رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع نهاية الشهر الكريم؛ تحية واجبة، وجهد مشكور لوزارة الأوقاف المصرية، شهدنا مساجد عامرة بالعبادات، وبالفقه، الفكر، والعلم أيضاً. فالدين علم وفكر وسلوك، كما هو فقه وعبادات.

جهد كبير، أنشطة متنوعة، وتنظيم مميز لوزارة الأوقاف المصرية لمسناه جميعاً خلال أيام وليالى الشهر الفضيل، كانت عوضاً عن شهر رمضان الذى لم نشعر به خلال فترة الجائحة وقيودها وتدابيرها الاحترازية. لكن هذا الجهد لم يكن ليؤتى ثماره دون تنظيم فاعل ومتابعة دؤوبة ومستمرة من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وفريق عمل الوزارة على رأسهم الدؤوب الدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الدينى بالوزارة.

ولكى نلمس حجم الجهد المبذول؛ يجب أن نعلم أن وزارة الوقاف تشرف على أكثر من 150 ألف مسجد وزاوية على مستوى الجمهورية، وعدد المساجد الجامعة الكبيرة ما يتجاوز الـ100 ألف مسجد، وهو رقم ضخم، فالقاهرة وحدها لم تعد مدينة الألف مئذنة كما هو دارج منذ القدم ـــ لكثرة المساجد العامر بها منذ الفتح الإسلامى لمصرــ بل اقتربت من الـ5 الآلاف مئذنة، حيث كشف تقرير صادر عن محافظة القاهرة فى نهاية يونيو 2022، عن ارتفاع عدد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف إلى نحو 4775 مسجدًا وزاوية منها 2459 مسجدًا و2316 زاوية، وبلغ عدد المساجد والزوايا الأهلية بالمحافظة 2451 منها 1060 مسجدًا و1391 زاوية. وتم افتتاح 1200 مسجداً فى عام 2022 وحدها. وبلغ إجمالى عدد المساجد التى تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وتطويرها فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى 9600 مسجد؛ بتكلفة تزيد على عشرة مليارات ومائتى مليون جنيه. وهو جهد كبير فى عمارة بيوت الله فى مصر العامرة.

ولمن لا يعلم؛ فالأوقاف المصرية هى من أعرق وأقدم الوحدات الإدارية فى مصر الحديثة، إذ ترجع نشأتها الأولى كما يشير الدكتور إبراهيم البيومى غانم فى سلسلة الوزارات المصرية الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى عام 1835م فى عهد محمد على باشا تحت مسمى «ديوان عمومى للأوقاف» وتحددت اختصاصات ذلك الديوان بموجب لائحة رسمية صدرت بتاريخ 1836 م، وذلك تحت عنوان «لائحة ترتيب عملية الأوقاف بالثغور والبنادر»، ثم أمر محمد على بإلغاء هذا الديوان عام 1253 هـ - 1837 م. وفى 11 رجب 1267 هـ - 1851 م، أمر عباس باشا الأول بإعادة ديوان عموم الأوقاف وأصدر أمرًا آخر لتنظيم عمل الديوان، واستمرت تلك اللائحة سارية حتى عام 1895 م، وفى عصر الخديو إسماعيل تحولت الأوقاف من مجرد هيئة أو ديوان إلى وزارة / نظارة، وكان أول ناظراً / وزيراً للأوقاف رائد التعليم والنهضة على مبارك باشا فى عام 1878م. وفى عام 1953م صدر القانون رقم 247 لسنة 1935 الذى قضى بنقل الإشراف على المساجد الموقوف عليها وقفًا خيريًا إلى وزارة الأوقاف، ثم صدر القانون رقم 157 لسنة 1960م الذى قضى بضم جميع المساجد الأهلية للوزارة.

وكما ذكرت فى مقالات سابقة فإن معركتنا الحقيقية هى معركة الوعى والمدركات، ولا وعى أو مدرك صحيح، دون فكر مستنير مبنى وقائم على صحيح الدين، ولا فكر مستنير دون علم؛ لذلك كانت الوجبة دسمة من وزارة الأوقاف على مستوى جميع المساجد، خاصة المساجد الجامعة منها مثل مسجدى الحسين وعمرو بن العاص اللذين ظهرًا فى أبهى صورة تليق بقيمة الإسلام فى مصر، وبقيمة مصر الجمهورية الجديدة، حيث لم يتوقف دور وزارة الأوقاف على تقديم العلم والفكر وصحيح الدين فقط، لكن كانت هناك جهود كبيرة أخرى فيما يتعلق بعمارة بيوت الله لتظهر فى أبهى صورها. والأهم من ذلك تنظيم الشعائر، الدروس، والتهجد والاعتكاف؛ حيث الالتزام الكبير من كافة الأئمة بتلك التعليمات التنظيمية التى أسهمت عمار وعمران مساجدنا خلال الشهر الكريم، لذلك فالتحية واجبة، والشكر ممتد وموصول وننتظر المزيد لتبقى مصر كما هى منارة العلم والإسلام الوسطى عبر التاريخ.

كل عام ومصر والجميع بخير، دام وطننا آمنًا مستقرًا.