عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة لتعزيز الموقف الاقتصادى ومصادر الدخل القومي، خصوصًا فى ظل التوجه بقوة نحو إحداث طفرة تنموية، تواكبت معها الأزمات المختلفة التى أثرت على الاقتصاد العالمى كجائحة كورونا والحروب الروسية الأوكرانية، فإن السياحة تعد واحدة من أهم مصادر الدخل وتوفير العملة الصعبة، وحين نتحدث عن أهمية السياحة، فلا تكفى آلاف السطور لرصد ما تمتلكه مصر من مقومات سياحية تؤهلها للوصول إلى الريادة، بل تبوؤها مركزًا فى قمة دول العالم ذات المقاصد والمعالم السياحية، لذا لا يمكن استيعاب أو تصور ألا يتناسب عدد السائحين مع إمكانات مصر الحقيقية فى قطاع السياحة، وتنوع المجال بين السياحة الثقافية والدينية والشاطئية والعلاجية والصحراوية وسياحة المؤتمرات واليخوت، حيث أبرز المعالم الأثرية، والتى منبعها الكثير من الحضارات القديمة وامتلاك العديد من المتاحف والآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، ووجود مناخ طبيعى دافئ وكذا الآبار والعيون والرمال المليئة بالمعادن بما يوفر جانبا كبيرا من السياحة العلاجية، وكذا الطبيعة الجغرافية ببعض المناطق مثل شبه جزيرة سيناء المناسبة لسياحة السفاري، فضلا عن وجود المزارات السياحية الدينية تتميز بفنون العمارة والحضارة القديمة، حيث المبانى الإسلامية والمسيحية المُقدسة، وغيرها من صنوف ومجالات السياحة التى لا يمكن القول إنها تتناسب مع ترتيب مصر كوجهة سياحية فى العالم وكذا عدد زائريها لهذا الغرض، فكيف يمكن استغلال كل هذه الموارد فى تنمية السياحة وتحقيق إيرادات سنوية تناسب هذه المقومات، إذ لا يجب فقط الاعتماد على تطوّر قطاع السّياحة وتوافر الموارد السياحية ومناطق الجذب السياحي.

ويجب أن يحظى قطاع السياحة بالاهتمام الكافى والسعى الدءوب للتغلب على العقبات التى تواجهه، وفيها المتكرر مثل المعاملة التى يلقاها السائح الذى يصبح موضعا للاستغلال، بدءًا من سائق التاكسي، إلى عمال المطار الذين يطلبون إكراميات مقابل نقل الحقائب، مرورا بالشوارع المليئة بالقمامة، وأصحاب البازارات المستغلين ومن يقدمون خدمات للسياح، وهم غير مؤهلين، والمطاعم والكافيهات السياحية سيئة السمعة، التى تجعل السائح لديه قائمة محدودة بمطاعم يمكنه تناول طعامه بأمان فيها، فرغم ما تم بذله فى تجميل الكثير من المناطق السياحية، وزيادة أعداد المتاحف، فإن مستوى النظافة حولها لا يتناسب مع أهميتها، كما أن هناك ضرورةً ملحة لوضع خطة ترويجية تتسم بالذكاء ومرونة التفعيل، خصوصًا ونحن فى عصر الصورة المنقولة بسرعة البرق والسوشيال ميديا، فضلا عن وجود سفراء عبر الحدود لنا كل فى مجاله يمثل قيمة ذات اهتمام جماهيري، فلم لا نستفيد من ذيوع صيتهم ليكونوا واجهة ومصدر دعاية يفخرون بها من واقع قيمة المنتج السياحى المصري، مثل السوبرانو المصرية فرح الديبانى التى خطفت أنظار العالم بتميزها فى الغناء الأوبرالى أولا، وحين قبل يدها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بعد غنائها للنشيد الوطنى الفرنسى، خلال احتفالات فوزه فى انتخابات الرئاسة الفرنسية، وفرح ابنة الإسكندرية صاحبة لقب أفضل مغنية شابة بأوبرا باريس، وصارت أول مصرية وعربية تقف على خشبة مسرح أوبرا باريس، وكذلك السوبرانو المصرية فاطمة سعيد التى منحتها ألمانيا جائزة «أوبوس كلاسيك»، إحدى أرفع الجوائز فى مجال الموسيقى الكلاسيكية بألمانيا، عن فئة أفضل فنانة شابة لعام 2021، فضلا عن فوزها فى العديد من مسابقات الأوبرا الدولية مثل مسابقة فيرونيكا دون الدولية للغناء فى دبلن، ومسابقة ليلى جينسر الدولية للأوبرا فى إسطنبول، والجائزة الكبرى فى مسابقة جوليو بيروتى الدولية للأوبرا الأولى باللغة الألمانية، وأيضا هناك الشيف اللبنانية الشهيرة عبير الصغير، التى وقفت أمام الأهرامات تدعو متابعيها لزيارة مصر موثقة بعدستها أبرز الأماكن الأثرية المعروفة كمتحف الحضارة والمتحف المصرى ويتابعها عبر تطبيق «تيك توك» فقط أكثر من 20 مليون متابع، غير باقى التطبيقات، وتحيلنا هذه الفكرة إلى إمكانية استعداد صناع المحنوى المصريين والعرب كذلك ودعوتهم فى مؤتمر كبير يشهد زخما من النقاش والأفكار لإمكانية مساهمتهم عبر منصاتهم فى الترويج للسياحة فى مصر، لما يمثله التطور فى قطاع السياحة وما يقدمه من إيرادات كأحد الرهانات الأساسية فى تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة.