رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

للوطن وللتاريخ

لاشك أن ساعة الإفطار فى شهر رمضان المبارك تشهد متابعة عشرات الملايين للبرامج والمسلسلات التى تشغل مساحة كبيرة من الشهر الكريم، خاصة استمرار متابعة برامج المقالب وما شابه ذلك من أعمال لا علاقة لها بالإبداع أو تقديم شىء مفيد للأسرة المصرية التى تتجمع على المائدة.

وللأسف الشديد، دأبت بعض الفضائيات على اختيار ساعة الإفطار لعرض برامج لم تعد تقدم أى جديد سوى رؤية شخصيات معروفة فى مختلف المجالات وهى تعانى من التعرض للمقالب، وبث الفزع والخوف رغم يقين الكثيرين بعدم معقولية ما يحدث وأن الأمر لم يعد مجرد مقلب بقدر ما هو تمثيل لا يقل عن أى مشهد درامى بل يفوقه بكثير، ومن ثم اختيار التوقيت الأهم فى اللاشىء.
أعرف تماماً أن رؤية أى برنامج أو عمل من هذا النوع أوغيره هو فى الأصل يأتى برغبة المشاهد بمختلف الأعمار له دون الإجبار على ذلك، لكننا أيضاً لابد أن نتحدث عن الهدف لدى القائمين على بعض الفضائيات فى اختيار الوقت لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة التى لا أراها من وجهة نظرى هى الهدف للحصول على الإعلانات وتحقيق الأرباح بقدر ما تستهدف عقول وأفكار الكثيرين نحو الإيهام بالهيمنة والبذخ وترك الأثر السيئ فى النفوس من قبل الداعمين والممولين.
على الجانب الآخر، أتابع للعام الثانى على التوالى العمل الدرامى بالرسوم المتحركة وهو«يحيى وكنوز» على إحدى الفضائيات أثناء تناول الإفطار، كونه العمل الذى يصلح بديلاً للأطفال فى وقت شغلت فيه برامج اللاوعى مساحة كبيرة من العقول دون تقديم معلومة مفيدة أو عظة أو معرفة يمكن البناء عليها نحو الأفضل لدى الأجيال الصغيرة.
وأقول بكل يقين إننا نحتاج إلى المزيد من أمثلة أعمال «يحيى وكنوز» سواء فى شهر رمضان أوطوال العام، لما يقدمه العمل عبر الرسوم المتحركة من معلومات قيمة وشرح وتقديم تاريخ وحضارة مصر عبر العصور بطريقة جذابة وبسيطة ومختصرة دون ملل، إلى جانب تقديم ما يهم ويلفت انتباه الأطفال فى عمل فنى رائع.
وأطالب الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بأن تكون قنوات «مدرستنا»، خاصة «مدرستنا١» صاحبة التبنى الأكبر لمثل هذه الأعمال فى شهر رمضان المبارك، سواء كان ذلك بشكل فردى أوبالتعاون مع بعض الفضائيات الأخرى للبث فى وقت واحد وتقديم شىء مفيد للأطفال.
وبصراحة شديدة، بات من الصعب أن تطمئن لمشاهدة أعمال فنية وأنت جالس مع أولادك خوفاً من الكثير من الإيحاءات والتلميحات المباشرة وغير المباشرة التى تشعرك كولى أمر بالخجل أمام أطفالك، وأحياناً بالهروب من الأسئلة الكثيرة التى يصعب الإجابة عليها لأطفال صغار. وأتمنى أن أرى فى رمضان القادم المزيد من الأعمال الهادفة التى نطمئن لمشاهدتها مع أطفالنا دون خوف وقلق، مثلما أشاهد الآن «يحيى وكنوز» بعد معرفتى به من خلال ابنى «سامح» وابنتى «سلمى» وشعورى بالفرح لكل معلومة تقدم أثناء الإفطار.