رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

شاهد الزور بـ 3 آلاف جنيه فقط

الخلع.. وسيلة للتخلص من الأزواج

قضايا الخلع سبوبة
قضايا الخلع سبوبة السيدات لتحقيق الأرباح

زوجة تخلع زوجها لأنه لا يحب الشتاء.. وأخرى تتخلص منه «لدمه الثقيل»

 

«أخاف ألا أقيم حدود الله».. جملة شهيرة ارتبطت فى أذهان الجميع بمشهد فيلم «محامى خلع» حينما قالتها الفنانة داليا البحيرى أمام المحكمة طالبة الخلع من زوجها. 

السبب الظاهر للجميع أنه قوى بدنيًا ويفوق قدراتها الجسمانية، ولكن السبب الحقيقى للقضية يدعو للسخرية فكان زوجها «يشخر» أثناء نومه مما أثار غضبها، وتلاعب المحامى فى عريضة الدعوى من أجل كسب القضية.

 تلك الممارسات لم تعد مشاهد سينمائية فحسب، بل واقعًا يمارسه آلاف المحامين داخل أروقة محاكم الأسرة، ومع تزايد حالات الطلاق بقضية خلع تعددت أسباب الخلافات، وكان الكثير منها يدعو للسخرية، وتحولت الجملة الشهيرة «أخاف ألا أقيم حدود الله» سلاح السيدات المتمردات للتحكم فى مصير أزواجهن. 

المُثير للدهشة بحسب ما أفاد به عدد من الخبراء القانونيين أن القاضى ليس عليه أن يعرف السبب الحقيقى لرفع قضية الخلع ويكتفى بالجملة الشهيرة «أخاف ألا أقيم حدود الله» فهى تحمل فى طياتها العديد من المعانى وليس بالضرورة أن تكون الاشكالية لها علاقة بالقدرة الجنسية للزوج بل قد يكون غير متوافق معها نفسيا أو اجتماعيًا أو سلوكيًا واختصارًا لوقت المحكمة ولضمان النتيجة لصالح السيدة يحررون هذه الجملة فى عريضة الدعوى. 

ووفقًا للتقرير العالمى للسكان 2022، احتلت مصر المرتبة العشرين فى معدلات الطلاق حول العالم 2022، وفى آخر إحصائية صادرة عن جهاز الإحصاء، هناك 9 آلاف و197 حالة طلاق تمت بالخلع خلال عام 2021. 

تلك الأرقام تعد مؤشرات خطيرة لقضية الخلع وتسارع السيدات على محاكم الأسرة للتخلص من أزواجهن سواء بغرض الهروب من المشكلات أو اتخاذ بعضهن لقضية الخلع كـ«سبوبة» للحصول على محتويات الشقة من زوجها وضمان حضانة الأطفال. 

هيام: مش عارف يضحكنى 

داخل أروقة محاكم الأسرة ألوان من القضايا.. البعض منها له طابع كوميدى وغيرها درامية.. هيام واحدة من السيدات اللاتى قررن الابتعاد عن أزواجهن وكانت حجتها تدعو للسخرية. 

قالت «هيام. ك» إنها تزوجت منذ عامين وغير راضية عن حياتها مع زوجها العاجز عن أن يبسطها ويضحكها. 

حاولت صاحبة الثلاثين عامًا أن تبدل من طباع زوجها الجاد ليكون «فرفوش» على حد وصفها، وقالت إنها أنجبت طفلين على رغبة زوجها وحماها وحماتها. 

«مش معنى إنى أنجبت يبقى مبسوطة معاه».. قالتها هيام احتجاجًا على أسلوبه الجاف معها، ضاربة بعرض الحائط متطلبات الحياة التى أصبحت عبئًا على جميع الأسر وتابعت: «مليش فيه.. ده راجل ولازم يعيشنى العيشة اللى أنا عايزاها». 

تصمت الزوجة للحظات، وقالت إنها كانت على مدار فترة المراهقة تبحث عن شبيهها فى الحياة من حيث الشخصية والسلوك، ولكن كانت لرغبة اسرتها فى الزواج بطريقة الصالونات النصيب الأكبر. 

وحول مستقبل أبنائها واحتمالية ضياع مستقبلهم، ردت هيام قائلة: «بالعكس.. لو كملت حياتى مع واحد مش بحبه العيال هيطلعوا متعقدين». 

سارة: «ريحته وحشة» 

 

40 يومًا فى الجنة عاشتها «سارة. ن» مع زوجها الذى يعمل شيف فى فندق 5 نجوم، فما إن تم الانتهاء من حفل الزفاف حتى طارت مع زوجها لإحدى الدول العربية لقضاء شهر العسل. 

