رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد تنفيذ حُكم القصاص..محطات في مُحاكمة مُنهي حياة "نيرة أشرف"

محمد عادل
محمد عادل

أسدل قطاع الحماية المجتمعية بمركز الإصلاح والتأهيل بجمصة، صباح اليوم الأربعاء، ستار النهاية في قضية نيرة أشرف التي هزت الرأي العام.

وداء ذلك  بتنفيذه حكم الإعدام علي المتهم بإنهاء حياتها في 20 يونيو الماضي، أمام بوابة كلية الآداب بجامعة المنصورة في محافظة الدقهلية، وذلك بعد رفض الطعن المقدم من قبل المتهم.

ونرصد خلال هذا التقرير محطات مرت بها قطار القضية: 

قضت محكمة النقض في وقت سابق بقبول طعن المتهم محمد عادل علي الحكم الصادر من محكمة الجنايات باعدامه شكلا ورفضه موضوعا، وتأييد الحكم. 

في 22 يونيو الماضي أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوي بإحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات، لمعاقبته فيما اتهم به من قتل الطالبة المجنى عليها "نيرة" عمدا مع سبق الإصرار، حيث بيت النية وعقد العزم على قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها، وقد جاء قرار الإحالة بعد ثمان وأربعين ساعة من وقوع الحادث.

بدأت القضية في 20 يونيو 2022 مقتل نيرة أشرف أمام سور جامعة المنصورة، وفي 26 يونيو 2022 نظرت محكمة جنايات المنصورة اولي الجلسات محاكمة المتهم. 

وفى 28 يونيو 2022 المحكمة أرسلت أوراق القضية لفضيلة المفتي.

في 6 يوليو 2022 قضت محكمة الجنايات باعدام المتهم، وفي 9 فبراير 2023 نظرت محكمة النقض طعن المتهم والتي أيدت حكم الإعدام علي المتهم. 

الأسباب التي استندت إليها محكمة الجنايات في حكم الإعدام

حيث أوضحت محكمة الجنايات أسباب حكمها على المتهم، وفندت كافة الدفوع التى تقدم بها دفاع المتهم وقتها.

مطرقة القصاص تقتص لنيرة أشرف

وردت محكمة الجنايات على كافة التساؤلات التى طرحت من هل المتهم مختل عقليا أم ذكى لدرجة أنه خطط ودبر لجريمته منذ شهر رمضان الماضى واختار الموعد المناسب لتنفيذ الحكم وهل انتقم المتهم من نيرة واسرتها بعد استدعائه إلى جلسة عرفية بسبب مضايقته لها واجباره على توقيع ايصالات امانة؟ وهل غير المتهم أقواله فى المحكمة عما قاله فى النيابة العامة لتخفيف الحكم عليه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها ردت محكمة جنايات المنصورة عليها فى حيثيات حكمها التى شملت 5 ردود رئيسية على كل ما اثير.

الجلسة العرفية مع المتهم

وردت المحكمة على ما أثير بشأن الجلسة العرفية التى عقدتها أسرة نيرة أشرف للمتهم للتنبيه عليه بالابتعاد عنها وانه قام بجريمته انتقاما منها بسبب هذه الجلسة

قالت المحكمة إن المتهم قال نصًا لما سُئل عن تَعرضه لإكراه فى الجلسة العرفية أجاب: "لا.. أحنا كنا قاعدين وكانت قَعدة حق، بس كان كلامهم شديد معايا، ومَحدش كان مِقدر اللى أنا عَملته مع نيرة"، وأضاف أنه تَـظاهر بامتثاله لما انتهت إليه هذه الجلسة، وقال عن ذلك نصًا لما سُئل: هل قُمت بالتعرض لها عقب تلك الجلسة العرفية؟ أجاب: "أنا كـنت ساكت وخلاص ولكن كان فى دماغى إنى آخذ حقى منها".

واستمدت محكمة الجنايات من ذلك أن الجلسة العرفية لم يكن بها إجبار أو إكراه أو اعتداء عليه حتى يفكر فى الانتقام منها أو يتزرع بهذا الدافع من اجل طعنها ونحرها ولكن المتهم كان مصرا على إزهاق روحها قبل الجلسة وبعدها.

" أثارت حفيظته .. ضحكات نيرة للمتهم فى الأتوبيس" 

وردت المحكمة عما أثاره المتهم فى اعترافه بجلسة المحاكمة - ولم يذكره فى اعترافه بتحقيقات النيابة العامة - من أن نيرة أشرف أثارت حفيظته بضحكاتها داخل الاتوبيس، أن المتهم اعترف بأنه كان عاقد العزم مُبيت النية على قتل المجنى عليها حيث قال نصا وهو يُعلل زمان ومكان قتل المجنى عليها: "عشان أنا مُتأكد إنها هتنزل الامتحانات، وساعتها هعرَف أخلَّص عليها وأعمل اللى نفسى فيه، لأن أنا كنت عارف إنها طول فترة الدراسة بتكون فى القاهرة أو شرم الشيخ وكانت بتيجى الامتحانات". رسائل التهديد المرسلة منه للمجنى عليها ونصها: "ودينى لادبحك".تقصيه مواعيد الاتوبيسات التى تستقلها المجنى عليه من زميلتها.شهادة اصدقاء المجنى عليها بعدم رؤيتهم للمتهم فى الاتوبيس يوم الحادث طيلة الرحلة، نظرًا لركوبهن فى مقدمتها والطلبة الذكور فى المؤخرة.

