رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

جميل جداً أن تهتم الدولة بتبنى مشروع كابيتانو مصر للكشف عن المواهب الحقيقية فى كرة القدم، وعمل مسح شامل لكل محافظات مصر، وإتاحة الفرصة لأجيال جديدة من كل النجوع والقرى والمدن لإثبات ذاتهم وكفاءتهم بعيدا عن الواسطة التى تتحكم فى جزء كبير من لعبة كرة القدم.

المواهب الصغيرة تحتاج إلى تربية وإعداد وصقل لكى تستقبل الأندية والملاعب والمسابقات أجيال جديدة تحترم اللعبة وتفهم معنى الاحتراف، وتتحلى بأخلاق رياضية حقيقية وتتثقف وتعرف كيف تتعامل مع موهبتها ومع مختلف الظروف والمواقف التى ستواجهها خلال مسيرتها الرياضية. فى العقود الثلاثة الأخيرة كشفت الملاعب والمناسبات والمسابقات عن تدنٍ كبير فى المواهب والأخلاق، وبدا للجميع أن المستطيل الأخضر هو قطعة منقولة من الشارع العشوائى، وقد انعكس ذلك على فشل معظم تجارب الاحتراف للاعبينا فى الدوريات الأجنبية لأن الكثير ممن خاضوا تجربة الاحتراف تعاملوا مع المسألة بروح وعقلية الفهلوة، والسطحية الشديدة فى كل شىء. خطورة الوسط الرياضى فى مصر أنه صورة مصغرة ومكشوفة لمجتمع فقد الكثير من أبسط القيم والمبادئ، وصارت اللعبة فى جوهرها «تلاعباً» أكثر منها لعبة وفن وتخطيط.

كابيتانو مصر محاولة إصلاحية لتغيير قواعد ممارسة اللعبة التى لها أطراف كثيرة غير اللاعب نفسه – هناك النقاد والإعلام الرياضى والجمهور والاتحادات الرياضية والأندية والسماسرة. للأسف ظلت الدولة المصرية تنظر للعبة كرة القدم أنها مجرد نشاط للترفيه، وفقط تظهر الدولة فى الصورة وقت أن يحصد منتخب البلاد بطولة ما، ولكن لم يسأل أحد نفسه: كيف نجعل من اللعبة الشعبية الأولى فى العالم رصيدا هائلا من القوة الناعمة المصرية؟ لم يفكر أحد بأن لعبة كرة القدم فى بلد تجاوز المائة مليون، ويعشق أبناؤه هذه اللعبة، لا يجب أن تظل مجرد تسلية وترفيه، لأنها أصبحت فى أمم أخرى أحد روافع الصناعة والاقتصاد، وأحد سمات الشخصية الوطنية لأى بلد يدرك القائمون عليه المعنى الحقيقى لهوية الأوطان ومصادر قوتها.

أهمية مشروع كابيتانو مصر أنه يمنحنا الأمل أن يكون هناك أكثر من كابيتانو فى الصناعة والزراعة والتعليم والتربية والسياحة والصحة.. كل هذه المجالات وغيرها هى ساحات كبيرة تراجعت أحوالها، وشاخت أفكارها على مدى نصف قرن، لأننا ببساطة اعتقدنا أن السماء كفيلة بنا، وستمطر علينا ونحن نائمون. مصر الآن بحاجة إلى مئة مشروع «كابيتانو مصر» وتحديدا للكشف عن مواهب العقول المبدعة، والضمائر الحية، والوطنية الصادقة. افتحوا المجال العام لجمهور مصر الكبير ليشارك فى بناء المستقبل ويتحمل مسئولية طموحة، شرط أن يتحكم بقواعد لعبة الحياة معايير حقيقية للشفافية وسيادة القانون وتكافؤ الفرص.

التعليم فى مصر أهم قاطرة تحتاج لألف كابيتانو لأنه ليس بخير على الإطلاق، ومخرجاته أضعف من أن تقود وتبدع وتتفاعل مع رؤية دولة. لا يكفى أن نتحدث عن طموحاتنا، وأن نعلن عن خطط طويلة وعريضة، الأهم أن يكون لدينا قوات المشاة القادرة على السير والتحدى والوصول بعلم وروح جديدة للهدف المبتغى.

نجاح مشروع كابيتانو مصر فى أى مجال من المجالات لن يحقق أهدافه إلا فى فضاء من الحرية والمشاركة والكرامة الإنسانية، ومصر جديرة بذلك، وقادرة على تحقيقة.