عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

بعد أن اقتربت الحرب من إنهاء سنتها الأولى، وبعد طول تردد، وتحت ضغوط عاتية من شركائه فى الحكم وحلفائه من دول الغرب الأوروبى والأمريكى، قرر المستشار الألمانى «أولاف شولتز» إرسال 14 دبابة من طراز «ليوبارد2» إلى أوكرانيا، فى دفعة أولى ينتظر أن تصل إلى نحو 90 دبابة من دول الحلف الغربى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. من تابع كلمة شولتز وهو يعلن قراره أمام مجلس النواب الألمانى، سوف يتبين دون عناء أن لغة الجسد تكشف عن ملامح وجهه المتوتر وفتور فى طريقة القائه لبيانه، فضلا عن اللغة التبريرية والاعتذارية التى انطوت عليها، ودفعته لاتخاذ قرار ربما لم يكن راغبا فى إصداره. ولعل فى قوله إنه «يجب دائما أن نؤكد أننا سنقوم بما يلزم، ومعقول لدعم أوكرانيا، ولكن فى الوقت نفسه لمنع تصعيد الحرب، وتحويلها إلى حرب بين روسيا والناتو» ما يؤكد ذلك. 

وكان شولتز قد رهن  قراره بإرسال الدبابات بموافقة واشنطن على إرسال دبابات «أبرامز» الأمريكية، واستجابت الإدارة الأمريكية إلى طلبه. وأعلن «جو بايدن» أنه «أمر بإرسال 31  دبابة من طراز «أبرامز» إلى أوكرانيا، وقال بأن إدارته ستبدأ بتدريب القوات الاوكرانية على استخدامها، داعيا حلفاءه الغربيين إلى مواصلة تقديم الدعم العسكرى إلى أوكرانيا وضرورة التمسك بالوحدة، وعدم السماح لورسيا بالنصر فى هذه الحرب. وبرغم من ذلك لا تزال فرنسا مترددة فى إرسال دبابات لجبهة الحرب، وإن كانت تشارك بأنواع أخرى من الدعم العسكرى. هذا فضلا عن أن خطة واشنطن هى رفع سقف الضغوط على روسيا بهدف انهاكها واستنزافها ومنعها من الفوز فى تلك الحرب، وليس تمكين أوكرانيا من النصر عليها. من الرابح النهائى إذن من تلك المعادلة؟. المجمع العسكرى الأمريكى،الذى يحصد مبالغ هائلة من حلفائه الغربيين لمدهم بمزيد من المعدات الحربية للحفاظ على أمنهم من الخطر الروسى.  وليس تصريح «روب باور» رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو بأنه «مهما كانت نتيجة الحرب، فمن المرجح أن تكون لروسيا طموحات مماثلة، وبالتالى فإن التهديد لن يزول» سوى تأكيد على ذلك التوجه الأمريكى!

والسؤال الذى بات مطروحا فى الساحات السياسية والبحثية والإعلامية هو، هل يغير القرار الغربى – الأمريكى بإرسال دبابات من مسار تلك الحرب ؟تعددت الإجابات، لكنها اتفقت رغم تنوعها، على أن ذلك القرار سوف يديم أمد الحرب، وأنه غير قادر على حسمها، وأنه أقرب للرسالة السياسية التى ليس بمقدورها أن تغير عسكريا من قواعد الحرب فى ساحات القتال.

لن تصل تلك الدبابات إلى أوكرانيا قبل نحو ثلاثة أشهر، كما أنها وفقا لرؤى العسكريين، سوف تحتاج لفترة مماثلة للتدريب عليها. وهى  من شأنها أن تربك المقاتلين فى الجبهة الاوكرانية، الذين لن يتمكنوا من الحصول على الوقت الكافى للتدريب على تشغيلها والعمل  عليها بالكفاءة المطلوبة. ولعلها خطوة يكون من بين أهدافها أن  يكشف الجانب الروسى عما يمتلكه من أسلحة حديثة لم يسبق الكشف عنها فيما سبق. لكن اللافت للنظر أن تأتى تلك الخطوة فى نفس الوقت الذى تجرى فيه السلطات الاوكرانية  تحقيقات فى فضائح فساد ومتاجرة فى الأسلحة والمعونات العسكرية، ويغلق فيه زيلينسكى مواقع إعلامية تطالبه بالتفاوض لوقف الحرب، ويغض المجتمع الدولى النظر عن تصريح مندوب روسيا فى الأمم المتحدة «أناتولى أنتونوف» الذى أوضح فيه أنه فى الوقت الذى تسعى فيه واشنطن بكل الجهد لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، لا أحد يفكر فى الدعوة إلى مفاوضات سلام!

فهل هناك ما يمنع أن تتقدم الجامعة العربية أو عدد من أعضائها بمبادرة لبدء التفاوض لوقف الحرب، لما تجلبه علينا من أهوال؟