"احراز المتهم للسكين "

وعن ادعاه بجلسة المحاكمة - ولم يقله فى اعترافه بتحقيقات النيابة العامة - من أن إحرازه السكين كان للدفاع عن نفسه فيما لو دفعَت المجنى عليها أحدًا للاعتداء عليه، فإن مردود ذلك.

القول يُغاير الحقيقة التى أكدها فى اعترافه بالتحقيقات، من أنه اشترى السكـين كأداة للقتـل لإجادته استعماله بصفتـه يعمل طباخًا ولعلمه بالمقاتل من جسم الإنسان واطمأنت المحكمة لمطابقة ذلك للحقيقة والواقع. كما اعترف المتهم نفسه قائلا: "امبارح قبل الامتحان الخامس كنت بكلم واحدة صاحبتى لقيتها عارفة الحوار اللى بينى وبين نيرة فأنا قلت أنا لازم أخلَّص عليها ومخليهاش على وش الدنيا".

"الدفاع.. المتهم مجنون" 

وقالت المحكمة أنه بالنسبة لطلب الدفاع بعَـرض المتهم على الطب الشرعى لبيان مدى سلامة حالته العقلية واتزانه النفسى ساعة ارتكابه الجريمة وادعاء الجنون:

أن تقدير حالة المتهم العقلية أو النفسية من المسائل الموضوعية التى تختص محكمة الموضوع بالفصل فيهاأن المحكمة بمُطالعتها للتحقيقات، واستجوابها للمتهم استبان لها سلامة حالته العقلية والنفسية وذلك من خلال اختياره الاختيار الأمثل بين بدائل مكان وزمان ارتكابه للجريمة التى خطط لها من شهر رمضان عن وعى وإدراك تَستخلص المحكمة اختياره لأداة الجريمة سكينًا جديدًا حادًا وليس سلاحًا آخر، وتَرجيحه له كان عن وعى وإدراك لأسُس هذا الاختيار كونه يَعمل طباخًا ويُتقن استخدام السكاكين كما كان مدركا أن الحافلة ليست المكان المناسبالمتهم كان يُجيب على أسئلة النيابة العامة بدقةٍ بالغة وعبارات واضحة، وبكلام مُتناسق مُترابط لا هَذَيانَ فيه ولا تَهاتُر.

"سبق الإصرار والترصد" 

ما اثير من دفاع المتهم بانتفاء أركان جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار بركنيها المادى والمعنوى حيث أن المتهم لم يكن يَعلم أن المجنى عليها تستقل ذات الاتوبيس يوم الجريمة فان مردود ذلك:

 

أن نية القتل وظرف سبق الإصرار قائمان فى حق المتهم وذلك مِن تَوافُـر الدافع على الانتقام من المجنى عليها التى رفضته ومن ثُبوت تهديده لها بالذبح - أكثر من مَرة - من خلال رسائل صريحة.إصراره على تنفيذ مُخططه الإجرامى، وإعداده سلاحًا أبيض قبل تنفيذ الجريمة بعشرين يومًا طعن المجنى عليها مَقتلين من جسدها "أعلى يَسار الصدر وعُـنقها" وفى مَناطق متفرقة من جسدها بلغت 17 طعنة بالرغم من وجود اتوبيس يستعد للتحرك من المحلة للمنصورة وبه مقاعد خالية رفض المتهم استقلاله وانتظر المجنى عليها.

"رسالة المحكمة للمشرع"

وفى نهاية الحيثيات وجهت المحكمة رسالة للمشرع بالتعديل نص المادةِ 65 من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعى المُنظمةِ لتنفيذِ عُـقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مُصَورةً على الهواءِ، ولو فى جُــزءٍ يَسيرٍ من بَـدءِ إجراءاتِ هذا التنفيذ، حتى يُحَـقــقُ الــرَّدعَ العامَ.

 

"اعترافات المتهم" 

قال المتهم فى اعترافاته: "قلت أنا لازم أخلص عليها ومخليهاش على وش الدنيا، ونزلت يوم 20 - 6 - 2022 ومعايا السكينة، وركبت الأتوبيس، ولقيتها قاعدة هى وزمايلها، ولما شوفتها قلت دى فرصة أن أنا أريح نفسى وأخلص منها، وهى نازلة من الباص، وأول ما نزلنا هى كانت سبقانى بشوية، وأنا نزلت وكان كل اللى فى دماغى أن أروح أخلص عليها، ومشيت وراها، وأول ما قربت منها طلعت السكينة من الجراب اللى أنا كنت حاططه فيه، وشفيت غليلى منها، وفيه ناس قربوا منى علشان يحوشونى عنها، فأنا قولتلهم محدش يقرب منى، وهوشتهم بالسكينة عشان محدش يقدر يخلصها من إيدى لحد ما خلصت عليها خالص، وساعتها فيه واحد مسكنى من ضهرى وشالونى بعيد عنها، وده كل اللى حصل".