رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البابا تواضروس من الفاتيكان: اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع

   البابا تواضروس
البابا تواضروس مع قداسة البابا فرنسيس 

 

الوقت الذى يشهد فيه العالم صراعات وحروبًا وتتعالى صرخات الأبرياء فى قطاع غزة ويرتجف العالم أمام النزاعات بين روسيا وأوكرانيا الذى رج صداها أرجاء الأرض، أهدى القدر الكون لقاءً يُثلج القلوب وفؤاد المسيحيين، وتعلو فيها أصوات الحكمة التى سخرها الله فى رجال سلاحهم هو «الكتاب المقدس» المنبع الذى يروى شريانهم جميعًا ويقودهم فى السير تحت مظلة «المحبة» وهو ما أوصى به السيد المسيح من أجل نشر السلام. 

نبعت السكينة لآلاف حول الأرض، من داخل ساحة القديس بطرس الرسول فى الفاتيكان، حيث التفت أنظارهم إلى اللقاء المرتقب بين قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، حين صعدا إلى المنصة يدًا بيد يجلسان فى رحاب صحبتهم الودودة يأتى لإحياء الذكرى الـ50 على عودة العلاقات بين الكنيسة القبطية ونظيرتها الكاثوليكية بعد انقطاع ١٥ قرنًا بسبب ما حدث فى مجمع خلقيدونية عام ٤٥١، وذكرى زيارة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عام 1973، وأيضًا تُعيد إلى الأذهان أول لقاء جمع البابوين الحاليين فى روما عام 2013 ومرور 10 أعوام من الصداقة والأخوة. 

   البابا تواضروس مع قداسة البابا فرنسيس 

«أيُّهَا الْأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لِأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ.» (١ يوحنا ٤: ٧)، هذه الآيات من داخل الكتاب المقدس تلاها قداسة البابا فى ساحة القديس بطرس، مؤكدًا فى كلمته أن اختيار المحبة فى ظل ما يسود بالعالم بمثابة تحدٍ لكل من تحلى بالمبادئ الإنسانية، قائلًا: «لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامع والذاتى، لقد قبلنا تحدى المحبة التى يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيين حقيقيين وسيصبح العالم أكثر إنسانية، ليعرف العالم كله أن الله محبة وهذه هى أسمى صفاته».

 ووسط آلاف المصلين والحاضرين بالاجتماع العام لبابا الكاثوليك ورغم التقلبات الجوية وسقوط أمطار بسبب أوضاع المناخ فى الڤاتيكان ومع انغام الترانيم ورتلت بعض الألحان القبطية، ربطوا جميعهم على هذه الكلمات وارتفعت الأصوات التى رحبت برسالة البابا تواضروس حين قال: «نحن نسير معًا فى طريق الحياة واضعين نصب أعيننا وعده « الَّذِى وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.» (١يو ٢: ٢٥) ونتعايش فيها ونتكامل معًا مسنودين بالصلاة بحسب هذا الوعد، مهما اختلفت جذورنا وانتماءاتنا فتجمعنا محبة المسيح الساكنة فينا وسحابة من الآباء الرسل والقديسين تحيط بنا وترشدنا». 

رسالة البابا تواضروس للعالم خلال زيارته إلى روما

إننا فى هذا العالم نسير كما سار هو، نهتف مع داود المرنم فى مزموره «تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِى بِآثَارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ» (مَزَ ١٧ :٥ ) وننادى فى كل العالم بالسلام الذى يفوق كل عقل مصلين أن يحل فى كل الربوع وأن يكون هو أولوية القادة والشعوب. 

البابا تواضروس يروى للعالم أهمية مصر فى المسيحية

 لم يترك البابا تواضروس مناسبة عالمية أو منصة يشاهدها سكان الأرض إلا ويذكرهم جميعًا بدور مصر فى الحضارة الإنسانية، واستهل كلمته قائلًا: «لقد جئنا إليكم من الأرض التى كرز فيها مارمرقس الرسول، وأرضًا تأسس فيها كرسيه فى الإسكندرية، واحدًا من أقدم الكراسى الرسولية فى العالم».   

