رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

يا ليلة العيد آنستينا... وجددتى الأمل فينا، والعيد فرحة يا سلام.. أجمل فرحة يا سلام، بكل صدق أغنيتان فريدتان التى لو لم أسمعهما، لاعتقدت أن العيد لم يهل بعد، الأولى طبعاً بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، والثانية بصوت الفراشة صفاء أبوالسعود، وأعتقد أنها مشاعر كثيرين مثلى من جيلى وجيل بعدى، استلهام فرحة العيد بتلك الأجواء النفسية المبهجة، تبدأ بتبادل التهانى المسبقة، المعايدات الطيبة، والدعاء بالخير لبعضنا البعض، وتسير طقوسنا المعتادة إلى شراء ملابس جديدة، إعداد الحلوى المتنوعة، وفى عيد الأضحى بالطبع الاستعداد لذبح الأضاحى، أو شراء كميات من اللحوم لعمل الفتة وصوانى الرقاق وهكذا.

لكن للأسف سعار الأسعار بدا كوحش كاسر ينهش فى تفاصيل فرحة الطبقة المتوسطة وبالطبع الطبقة الفقيرة أصلاً، ليسرق منهم الكثير من الطقوس المكونة لفرحة العيد، ملايين الفقراء فى بلدنا ينتظرون الأعياد ليحصلوا على الصدقات والهبات وأنصبتهم من لحوم أضاحى القادرين، لكن تبدو ملامح هذ العيد مختلفة، متقشفة، فقد بلغ فيه سعر كيلو لحم الخروف « قائم» أى قبل الذبح مائة وتسعين جنيهاً، أى سعر الكيلو بعد الذبح 450 جنيهاً تقريباً، فيما سعر العجل 150 جنيهاً قبل الذبح أى الضعف بعد الذبح، وقس على هذا، أما اللحوم التى تطرح بأسعار مخفضة، فهى أسوأ أنواع اللحوم على الإطلاق فى مدة الطهو والمذاق.

ومع جنون أسعار اللحوم ظهرت لنا عجائب الفتاوى بإمكانية ذبح أى حيوان يمشى على أربع مثل الأرنب، أو ذبح دجاجة أو بطة باعتبارها أضحية، وهو سخف ما بعده سخف، وليس له علاقة بشرع ولا بشعائر الله التى يأمرنا الله أن نعظمها لا أن نستخف بها ونستهزئ، وبعيداً عن هذا السخف، فعلينا أن نعترف أنه عيد قادم فى توقيت صعب على الجميع باستثناء فئة الأثرياء الذين لم يتأثروا بشكل فعلى بنيران الغلاء المستعر وقفز أسعار السلع كل يوم عن آخر، حتى إن البعض صار يدعو إلى عدم إعطاء لحوم الصدقات أو الأضاحى لمن يتسولون فى الشوارع أو يجلسون على الأرصفة فى الانتظار، بزعم أنهم يقومون ببيعها للجزارين أو لمواطنين آخرين بثمن بخس بعد جمعها من المتصدقين، لأنهم يحتاجون إلى المال حتى لو لم يتذوقوا اللحم طيلة العام.

مؤكد أن الظروف المحيطة بهذا العيد مختلفة، ولا أريد أن أقول إنها قاسية على أغلب المصريين، كثيرون لن يتمكنوا من ذبح الأضاحى التى اعتادوا ذبحها لوجه الله وإسعاد ذويهم والتصدق بها، كثيرون لن يتمكنوا من ممارسة نفس الطقوس التى تطلب الإنفاق المالى بسب الوضع الاقتصادى، لكن مؤكد أننا كمصريين لن نعدم الوسائل التى سنسعد بها فى العيد الكبير الذى ننتظره كل عام لو بأبسط الإمكانيات. 

ورجائى أن نكون رحماء ببعضنا البعض، من لديه أى فائض ولو طفيف من طعام، مال، ملابس، فليقدمها للمحتاجين حوله القريبين منه، من يعرفهم أو حتى لا يعرفهم على الإطلاق، أن نتزاور فى بساطة دون تكلفة فى العيد، ليس بالضرورة المبالغة فى إظهار الكرم والتباهى بالولائم وأصناف الطعام والحلوى، يكفى الحفاوة فى الاستقبال مع كوب شاى، والبهجة فى اللمة، لمة الأسرة والأحباب، البهجة فى قلوب تحنو وتحتوى، ليس فى مظاهر الماديات أبداً، ورجائى من الأثرياء، أسعدوا الفقراء البسطاء حولكم قدر إمكانكم، ما تقدموه لهم هو الباقى لكم عند الله وفى آخرتكم، فكل شيء سيذهب إلا العمل الصالح والصدقات، وكما ورد فى كتاب الله العزيز: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِى أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ}، لقد خصّ الله الصدقة دون سائر الطاعات، لأنها مكرمة للفقراء وإغناء لهم، وغلق لأبواب الشر والحقد والحسد، وتؤدى إلى خلق مجتمع به عدالة تتراجع به الجرائم والشرور، ويا رب فرحة عيد للجميع وكل عام وأنتم بخير وأهلاً أهلاً بالعيد مرحب مرحب بالعيد.

[email protected]