العلاقات المصرية السعودية

تحدثت من قبل عن العلاقات المصرية العربية والشغل الشاغل للدولة المصرية للاهتمام بهذه العلاقات والعمل بكل قوة على تنميتها وتقويتها. وقلت أيضاً إن هناك علاقات متميزة جداً من بين هذه العلاقات العربية وهى العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت. وللعلاقات المصرية السعودية خصوصية يرصدها أى مراقب للأحداث.

وإذا كان هناك من يريد أن يحدث وقيعة بين مصر وجيرانها العرب فهو واهم لأن هذا لن يتحقق أبداً على أرض الواقع، لأن هذه العلاقات المتينة القوية متجذرة قدم التاريخ. ومن بين ذلك العلاقات مع الشقيقة السعودية على وجه التحديد.

وهناك مجالات تعاون واسعة بين القاهرة والرياض فى كافة المناحى وشتى الأمور.

لقد تمثلت عناصر العلاقات الاقتصادية بين البلدين فى مجالات متنوعة بعضها قديم وبعضها الآخر جديد، اتخذ أبعاداً واسعة، ومن بينها، زيادة حجم العمالة المصرية بمختلف مستوياتها وأنواعها العاملة فى المملكة وزيادة حجم الاستثمارات السعودية (الحكومية والخاصة) وارتفاع حجم التبادل التجارى بين البلدين. وتدفق مئات الآلاف من المصريين عبر رحلات «الحج» و«العمرة». وزيادة حجم القروض والإيداعات المصرفية السعودية لدى الجهاز المصرفى المصرى.

ومن بين هذه الأمور، تتميز العمالة المصرية فى المملكة السعودية وبقية الأقطار العربية بمجموعة من السمات التى ظهرت خلال الأعوام الماضية، وهى تشمل مختلف التخصصات والمهن، وجذبت فى إطارها فئات اجتماعية عديدة لم تكن من قبل تدخل ضمن هذا النشاط الاجتماعى والمهنى.

وقد أدت إلى حراك مهنى واسع أيضاً، بمعنى اتجاه عدد ليس بقليل ممن يمتهنون حرفة معينة إلى استبدالها بأخرى تجد مكاناً لها فى سوق العمل العربى.

إن العلاقات المصرية السعودية علاقات تختلف كلية عن أى علاقات مصرية عربية، لأنها قائمة على توافق كامل فى كافة المجالات وخاصة فيما يتعلق بالرؤية الشاملة للشرق الأوسط، والقضايا الإقليمية. ومن هذا المنطلق يخطئ من يظن أو يتوهم أن يصيب هذه العلاقات بأى شرخ مهما كان. أما بعض أقلام السوشيال ميديا التى تسعى إلى إصابة هذه العلاقات بالشروخ لن تفلح محاولتهم أبداً، لأن هناك دائماً مكاشفة ومصارحة فى كافة الأمور. وأخيراً كان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قال إن الأمن القومى العربى هو من أبرز أجندات مصر التى يعمل عليها ولن تفلح محاولات إصابة هذه العلاقات بأى بشىء.