارة الجدل، وما يظهر لنا من مقاطع فيديوهات توثق وقائع التعدى وجرائم من أصابهم هذا المرض، يكون إما صدفة أو حادثًا لا يمكن احتواؤه، وما خفى كان أعظم...!

شريحة أسياد «الدراع»

هذه الفئة لا تحتاج إلى وصف أو شرح، فالجميع يعرف من هم، وبأى لغة يتحدثون، فقوة «الدراع» هنا هى الوسيلة الوحيدة لممارسة بطش التوهم وفرض السيطرة، ويكفيك أن تتابع أخبار الحوادث، لتكتشف وحدك دون عناء أنواع وأشكال وفئات هذه الشريحة، مثل الثلاثة الذين قاموا بقطع كف سائق، وبلطجى دمياط الذى قطع يد شاب وأذنيه ثم قام بقطع كف أمه، والشاب الذى فقد حياته بـ 9 طلقات نارية بسبب فرض إتاوة...إلخ، وكله بالدراع...!

الأخطر

الأخطر أن يحدث تعاون بين مرضى الشرائح السابقة، فيسعى أحدهم من طبقة المال والنفوذ، لاستئجار عدد من فئة «قوة الدراع»، مع رشوة آخرين من الشريحة العمومية، لتكون النتيجة وباء أكثر فتكًا وعنفًا وبطشًا و«غشومية» وخطرًا على المجتمع ككل.

فى النهاية.. يجب على المجتمع بكل أطيافه ومؤسساته، التصدى لمثل هذه النماذج المريضة بكل قوة، قوة القانون وسيادة الوعى.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

[email protected]