عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

فى سنواتنا الأولى من الالتحاق بجريدة الأهرام كان واحداً من الرموز الشامخة التى نحسب خطواتها داخل صالة التحرير؛ باعتباره أحد أقطاب الديسك المركزى ونائب رئيس التحرير ورئيس تحرير صحيفة الزمالك الرياضية التى كان يقضى بعض الوقت فيها، ومع ذلك كان حضوره للأهرام يمثل تواجداً طاغياً يفرض احترامه وهيبته على الصغار والكبار معاً؛ حيث كان يبدو صارماً فى ملامحه وطباعه، لكنه مرهف فى حسه الصحفى وأدائه المهنى وعلاقاته الإنسانية.

كنا نتعامل عن بُعد بين تلميذ يكن كل الاحترام لأستاذه؛ وبين أستاذ يدفع بكل وسائل التشجيع لتلميذه؛ حتى توطدت علاقتنا مع البدء فى إصدار صحيفة الأهرام المسائى؛ التى كلفه بإصدارها الأستاذ المرحوم إبراهيم نافع عام 1992 خلال حرب تحرير الكويت.

يومها لم تمض على تكليفه عدة ساعات حتى استدعانى إلى مكتبه ليكلفنى بإعداد تحقيق عاجل يتماشى مع ظروف الحرب من خلال الشارع المصرى ومتابعته لأحداث الغزو، وجئته بالتحقيق الذى كان عنوانه حرب الخليج على المقاهى المصرية؛ وبعد نشره كلفنى بتحقيق آخر عن ردود أفعال السفارات فى مصر على أحداث الغزو؛ ونشره وبعد ذلك تحقيق ثالث ورابع حتى فاتحنى فى الانتقال إلى الأهرام المسائى بعد أسابيع من إصدار الصحيفة؛ يومها تعللت بعدم موافقة الأستاذة بهيرة مختار رحمها الله رئيسة قسم التحقيقات آنذاك.

ورغم أننى قلت «لا» لتنفيذ رغبته إلا أن علاقتنا لم تتأثر فكنت دائم التردد عليه فى الأهرام المسائى.

وكان أحياناً يأخذ برأيى فى قبول بعض الشبان الجدد بالصحيفة، فوجدتها فرصة كبيرة للدفع ببعض زملائى من الصحفيين الشبان الذين تم تدريبهم خلال فترة دراستهم بصحيفة الفيوم الإقليمية التى كنت رئيساً لتحريرها، يومها أخبرته أنهم سيتقدمون بأرشيفهم الصحفى من عملهم بصحيفة الفيوم وبالفعل التقاهم وقيم شغلهم ومنحهم جواز المرور إلى بلاط صاحبة الجلالة، حتى أصبحوا اليوم نجوماً كباراً فى صحيفة الأهرام اليومية بعد أن توقف الأهرام المسائى عن الصدور.

وحين جاء رئيساً لمجلس إدارة الأهرام تواصلت علاقتنا وازدادت عمقاً واحتراماً، صحيح أن لقاءاتنا كانت متباعدة لكن جسور الود كانت موصولة بالاتصالات الهاتفية والزيارات بين الحين والآخر.

وعندما تباطأ عموده «كل يوم» فى الظهور بانتظام شعرنا جميعاً بأنه دخل فى دوامة المرض، الذى فرض التباعد فى الاتصال والزيارات، وحين بدأ رحلة علاجه الأخيرة قبل شهر من الآن لم نكن ندرك أنه سيرحل عن دنيانا من هناك.

رحم الله أستاذنا الكبير مرسى عطاالله وخالص التعازى لزميلتنا العزيزة الكاتبة وفاء محمود ولكل تلاميذه ومريديه من زملاء المهنة وخارجها.