   البابا تواضروس مع قداسة البابا فرنسيس 

وانتشرت صورة تقبيل البابا فرنسيس إلى الصلؤيب القبطى المميز، لا عجب أن وقف العالم أمام اسم مصر بتقدير حين يجلس على منصة عالمية شخصية وطنية كبطريرك الأقباط البابا تواضروس، فخلال كلمته ارتفعت نبراته وهو يردد داخل الفاتيكان :«أرض مصر التاريخ والحضارة، يقولون عنها إنها فلتة الطبيعة، أبوها التاريخ وأمها الجغرافيا، جئت إليكم من الكنيسة القبطية التى تأسست فى القديم بنبوة فى سفر أشعياء النبى «فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِى وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا» (أش ١٩: ١٩)» .

يعرف المسيحيون مكانة مصر التى ورد ذكرها فى الكتاب المقدس عدة مرات، وخلال كلمات البابا أكد ان أرضها قد تقدست بزيارة العائلة المقدسة وباركت أرضها شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، وهى الأرض التى انتشرت منها الرهبنة المسيحية وتأسست بقديسيها. 

دور مصر فى نشر الرهبنة للعالم المسيحي

يؤول الفضل إلى مصر فى نشر الفكر الرهبانى ونشرها للعالم فقبل القديس أنطونيوس (أب الرهبان) والقديس مكاريوس الكبير، والقديس باخوميوس ما كان عُرف هذا المصطلح، وهم مؤسسو ومُلهمو العالم بمدرسة الإسكندرية التى اعتبرت دليل ومرجع ومنارة اللاهوت فى التاريخ، وجعلت مصر تتفرد عن غيرها من البقع الكونية المسيحية وكانت ولازالت مواضع مقدسة للصلاة امام الله، اختتم البابا كلمته قائلًا :«نؤمن أنها محفوظة ليس فقط فى يد الله بل وفى قلبه أيضًا». 

كلمة البابا تواضروس عن ساحة القديس بطرس الرسول بالفاتيكان

تقبع فى الفاتيكان ساحة القديس بطرس التى تحمل مكانة كبيرة لدى الكاثوليك حول العالم، وذكر البابا تواضروس فى كلمته الروحية التى تضمنت الكثير من الأجزاء الهامة وعبر فيها عن خصوصية هذا المكان الذى يشهد اللقاء قائلًا:«أقف هنا حيث كرز بولس وبطرس الرسولين، وأفرح أن نلتقى فى هذا الصرح العظيم وأتأمل هذه الأعمدة التى تحمل هذا المكان وأتذكر وعد الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: «من يغلب فسأجعله عمودًا فى هيكل إلهى، ولا يعود يخرج إلى الخارج» (رؤ 3: 12)»، واختتم قائلًا:«أطلب منكم جميعا أن نتمسك بهذا الوعد، أن نغلب شر العالم بكل ضعفاته كما علمنا الآباء، ونكون على قدر المسؤولية التى نحملها، ونعيش كرائحة المسيح الذكية لهذا العالم وأن نجتمع لأجل سلامه». 

كلمة البابا الفاتيكان لقداسة البابا تواضروس 

بوجه بشوش وزى أبيض يحمل من النقاء رمزًا استقبل البابا فرنسيس قداسة البابا تواضروس الثانى والوفد المرافق له، وقدم فى مستهل كلمته الترحيب قائلًا:«أحيى اليوم بفرح كبير بقبول دعوتى للمجيء إلى روما لتحتفل معا بالذكرى الـ50 للقاء التاريخى بين القديس البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث سنة ١٩٧٣. كان أول لقاء بين أسقف روما وبطريرك  على عودة العلاقات مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى توج بالتوقيع على إعلان «كريستولوجى»، واللقاء الأول الذى جمعنا قبل عشر سنوات، بعد أشهر قليلة من انتخابه وانتخابى، واقترح أن نحتفل فى العاشر من أيار/مايو من كل سنة بـ«يوم الصداقة بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية»، الذى نحتفل به كل سنة منذ ذلك الحين». 

البابا فرنسيس لبطريرك الأقباط : أيها الصديق والأخ العزيز البابا تواضروس شكرًا لزيارتك

ووجه كلمات مؤثرة وقليلة قائلًا: أيها الصديق والأخ العزيز أشكرك لقبولك دعوتى فى هذه الذكرى المزدوجة، وأصلى إلى الله حتى ينير نور الروح القدس زيارتك لروما، ولقاءاتك المهمة التى ستجريها هنا، وخاصة أحاديثنا الشخصية. أشكرك من كل قلبى على التزامك بالصداقة المتنامية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، كما رحب بالأساقفة والأصدقاء الأعزاء، أتضرع معكم إلى الله القدير أن يحمى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولتقربنا هذه الزيارة من اليوم المبارك عندما سنكون واحدًا فى المسيح»، وخلال اللقاء ذكر شهداء مصر فى ليبيا وغيرها من الموضوعات الإنسانية التى توحد الجميع على أهميتها. 

   البابا تواضروس مع قداسة البابا فرنسيس 

كما شكر بابا روما الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسية على التزامها بهذا الحوار اللاهوتى، والاهتمام الأخوى الذى ما زلت يولية البابا تواضروس للكنيسة القبطيّة الكاثوليكية، ويؤكد قائلًا:«روابط الصداقة بين كنائسنا متجذرة فى صداقة يسوع المسيح نفسه مع تلاميذه كلّهم الذين يدعوهم هو نفسه «أصدقاء». 

تفاصيل الاجتماع الثنائى المنفرد بين الباباوين

 ومع بزوغ شمس يوم الخميس، التقى البابوين فى حديث منفرد بحضور الأساقفة المشاركين من الكنيستين، وتبادلا الهدايا، وأهدى أسقف روما جزءًا من رفات الشهيدة كاترين شهيدة الإسكندرية ومجموعة كتب لقداسته، وكان البابا تواضروس قد أهدى خلال الاجتماع ذاته أجزاءً من ملابس الـ ٢١ شهيدًا الأقباط الذين استشهدوا بليبيا، وقطعة رسم عليها أيقونة العائلة المقدسة أثناء زيارتها لمصر.

بابا الفاتيكان يعلن اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بشهداء الأقباط الـ21 فى ليبيا 

وفى الاجتماع الثنائى الذى تخلل عدة موضوعات أعلن بابا الڤاتيكان عن اعتراف الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بشهداء الأقباط الـ ٢١ فى ليبيا، شهداءً فى الكنيسة، مشيرًا إلى أنه سيقوم بعمل مذبح باسمهم، وعبر قائلًا: «إن هؤلاء الرجال المسيحيين والمعمدين بالماء والروح القدس قد تعمدوا فى ذلك اليوم أيضًا بالدم. إنهم قديسينا، قدِّيسو جميع المسيحيين، وقدّيسو جميع الطوائف والتقاليد المسيحية. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين».

وأضاف: «وأنا سأقوم بعمل مذبح على اسمهم. أشكر الله أبانا الذى قد أعطانا هؤلاء الأخوة الشجعان. أشكر الروح القدس لأنّه أعطاهم القوة والثبات لكى يعترفوا بيسوع المسيح وصولاً إلى الدم». 

تاريخ لقاءات البابا تواضروس مع بابا الفاتيكان

ومنذ وصوله إلى حاضرة الڤاتيكان استعد للقاء قداسة البابا فرنسيس أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، والذى يعد هو الرابع بينهم بعدما اجتمعا لأول مرة ٢٠١٣ وخلاله انطلق «يوم المحبة الأخوية» بدعوة من قداسة البابا تواضروس وجاء اللقاء الثانى فى أبريل ٢٠١٧ أثناء زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر، أما اللقاء الثالث كان فى يوليو ٢٠١٨ فى مدينة بارى الإيطالية للصلاة معًا من أجل سلام الشرق الأوسط.

إقامة البابا تواضروس خلال زيارته فى الفاتيكان

رحب الجميع بوصول قداسة البابا والوفد المرافق، واستقبلهم بالمطار كل من السفير محمود طلعت سفير مصر بالڤاتيكان، والسفير بسام راضى سفير بإيطاليا، والمونسينيور بريل فاريل نائب المسؤول عن مكتب وحدة المسيحيين، والمونسينيور يوأنس لحظى جيد السكرتير الشخصى السابق لقداسة البابا فرنسيس، وتخصص لإقامتهم خلال هذه الزيارة التى بدأت مساء الثلاثاء الماضى، فى بيت سانتا مارتا بالڤاتيكان، ذى الـ ١٢٠ غرفة وجناحًا، والمخصص عادة لاستضافة كبار زوار الڤاتيكان، وهو ذات البيت الذى يقيم فيه قداسة البابا فرانسيس، الذى فضل البقاء فيه بدلًا من الانتقال إلى السكن الذى يقيم فيه عادة بابوات الڤاتيكان، فى الدور الثالث من القصر الرسولى. 

تفاصيل عن لحظات وصول البابا تواضروس أرض الفاتيكان   

شهدت زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان نشاطًا موسعًا منذ اللحظات الأولى بمجرد وصوله إلى مطار روما الدولى «فيمشينو» فى بداية زيارته للڤاتيكان، التى تستمر لثلاثة أيام، توجه إلى مزار القديس بطرس الرسول، بمرافقة الكاردينال كورت كوخ رئيس مكتب وحدة المسيحيين بالڤاتيكان، ووفد الكنيسة القبطية المكون من الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، والأنبا دانيال مطران المعادى وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، والأنبا أنجيلوس أسقف لندن، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا كيرلس الأسقف العام بإيبارشية لوس أنچلوس، والأنبا أنطونيو أسقف ميلانو، والراهب القس كيرلس الأنبا بيشوى مدير مكتب قداسة البابا.

واستمع قداسته لشرح تفصيلى لمحتويات بازيليك القديس بطرس، وحرص مستقبلو قداسة البابا على فتح أبواب البازيليك حتى يتسنى لقداسته، ووفد الكنيسة القبطية أن يشاهدوا المنظر من أعلاها فى مشهد بانورامى، كما زار بعدها مقر الكلية الحبرية الإثيوبية بالڤاتيكان، واستقبله مدير الكلية هيلاميخائيل براكى والدارسين بها فى بهو الكلية بألحان الفرح حسب الطقس الإثيوبى، وخلال هذا اللقاء الأخوى صلى قداسة البابا صلاة شكر فى كنيسة الكلية وأهدى قداسته الدارسين هداية تذكارية عبارة عن أيقونة خشبية صغيرة تحمل صورة العائلة المقدسة.

أقامت الكلية الحبرية الإثيوبية مأدبة عشاء على شرف قداسة البابا حضرها الكاردينال كورت كوخ، والمونسينيور بريل فاريل، وعدد من ممثلى الكنيسة الكاثوليكية، وخلال هذا اللقاء استهل البابا الكلمات الرنانه قائلًا: «الأحباء فى المسيح.. بالأصالة عن نفسى ونيابةً عن الوفد المرافق، أودُّ أن أشكر محبتكم الكبيرة فى أستضافتنا والوفد المرافق وأود أيضا أن أعربَ عن فرحى بالحديثِ معكم اليوم. وأتذكر كلام الرسول بولس فى رسالته إلى أهل كولوسى «وَعَلَى جَمِيعِ هذِهِ الْبَسُوا الْمَحَبَّةَ الَّتِى هِيَ رِبَاطُ الْكَمَالِ» (كولوسى ٣: ١٤).

