الصحة العالمية تحث الدول على ضرورة الاستعداد لوباء مقبل
بعد تحذيرات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من وباء قادم، حث اليوم الإثنين الدول على ضرورة الاستعداد وإجراء الإصلاحات اللازمة للوباء المقبل، وذلك في اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة.
أكد تيدروس أدهانوم، في خطاب للدول الأعضاء بالمنظمة: "أنه لا يمكننا تأجيل هذا"، محذرًا من أن الوباء القادم "من المرجح أن يحدث قريبًا".
أشار أدهانوم، إلى "أنه إذا لم تنفذ التغييرات اللازمة، فمن سيفعل ذلك؟ وإذا لم ننفذها الآن، فمتى؟"
يعقد في جنيف الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية، وتستمر عشرة أيام، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة، للكثير من التحديات الصحية العالمية.
يتم مناقشة قضية الأوبئة خلال اجتماع مهم هذا الأسبوع وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
كانت منظمة الصحة العالمية، حذَّرتْ إبريل الماضي، أن الأمراض التي تنقلها الحشرات تشكل خطرًا متزايدًا ويمكن أن تؤدي إلى الوباء التالي، مشيرة إلى أن فيروسات أربوفيروس مثل زيكا والحمى الصفراء والشيكونغونيا وحمى الضنك هي مجموعة من مسببات الأمراض التي تنتشر عن طريق الحشرات، مثل البعوض، مبينة أن هذه الفيروسات يمكن أن تصبح جائحة، خصوصًا وأن ما يقرب من أربعة مليارات شخص يعيشون في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، إذْ تنتشر هذه الفيروسات.
أوضحت الدكتورة سيلفي برياند، مديرة فريق التأهب للأخطار المعدية العالمية في منظمة الصحة العالمية: "لقد مررنا بعامين من جائحة كوفيد -19 وتعلمنا بالطريقة الصعبة ما يكلفه عدم الاستعداد الكافي للأحداث عالية التأثير"، مشيرة إلى أنه "كان لدينا إشارة مع سارس في عام 2003 وتجربة جائحة الإنفلونزا 2009.. لكن لا تزال هناك فجوات في استعدادنا".
من جانب آخر، أطلقت منظمة الصحة العالمية، السبت الماضي، شبكة عالمية للمساعدة في الكشف السريع عن خطر الأمراض المعدية، مثل فيروس "كورونا" المستجد، ومشاركة المعلومات لمنع انتشارها، وقالت في بيان لها: "إن شبكتها الدولية لمراقبة مسببات الأمراض، ستوفر منصة لربط البلدان والمناطق، وتحسين أنظمة جمع العينات وتحليلها".
أوضحت، أن الشبكة الجديدة تهدف إلى المساعدة في ضمان التعرف على تهديدات الأمراض المعدية وتعقبها سريعًا، ومشاركة المعلومات والعمل بناء عليها لمنع كوارث مثل جائحة "كوفيد".
لفتت المنظمة، إلى أن الشبكة ستعتمد على علم الجينوم، لتحليل الشفرة الجينية للفيروسات والبكتيريا والكائنات الحية الأخرى المسببة للأمراض، بغرض فهم مدى عدوى هذه الكائنات وكيفية انتشارها، مضيفة، أن البيانات التي يتم جمعها من جانب الشبكة، سيتم توظيفها في نظام أوسع لمراقبة الأمراض، والذي يستخدم لتحديد وتتبع الأمراض، في محاولة لاحتواء تفشي المرض، وتطوير العلاجات واللقاحات.
من ناحيته، أشاد رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالأهداف "الطموحة" للشبكة الجديدة على حد تعبيره، قائلًا إنها يمكن أن "تقوم بدور حيوي في الأمن الصحي".