حياة سعيدة تنعمت بها الفتاة العشرينية مع زوجها حتى تبدلت معالم حياتها بعد عودتها من شهر العسل، فمع أول يوم عمل لزوجها فى الفندق وعودته لمنزله شعرت سارة بحالة من النفور الشديد. 

وقالت سارة لـ«الوفد» إنها حال انتظار عودة زوجها وتحضر وجبة العشاء فى المطبخ شمت رائحة «زفارة» السمك وشعرت بحالة من الاشمئزاز الشديد. 

«بصراحة قولت الريحة المعفنة دى جاية منين».. قالتها الزوجة وهى تبحث فى الشقة عن مصدر الرائحة حتى جاءت لها الفاجعة الكبرى بأن مصدر الرائحة زوجها والذى يعمل شيف فى مطبخ سمك داخل الفندق، وتابعت: «كنت فاكرة شيف عادى مش شيف سمك بس ريحة على طول زفرة». 

أمام محكمة الأسرة ببولاق الدكرور وقفت سارة نادمة على شهرين من عمرها قضتهما مع زوجها طباخ السمك، وقالت: «مش هقدر أعيش معاه بالطريقة دى ولا أستحمل ريحته وهو داخل عليا شقتى.. هخلعه يعنى هخلعه.. إزاى يضحك عليا وميقوليش إنه بتاع سمك». 

ليلى: ما بيحبش الشتاء

الجميع متواجدون داخل قاعة المحكمة.. صمت شديد ترقبًا لوقوف الزوجة أمام القاضى لتدلى بحجتها لخلع زوجها، وما إن بدأت «ليلى. ش» حديثها حتى دخل الجميع فى نوبات من الضحك. 

«جوزى بينام بالكلسون».. تلك هى كانت حجة ليلى لخلع زوجها وقالت إنها كانت تحلم برجل محبًا للشتاء يستطيع أن يشعرها بالرومانسية ولكن كانت صدمتها حينما علمت بطبيعة زوجها وعدم قدرته على تحمل البرد، وقالت لـ«الوفد» إنها تشعر بحالة من عدم الرضا حينما تجد زوجها أسفل عدة بطاطين فى الشتاء وهى جالسة بملابس خفيفة. 

وتابعت: «حاولت أعمله مشروبات دافية علشان يقدر يقعد معايا وحاولت معاه لكن كان بيبرد أكتر». 

عام واحد فقط مدة زيجة ليلى من زوجها الذى يعمل فى ورشة نجارة، وقالت، إن ليلة الدخلة كانت فى الشتاء ومنذ حينها علمت بعدم حب زوجها للشتاء وقررت عدم الانجاب منه حتى تتأقلم عليه وتابعت: «قولت بلاش عيال فى الأول علشان أشوف هيتغير ويحب الشتا ولا لا لكن مفيش فايدة».

 

ألاعيب «البيضة والحجر» فى قضايا الخلع 

داليا عبدالمطلب

قالت داليا عبدالمطلب، خبيرة قانونية، إن القانون رقـم 1 لسنة 2000 بخصوص تنظيم إجراءات وأوضاع التقاضى فى أمور الأحوال الشخصية، يجيز للزوجة أن تقوم برفع دعواها بطلب الحصول على الطلاق خلعـا متى سئمت حياتها الزوجية وقامت برد مقدم صداقها افتداءً لنفسها، بالإضافة إلى تنازلها عن كافة حقوقها الزوجية المتعلقة بالطلاق وهى التنازل عن مؤخر الصداق ونفقة العدة والمتعة. دون خسارة أى حق آخر مثل قائمة المنقولات والحقوق المتعلقة بالصغار. 

وأضافت «داليا» أن صحيفة دعوى الخلع لا يذكر فيها السبب بل لا يسأل القاضى عن أسباب الخلع وإنما هى أسباب تصرح بها الزوجة الراغبة فى الخلع للمحامى الخاص بها وللمحيطين دون ذكر السبب الحقيقى لطلب الخلع. 

وأشارت إلى أن الخلع أصبح خارجًا عن الهدف الذى شرع من أجله وهو حماية المرأة من بطش الرجل ووسيلة سريعة لحصول الزوجة على الطلاق الى وسيلة لابتزاز الرجل وهدم البيوت العامرة أو تبديل الأزواج كما تبدل المرأة الشربات. وإن الخلع هو القضية الوحيدة فى الكون المنظورة امام المحاكم بدرجة واحدة من التقاضى بلا استئناف أو نقض ماعدا التماس باعادة النظر فى حالات تتمحور حول الغش فى الدعوى. 