قداسة البابا: العالم فى أشد الحاجة إلى المحبة

وشدد قداسة البابا تواضروس الثانى فى كلمة قصيرة فى نهاية مأدبة العشاء التى أقامتها الكلية الحبرية الإثيوبية بالڤاتيكان خلال استقباله باليوم الأول للزيارة، ترحيبًا بقدومه: «فى نهاية هذا اليوم أشكركم جميعًا لمحبتكم، وأنا قادم من مصر البلد الذى يعيش فيه المسلمون والمسيحيون بمحبة، فى ظل عالم يحتاج إلى تقديم المحبة، ونحن فى مصر ١٥ مليون مسيحى تقريبًاً و ٩٠ مليون مسلم، نعيش فى سلام ومحبة، وجميع المصريين يترقبون هذه الزيارة حيث إنها علامة ورسالة محبة، وأدعوكم أن نعمل جميعًا على تقديم المحبة للعالم لأن هذا صميم رسالتنا المسيحية، ولدينا فى الكنيسة القبطية نسمى هذه المأدبة «أغابى»، والتى تعنى مأدبة محبة ونحن اليوم نتحاور معًا على مأدبة واحدة وهذا ما نحن نعمل من أجله. 

مؤكدًا على المحبة التى تربط العالم: «نحن نؤمن بأنَّ الحبَّ هو الرابطَ الذى يجمعُ بينَ الناسِ، وهو القوَّة التى تجعلُنا قادرين على تحقيقِ الوحدةِ والسلامِ فى العالمِ»، واختتم هذه الجلسة: «سعدت بزيارتى إلى الكلية الحبرية الإثيوبية».

علاقات الكنيسة القبطية ونظيرتها الإثيوبية على مدار السنين

ذكر البابا مكانة الكنيسة الإثيوبية مؤكدًا أنها كنيسة شقيقة، وقال: «لقد خدمتها الكنيسة القبطية قرونًا كثيرة منذ أن أرسل البابا القبطى القديس أثناسيوس الرسولى أبونا سلامة ليكون أول أسقف يخدم الشعب الإثيوبى، ونشكر الله أن علاقتنا جيدة ونصلى من أجل السلام والاستقرار فى ربوع إثيوبيا». 

وأعاد للأذهان ذكرات زيارته إليها :«عندما زرت إثيوبيا عام ٢٠١٥ فوجئت بالشعب الإثيوبى الحبيب يهتف: (مارمرقس أبونا والإسكندرية أمنا)، إن كنائسنا الرسولية وقديسينا  مار مرقس الرسول ومار بطرس الرسول والأنبا تكلا هيمانوت نفرح ونشعر ببركتهم تحيط بالكنائس مع كل الشهداء من أجل العالم شرقًا وغربًا».

يحتفل المسيحيون فى 10 مايو من كل عام بيوم الأخوة والصداقة، وتحمل هذه الزيارة خصوصية مختلفة نظرًا لما تحمله من أسباب روحية وإنسانية وتاريخية، وتواصلت «الوفد» مع الكنائس القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية، لكشف هذا السبب وأبرز الرسائل التى يحملها اللقاء، إلى أى مدى يمكن أن يؤثر فى وجدان المسيحيين حول العالم.   

متحدث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يكشف لـ«الوفد» أهمية زيارة البابا تواضروس إلى الفاتيكان

قال القمص موسى ابراهيم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن هذه الزيارة تأتى فى توقيت الاحتفال بذكرى مرور ٥٠ عامًا  على عودة العلاقات بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية، وأيضاً هى ذكرى اللقاء التاريخى الذى جمع قداسة البابا شنودة الثالث مع البابا بولس السادس عام ١٩٧٣م، كما يُعد هو الذكرى الـ١٠ لأول لقاء جمعهم.

