عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

لا أحد ينكر أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام جاءت مختلفة عن كل الأعوام السابقة نحو الأفضل، فى الوقت الذى يتمنى فيه الجميع القضاء نهائيًا على السلبيات والعقبات التى جعلت الثانوية العامة تمثل الرعب والقلق والتوتر لملايين المصريين، ونحن الآن أمام أكثر من 783 ألف طالبة وطالبة فى اللجان بمختلف أنحاء الجمهورية.

ولوجه الله والوطن والتاريخ، نستطيع القول الآن ونحن على أبواب الأسبوع الأخير من الامتحانات بأن الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، نجح فى المهمة، وحقق المعادلة الصعبة التى كنا نتمناها. وهذا يعنى أننا نأمل فى المزيد نحو الأفضل حتى نكون أمام عملية امتحانية تليق بدولة فى حجم مصر.

ومن أهم إنجازات الوزير حجازى، ورجال وقيادات الوزارة والمؤسسات المعنية أن التسريبات لم نرها كما توقع الكثيرون قبل بدء الامتحان، والرهان على أن الوزير الحالى كان نائبًا للوزير السابق، ومن ثم لن يأتى بجديد ولن تختلف الامتحانات عن العام السابق تحديدًا، وهو الأمر الذى خالفه الواقع، وكان التوفيق حليفًا للوزير ورجاله منذ اليوم الأول للامتحانات.

كما أن الجولات المكوكية للدكتور رضا حجازى فى المحافظات جاءت على غير المتوقع، ولم نرها من قبل، بأن نجد الوزير يسافر إلى المحافظات فى مختلف أنحاء الجمهورية تزامنًا مع أداء الطلاب للامتحانات، لنجده مع كل مادة فى محافظة مختلفة يتابع سير الامتحانات بها، وحرصه على الحديث مع الطلاب، وزيارة أماكن واستراحات الملاحظين وليس الاهتمام بالطلاب فقط، وزياراته المفاجئة فى هذا الصدد جعلت كل مديرية تعليمية فى محافظة على أتم الاستعداد لاحتمالية أن ترى الوزير فى المحافظة مع بدء اللجان.

ولم يُبق الوزير حجازى على كافة الإجراءات السابقة بشأن موعد بدء اللجان، حيث تم التأكيد على حضور الطلاب فى الثامنة والربع صباحًا لبدء إجراءات التفتيش لعدم تعطل الطلاب، إلى جانب الكثير من التعديلات التى جاءت لتحمل فكر الوزير حجازى بأن «قالب الامتحانات» يمكن تعديله بما يتوافق مع متطلبات المرحلة ومصلحة الطلاب.

والحقيقة أن مستوى الامتحانات بالرغم من الشكاوى فى مادة الكيمياء أو بعض النقاط فى الفيزياء أو المواد الأخرى لم يحدث حالة الجدل والفزع ونزيف الدموع أمام اللجان كما كان يحدث من قبل. ووجود بعض الأسئلة للطالب المتميز هو مطلب أساسى للعملية الامتحانية، وما جاء فى الامتحانات لم يكن مخالفًا لكل تصريحات ووعود الوزير فى هذا الصدد، خاصة أنه ليس من المطروح أن يكون أوائل الجمهورية من أصحاب 100% كما تعودنا.

وكل ماسبق لايعنى أننا لم نعد فى حاجة إلى المزيد من الإصلاحات فى امتحانات الثانوية العامة، خاصة عنصر الوقت المحدد للامتحان، والذى أصبح المطالبة بزيادته ضرورة ملحة فى بعض المواد، سواء بسبب عدد الأسئلة، أو الوقت الذى يمكن إهداره فى الإجراءات الجديدة التى جاءت ضرورية لمواجهة التسريب وحظر وسائل التكنولوجيا الحديثة داخل اللجان، ومن غير المقبول وسط كل هذا الإبقاء على مدة الامتحانات كما هى برغم تغير الظروف والمعطيات الجديدة.

وخلاصة القول إن الوزير حجازى استطاع تحقيق المعادلة الصعبة، سواء بإجراءات ما قبل الامتحانات، أو الجولات اليومية فى أيام الامتحانات بالمحافظات، أو رد فعل الطلاب وأولياء الأمور تجاه الامتحانات، ووعوده وتصريحاته التى أكدها الواقع، ومن ثم ننتظر المزيد من الوزير خلال الفترة القادمة ليكمل رؤيته التى حملها على كتفه، وأحلامه وأفكاره التى جمعها عبر عقود من العمل فى أروقة الوزارة وحان وقت تنفيذها.