واستكملت: هناك من الأزواج من له دفاع من أن مقدم الصداق ليس هو المبلغ المعروض من الزوجة لافتداء نفسه بدفعه والذى غالبا ما يكون المبلغ الثابت فى قسيمة الزواج وعادة ما يكون جنيها واحدا ولكن دفاع الزوج لا ينظر اليه بالقدر الملائم للعدالة ويستلزم رفع دعوى اخرى يصعب فيها اثبات حق الزوج من انه دفع مقدم صداق اكثر من جنيه واحد فى الزواج، وتلك الدعوى أو الدفاع القانونى هو دفاع بصورية المهر ولكن للاسف فى أحيان كثيرة لا يصل الزوج المخلوع الى نتيجة مرضية فى هذا الشان. 

واختتمت: لدينا اعتراضات كثيرة على إساءة استخدام الزوجات لدعوى الخلع وبين مطالب وحقوق الأزواج فى اثبات دفاعهم ومناقشة السبب الحقيقى لطلب الخلع أمام المحكمة وعبء اثبات ضرر حقيقى للزوجة طالبة الخلع يكون عليها تطبيقا لمبدأ البينة على من ادعى مع وضع حق دفاع الزوج فى إبطال سبب الخلع المدعى به من الزوجة بكافة طرق الاثبات، وذلك إعمالاً لمبادئ العدالة وحماية من خراب البيوت العامرة التى تهدم بقرار قد يكون فى أغلب الأحوال متسرعًا من الزوجة. 

عصام محمود جاد

كما قال الخبير القانونى، عصام محمود جاد، إنّ قضايا الخلع تتكلف 3 آلاف جنيه وقد تزيد الأتعاب طبقًا لشهرة المحامى فى السوق. 

وأضاف الخبير القانونى، أن المدة التى تستغرقها قضية الخلع ما بين 3 إلى 6 أشهر لصدور الحكم، ويقوم خلالها المحامى بالتفنن فى عريضة الدعوى بصورة تحسم الأمر أمام القاضى لإصدار حكمه لصالح الزوجة. 

وأشار الخبير القانونى إلى أن المستندات هى سيد الموقف للمحامى فى تقديم عريضة الدعوى وليس كما يشاع بأن هناك ألاعيب شيطانية يقوم بها المحامون لكسب القضية. 

ونوه عصام جاد إلى أن أروقة المحاكم حاليًا تشهد العديد من القضايا الساخرة التى تدق ناقوس الخطر حول مستقبل الأسرة ما يتطلب تأهيل الفتيات والشباب أولاً على الزواج ومتطلبات الحياة وترسيخ المعنى الحقيقى لكلمة تكوين أسرة، وتابع: «مفيش أسهل من إنك تقوم محامى علشان تخرب البيوت لكن الأصعب إزاى تبنى». 

استشارى الطب النفسى: غياب ثقافة تحمل المسؤولية وغياب دور الكبار فى التوعية السبب 

الدكتور جمال فرويز

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إنَ ما تشهده محاكم الأسرة من قضايا تثير الدهشة والسخرية يرجع لغياب الوعى سواء للشباب من الجنسين بأهمية تكوين أسرة وغياب دور الأسرة فى توعية ابنائهم حول أصول المعاشرة وتكوين حياة سوية. 

وأشار استشارى الطب النفسى إلى أن كثيرًا من الأمهات انشغلن بأمورهن الخاصة دون الانتباه لبناتهن المقبلات على الحياة الزوجية فكان قديما التوعية من قبل أمهات قلما حصلن على الشهادة الجامعية ولكن نجد بناتهن استطعن بناء أسرة سوية دون مشكلات وحاليًا ومع تزايد أفلام السينما التى تحرض على النشوز وترسيخ سلوكيات دخيلة على مجتمعنا أصبحنا اليوم أمام قضايا فى خارجها تحمل صورة الكوميديا وفى باطنها كارثة اجتماعية. 

وأشار الدكتور فرويز إلى أنه سواء الزوج أو الزوجة من الشباب فقد أصبحا الآن يتهربان من المسؤولية بل فاق الأمر تأزمًا مع تهرب الأم من أبنائها وتقول: «مش عايزه العيال يربيهم هوه أنا عايزه أشوف حياتى». 

ونوه استشارى الطب النفسى بأن الأسباب المعلن عنها مثل ريحته زفره أو مش راجل وخلافه مما يكتب فى عريضة الدعوى أمام القاضى تلك قشور القضية وليس حقيقتها، فالأمر يكمن فى تهرب الزوجة من المسئولية فتخلق أسبابًا غير مقنعة بالمرة لرفع قضية خلع ما يؤكد أنها غير سوية نفسيًا واجتماعيًا.