وتأثير على الكنيستين بصورة كبيرة قائلًا:«هناك رصيد من المحبة بين الكنيستين ويتزايد عبر السنوات وهذا اللقاء يكثر بصورة إيجابية فى تأكيد هذا المعنى، وهذه اللقاءات تؤكد على وجود تواصل، والتواصل القائم على أرضية من المحبة بكل تأكيد يكون له ثمار إيجابية».

وفى نهاية حديثه لـ«الوفد» أكد المحبة هى المظلة التى تحتمى بها الإنسانية وتربط الكنيستين والذى يعد أساس الوحدة بين الكنائس وإن وجد اختلاف فى بعض الموضوعات ولكن هذا الاختلاف لا يعنى التنافر، تستطيع المحبة أن توصل إلى اتفاقات إيمانية موحدة. 

الأنبا باخوم لـ الوفد: تصلى الكنيسة الكاثوليكية من أجل تقارب الكنائس بمصر 

وكشف نيافة الأنبا باخوم، المتحدث الرسمى ورئيس اللجنة الأسقفية للإعلام بالكنيسة القبطية الكاثوليكية، لـ«الوفد» أهمية هذه الزيارة وقدرتها على عكس صدى قوى لدى المسيحيين، وتصلى الكنيسة الكاثوليكية فى مصر أن يبارك الرب لقاء قداسة البابا فرنسيس مع قداسة البابا تواضروس الثانى فى روما.

وأشار إلى أسباب أهمية هذا اللقاء والتى تجمع ثلاث مناسبات، تأتى أولاها الذكرى الـ50 على اللقاء الأول بين البابا بولس السادس البابا شنودة الثالث، توقيع الاتفاقية المشتركة حول محتوى الإيمان وتعترف هذه الاتفاقية بالمجامع المسكونية الثلاثة الأولى، ذكرى نهاية 1500 عام من الخلافات الكريستولوجية حول مجمع خلقيدونية، والسبب الثالث ذكرى مرور 10 أعوام على زيارة قداسة البابا تواضروس الأولى إلى روما.

 واختتم تصريحاته لـ«الوفد» قائلا: «تصلى الكنيسة أن يبارك الله كل خطوات التقارب بين الكنائس فى مصر، ويبارك عمل مجلس الكنائس فى مصر». 

أنشطة البابا تواضروس الأخيرة فى روما 

ذهب البابا تواضروس يوم الجمعة الماضى إلى عدد من المنابر اعتبرت واجهته الأخيرة قبل نهاية زيارته بالفاتيكان، زار الكنائس الكالثوليكية الشرقية كما زار الكاردينال ماريو جريك سكرتير سينودس أساقفة الكنيسة، ثم توجهه إلى السفارة المصرية بالعاصمة الإيطالية روما، واستقبله السفير بسام راضي وداخل بينهم حوارًا متنوعًا عن مصر وما تمر به حاليًا، وقال قداسة البابا إن الرئيس السيسى حارب الإرهاب وخاض معركة أخرى من أجل التنمية من خلال مشروعات جديدة، وأكد البابا أن مصر هى قلب العالم وأنها السبب الرئيسى فى استقرار الأوضاع كما أن إيطاليا أيضًا مفتاح أوروبا.

وكان البابا قد شكر البابا فرنسيس والآباء بالكنيسة الكاثوليكية على اتاحة الفرصة للأقباط فى روما للمشاركة فى مراسم القداس القبطى داخل إحدى الكنائس التى منحت لهم لأداء هذه الطقوس تقديرًا منهم واحترامًا وتعكس مدى الإخوة والترابط وحفاظهم على العقود والوفاء لما أوصى به المسيح من محبة الآخر.