رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

 من بين أهم التحركات ضمن الملف السورى، تأتى زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى القاهرة، لتدشن مرحلة جديدة فى العلاقات بين البلدين، قد تنطلق إلى الأفق العربى، عندما يلتقى رئيسا البلدين، المصرى عبدالفتاح السيسى، والسورى بشار الأسد، نهاية أبريل الجارى، إذا ما كانت التكهنات بالموعد صحيحة، وثمة تفاؤل أن ترتيبات البلدين، قد تتسارع - أو ربما قد بدأت- لانعقاد هذا اللقاء، الذى هو فى الواقع، سيكون الإعلان شبه الرسمى، لعودة سوريا إلى الصف العربى، بعد غياب 12 عاماً، عن مقعدها فى جامعة الدول العربية، وعن تواصلها الثنائى مع الشقيقات العربية، وهو الثمن الذى دفعه النظام السورى، بسبب خيانات الداخل، ومؤامرات الخارج.

 مبعث التفاؤل هنا، أن خطوة مصر نحو الشقيقة سوريا، تأتى مكملة لدور المملكة العربية السعودية، فى جبر معاناة الدولة السورية، مما لحقها من حروب ودمار، وما لحق بالسوريين أيضاً، من تآمر ميليشيات معارضة، من ناحية، وإنتهاكات أمريكية، من ناحية أخرى، تحت غطاء تحالف دولى- 83 دولة- ادعت أنه لمحاربة داعش، لكنه تحول إلى قوة احتلال، ومن ثم تتجه الأنظار لزيارة وزير الخارجية السعودى، فيصل بن فرحان، إلى دمشق، وهى الزيارة التى تحمل الدعوة الحاسمة لرد اعتبار سوريا، بتوجيه من العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحضور الرئيس بشار، القمة العربية التى تنعقد فى الرياض، مايو المقبل.
 وفى هذا الاتجاه، من المنصف أن نُذكر بدور دولة الإمارات، الذى كان بوابة العودة العربية إلى سوريا، عندما أعادت علاقاتها الدبلوماسية، وفتحت سفارتها هناك، فى عام 2018، ووالت اتصالاتها مع الرئيس السورى، ولحقت بمسارها مملكة البحرين، التى زارها الرئيس بشار، عقب زيارة للإمارات منذ أسابيع، وتتبعهما تونس والجزائر، وهو انفتاح غير مسبوق، نحو طى خلافات الماضى، يأتى على خلفية الانفتاح الأوسع، عندما أظهرت الدول العربية، دعمها وتضامنها مع الدولة السورية، فى أعقاب زلزال فبراير، وكانت اللحظة العربية، التى مهدت لسوريا، أن تعود لتمارس دورها العربى والإقليمى، الذى لاغنى عنه، فى العمل العربى المشترك.
 مقابل هذا الإجماع العربى، هناك مخاوف أمريكية وإسرائيلية، مما يظنونه إحلال لنفوذ روسى- صينى، يفتح آفاقاّ أمام العرب، لصياغة شرق أوسط جديد، تتجه مصالحه إلى عدالة الشرق، بديلاً عن إملاءات وهيمنة الغرب، الذى تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يوثق لسقوط أوهام الطرفين -الأمريكى والإسرائيلى- فى تشكيل محاور عربية ضد سوريا أو إيران، أو حتى ضد روسيا والصين، اللتين صاغتا نظاماً عالمياً جديداً، أكثر أمناً وعدالة، لا محل فيه للهيمنة الغربية، فى نفس الاتجاه الذى استقدم سوريا، إلى صفوف هذا النظام الجديد، تعويضاّ لدورها فى هزيمة الإرهاب، ونكاية لـ«واشنطن» عن جرائم الجيش الأمريكى هناك.
 دوافع حماسى للعودة السورية، قد تكون هى نفسها، دوافع أى مواطن عربى قومى، لكن ما عندى أكثر من ذلك، أستمد منه تفاصيل نقاش طويل، جمعنى وصحفيين من تونس والجزائر والمغرب، فى إحدى زياراتى إلى»دمشق»، عندما نزلنا ضيوفاً على عائلة سورية، غالبية رجالها محامون، وقد تذكرنا أيام وحدة البلدين- مصر وسوريا- فى العام 1958، تحت علم واحد، واسم واحد «الجمهورية العربية المتحدة»، برئاسة جمال عبدالناصر، وتحدثنا عن قانون العمل المصرى، الذى ما زال سارياً عندهم فى سوريا، رغم الانفصال قى العام1961، وانتهت أمنيتهم إلى أن تعود التوأمة المصرية- السورية، إلى ما كانت عليه أيام الوحدة..وأظن هذا سوف يحدث قريباً.
[email protected]