رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

حرص الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على اصطحاب الإعلاميين والصحفيين أثناء جولته فى منطقة المقابر بصلاح سالم، حسب ما أشارت إليه الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء فى بيانات صحفية متعلقة بجولة سيادته لمشروعات التطوير الحضرى فى محافظة القاهرة وتطوير حدائق الفسطاط، وأظهرت زاوية الصور المصاحبة للبيان حالة التردى وما وصلت إليه تلك المقابر من بؤس وإهمال، خاصة صور سيادته داخل مقبرة الزعيم أحمد عرابى، والصور لا تكذب، ولكن دائماً توجد أبعاد وزوايا أخرى للصورة، نستعرض عدداً من هذه الزوايا ليكتمل المشهد.

الزاوية الأولى

يرجع مشروع التطوير الحضرى لمحافظة القاهرة إلى مشروع مخطط القاهرة 2050 الذى قال عنه الدكتور محمد إبراهيم سليمان، وزير الإسكان سابقاً، فى تصريحات صحفية عام 2005، إنه المخطط الثالث لتطوير القاهرة، وسبقه المخطط الأول عام 1970 وصولاً إلى مخطط التنمية العمرانية 1997، وقال الدكتور مصطفى مدبولى، نائب رئيس هيئة التخطيط العمرانى وقتها، إن المخطط الجديد يسعى الى تعظيم الامتدادات العمرانية والاستثمارية بالمدن الجديدة عن طريق منع إقامة أية مبانٍ أو مشروعات استثمارية داخل القوس الشرقى للطريق الدائرى.

الزاوية الثانية

فى 24 يناير 2011، قال الدكتور مصطفى مدبولى، عندما كان يشغل منصب رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، إنه عند البدء فى مخطط القاهرة 2050 الذى قامت الهيئة بإعداده، تمت الاستعانة بمنظمات «جايكا، هابيتات والبنك الدولى» كمنظمات دولية، «هابيتات هو برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، جايكا هيئة التعاون الدولى اليابانية وتختص بمساعدة النمو الاقتصادى والاجتماعى فى الدول النامية، والبنك الدولى معروف للجميع»، وقال مدبولى إن المخطط يستهدف تنفيذ 22 مشروعاً ذات أولوية.

وكانت مشروعات نقل العشوائيات وتطوير المناطق غير الآمنة، والمناطق غير المخططة مثل مناطق بولاق والوراق، وتطوير القاهرة الخديوية، وتطوير منطقتى هضبة الأهرام ونزلة السمان، والحديقة المركزية بالقاهرة «الفسطاط»، ونقل جزء من المقابر الجنوبية فقط للقاهرة التى تأثرت بالمياه الجوفية على رأس هذه المشروعات، بالإضافة إلى مشروعات زيادة عدد حارات الطريق الدائرى إلى 8 حارات ذهاباً ومثلها إياباً، وغيرها من مشروعات النقل. 

وقدر«مدبولى» وقتها تكلفة تلك المشروعات المقرر تنفيذها بنحو 75.7 مليار جنيه، ترتفع إلى 244 مليار جنيه بعد إضافة تكلفة مشروعات النقل إليها، مؤكداً أن المخطط يستهدف نقل جميع الوزارات من منطقة قصر العينى إلى مركز مدينة جديد على مساحة 1850 فداناً.

الزاويتان الأولى والثانية توضحان ملخص الرؤية الشاملة لمخطط القاهرة 2050، ومنها مقابر صلاح سالم التى تأثر جزء منها بالمياه الجوفية، كما أشار الدكتور مدبولى- رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى فى وزارة الإسكان، وأكده الدكتور مدبولى- رئيس الوزراء، خلال جولته إلى تلك المقابر منذ أيام وتفاقم تلك المشكلة، وأصبح من غير المقبول- حسب وصف سيادته- ترك المكان بهذه الصورة الصعبة للغاية من الناحية الدينية والأخلاقية والإنسانية... والسؤال هنا: لماذا تركنا مشكلة المياه الجوفية تتفاقم بهذا الشكل طيلة تلك السنوات ولم نجد حلاً لها، وما الذى أوصلها إلى تلك المرحلة الصعبة للغاية؟!

الزاوية الثالثة

هى معارضة فكرة هدم هذه المقابر ووصفها بالكارثة، انطلاقاً من أهمية تلك المقابر باعتبارها أثرًا تاريخياً، حيث إن منطقة المقابر كلها مصنفة منطقة تراثية منذ العصر المملوكى، بالإضافة إلى مقابر الشخصيات السياسية والتاريخية، خاصة أن تلك المقابر مقامة على 15% فقط من المساحة الكلية للمنطقة، وأن تلك الآثار تمثل إضافة للمشروع. 

الزوايا السابقة كانت تفاصيل المشهد منذ البداية حتى رؤية الصور المصاحبة لجولة رئيس الوزراء، لنؤكد فى النهاية أنه لا يوجد أحد ضد فكرة التطوير العمرانى والحضرى، أو بناء ناطحات سحاب، ليس فى القاهرة فقط بل على كل شبر من أرض هذا الوطن، ولكن الإشكالية الحقيقية هى أن تتبدل لدينا الرؤية، فنرى الأثر حجراً، ثم نتركه لعوامل التعرية، ثم نجرده من قيمته التاريخية والأثرية التى لا تقدر بثمن، ولا يعوضه بناء حديث من حجر.

الخلاصة.. يجب أن ننظر إلى الأثر بوصفه أثرًا، نحافظ عليه ونستثمر فيه، ونرى الحجر حجراً مهما لمع بريقه أو بدا بنيانه جميلًا، وقبل هذا وذلك ننظر إلى من صنع الأثر ويبنى بالحجر.

[email protected]