رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

تحدثت هاتفيًا مع الطالبة منة الله عماد، ووالدتها للتهنئة بعد فوزها بالمركز الأول على الشهادة الاعدادية فى محافظة كفر الشيخ، وإصرارها على التفوق برغم الظروف الأسرية والمعيشية التى تمر بها منذ سنوات، حتى استطاعت اقتناص مركز الصدارة.

وجاء اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى وتوجيهاته بتوفير الدعم اللازم لمنة الله، واتصال الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بها، ثم اتصال السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيسى لتقديم التهنئة لها، ولوالدتها بعد التغلب على كل الظروف تحقيقًا للنجاح المنشود.

وذكرت لى منة الله عماد عبر الهاتف طبيعة ما دار فى المكالمات، فى الوقت الذى أكدت فيه أن والدها الذى انفصل عن الأسرة منذ قرابة 6سنوات لم يتصل بها حتى الآن، برغم التفوق والنجاح وحالة الجدل المثار عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لأن منة الله تعيش فى شقة دون أثاث منزلى وتذاكر دروسها على «جردل بلاستيك وتنام على مرتبة على البلاط»، وينفق عليها شقيق والدتها وبعض أفراد الأسرة دون الوالد.

وكأحد أبناء محافظة كفر الشيخ، أشعر بالفخر بهذه الطالبة المجتهدة الصابرة الطموحة، مثلما يشعر كل أبناء المحافظة، بل مصر كلها بما حققته من نجاح، دون إنكار بأن هناك الكثير من النماذج التى تناضل وتكافح من أجل النجاح فى ظل أصعب الظروف.

كما أن تكريم منة الله عماد، لايحمل فى مضمونه تكريم طالبة فقط تحدت الظروف من أجل النجاح، وإنما التكريم لكل طالب يسعى لصدارة المراكز الأولى فى الشهادات المختلفة، فهو لم يكن تكريما شخصيا بقدر ما يؤكد على أن الله لايضيع أجر من أحسن عملا، وأن الله قادر على التكريم والأجر فى لحظة.

لقد استطاعت منة الله عماد «بنت بلدي» كفر الشيخ تحويل الظلام إلى النور، والمحنة إلى منحة، وأن تضرب المثل والقدوة بوالدتها التى أعتبرها بطلة القصة الحقيقية فى إخراج هذا النموذج إلى النور، ولتثبت دائمًا بأن المرأة المصرية قادرة على العطاء ومواجهة التحديات.

ورسالتى إلى والد منة الله دون معرفة أو التطرق لأسباب ترك الأسرة هى أن الخلاف مع الزوجة لايعنى ترك الأولاد بهذا الشكل-كما ذكرت الأم والابنة، وأن نموذج منة الله وأخواتها يستحق الرعاية والاهتمام والتواجد والاحتواء وتوفير الأمان والاستقرار بغض النظر عن الخلافات الزوجية.

وأقول للوالد أيضًا «ألا تستحق الابنة التى حملت اسمك ورفعته إلى عنان السماء أن تكون بجوارها خلال المرحلة الثانوية القادمة والتى تمثل مرحلة فارقة فى تحديد مستقبل ابنتك التى لم يعد ينقصها سوى وجودك بجوارها؟! أتمنى أن تصل رسالتى إلى قلبك، مع يقينى بفخرك وسعادتك بما حققته الابنة وأن تكون سندًا لها مع الذين تحملوا أعباء النجاح طوال الفترة الماضية.