رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

كاريزما

 ورحل محمد ابوالعلا السلامونى، الكاتب المسرحى والمفكر؛ كان حالة خاصة من الإبداع فلم ينتظر تكريمًا من أحد، ولم تزغ عيناه يومًا إلى أموال المسرح الخاص ولم يتنازل يوما عن مبادئه.. ومنذ مسرحيته الأولى (مأذن المحروسة) التى قدمتها فرقة الفنون الشعبية ظهرت شخصيته الرامية إلى اعلاء العروبة وتمكين مفردات القومية، ولهذا تميزت أفكاره بالتكثيف وتحديد بؤر العطب فى مجتمعاتنا العربية وكان حادًا لاذعًا فى أسلوب علاجه.

والسلامونى إذا أعجبه الحديث عن طريق ما؛ تتنامى حماسته فيتغلغل باستضافة فى أصول الأشياء ويتحدث عن الفترات المظلمة فى عالمنا والاضطرابات السياسية. ويتداخل الحديث ينبرى فى استقدام مفاهيم ربما كانت غائمة غائبة، أراد السلامونى ان يقبض عليها بيديه لكنه أدرك مبكرًا انه يقبض على الجمر وتأكد أيضًا انه لن يتنازل عن هذا الجمر، بل سيكون هو سلاحه.

مرتان فقط كتب للقطاع الخاص، ولكن كان هذا بشروطه كتب مسرحيتى (المليم بأربعة) عن فوضى شركات توظيف الأموال ثم مسرحية (بحبك يا مجرم) عام ١٩٩٠ وأخرج المسرحيتين المخرج الجاد جلال الشرقاوى.

السلامونى كتب أكثر من ثلاثين عملًا مسرحيًا حرص ان تتجول فى اقاليم مصر من شمالها لجنوبها.

عرفت السلامونى منذ أكثر من ثلاثين عامًا كنت ازوره فى مسرح السامر (مسرح زكريا الحجاوى) على كورنيش العجوزة، كان دائمًا يجلس بجوار رفيق عمره وعمله الكاتب المسرحى الراحل يسرى الجندى.. كان الاثنان متشابهين فى أفكارهما أيضًا وسعيهما نحو تطوير الشكل والمضمون المسرحى، ونجحا فى ذلك وقدما نماذج مثالية سواء فى المسرح أو الدراما التليفزيونية أوالسينما، ما عرفت يوما اختلف فيه الصديقان إلا من خلال مناقشات جادة حول مفاهيم فنية.

ولم يختلفا، فقد لحقه حتى فى موته، فقد رحل الجندى فى مارس ٢٠٢٢ ليلحقه السلامونى فى يوليوهذا العام. ما قدمه الصديقان للمسرح سيظل تراثًا أدبيًا وفنيًا راسخًا وجادًا وثابتًا فى ذاكرة الوطن.

[email protected]