حفنة كلام
كثُرتْ المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة وما أسهمته الدولة فى القضاء على الفيروسات الكبدية والأمراض المُعدية كما رأينا تعدد الفحص الاستباقى لسرطان الثدى وغير ذلك من مبادرات نشكر الدولة ووزارة الصحة عليها لكن تظل الحاجة إلى مبادرة رئاسية لتوفير أسِرَّة العناية المركزة والفائقة فى مستشفيات مصر ولا سيما بالصعيد باتت حاجة ملحة لبُعد هذه المحافظات جغرافيا عن المحافظات المجاورة مما يعرض المريض للموت فى أثناء نقله من محافظة لأخرى وهذا يستغرق ساعات طويلة وهو فى أمَسّ الحاجة إلى دقائق أو إلى ثوانٍ معدودات تفصله بين الحياة والموت وحبذا لو رأينا طائرات الإسعاف تنقل ذوى الحاجة الملحة للإنقاذ لأن تخصصات عدة لا نجد المتخصصين فيها والأجهزة المطلوبة لها سوى بمستشفيات القاهرة، كما أن الأسرَّة الموجودة فى المستشفيات العامة والجامعية قليلة جدا لا تفى بالمطلوب فأصبح من المستحيل أن تجد لمريض سرير عناية مركّزة بإحدى مستشفيات الصعيد سواء الجامعية أو العامة ولا سيما فى قنا والسبب يعود لقِلّة هذه الأسِرَة قياسا الى عدد سكان محافظات الوجه القبلى وكثرة حوادث الطرق لأسباب شتى، والثأر وأسبابه المعروفة سلفا ولأسباب أخرى لا أودّ ذكرها لأنكم تعرفونها جيدا، فهل يبحث السادة محافظو إقليم جنوب الصعيد أو مجلس الوزراء هذه المشكلة ويضعون حلولا لها؟ وأما الرد الجاهز إننا نضع المريض على التسجيل الإلكترونى وسنتصل بالمُرافق عندما نجد له سريرا فالإجابة: نعم ستتصلون بالمرافق بعد أيام عندما تجدون له سريرا إنْ وجدتم ليرد مرافقُه: شكرا، لقد مات المريض رحمه الله فقد وجد قبرا!
• خاتمة الكلام
قال الشاعر أبوالحسن الششترى:
يا ساقيَ القَوْم من شَذاهُ/الكلُّ لمَّا سَقيْت تاهوا
تاهوا وبالسُّكرِ فيك طابوا/وصرَّحوا بالهوى وفاهُوا
ما شِربَ الكاسَ واحتساهُ/ إِلا محِبُّ قدِ اصطفاهُ
يا عاذِلى خلِّنى وشُرْبى/ فلسْتَ تدرى الشراب ما هُو
قُم فاجتنِ قهْوةَ المعانى/ من صفوةَ الكاسِ إِذ جَلاهُ
واسمعْ إِذا غنَّت المثانى/ تقولُ يا هُو لبَيَّك يا هُوَ
واطْرب بذكْرِ الحبيب وافْرحْ/قد بلَغَ الشَّوق منْتهاهُ
ما قُلْتُ للقلْب أين حِبىِّ/ إِلّا وقال الضَّميرُ: ها هُو