رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 لم أتعود أن أنعى أحدًا.. فهذا أمر صعب على النفس وفيه من العذاب والألم الكثير.. هذا الشعور المؤلم القاسى يتملكنى عندما أحاول أن أنعى شخصًا عرفته أو تعاملت معه أو التقيته فى يوم ما.. فما بالنا إذا كان النعى لحبيب غيبه الموت.. ورفيق سرت معه على الدرب.. وصديق عايشته عن قرب.. فما بالنا بعزيز على النفس.. وقريب إلى القلب.. وصاحب فى وقت عز فيه الأصحاب.. وخليل يندر وجوده على مر الأيام.

 كان سيد عبد العاطى صحفياً من الطراز الفريد.. ترك بصمة فى الصحافة ستظل دائماً وأبداً.. فهو صاحب مدرسة وكتب اسمه فى سجل التحقيقات الصحفية التى اشتهر بها ومغامراته التى قام بها فى قطاعات كثيرة كان أشهرها تحقيقات المطار ومستشفى المجانين.. وغيرها من التحقيقات الجريئة.

 كان سيد عبد العاطى هو الصحفى الوحيد فى تاريخ الوفد الذى جمع بين منصبى رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. كان له أسلوبه الخاص فى الإدارة اجتهد وصال وجال.. أخطأ وأصاب.. لكنه ظل سيد عبد العاطى صاحب القيم النبيلة.

 تختلف أو تتفق معه فى مسيرته الطويلة لكن الشئ الوحيد الذى لا خلاف عليه هو أنك تحبه.. فهو إنسان يحمل معانى وقيم الإنسانية قبل أن يكون صحفيا ورئيسا للتحرير ورئيسا لمجلس الإدارة.

 عندما كنت أختلف معه فى بعض الأمور كان يستمع ويستجيب ولا يتمسك بالرأى الخطأ.. وفى الحالات التى لا يوافقنى فيها كان يبتسم ويقول لى إنت لازم تتغير.

خاض سيد عبد العاطى معارك كثيرة أذكر منها معركته مع جمال مبارك نجل الرئيس حسنى مبارك - رحمة الله عليه - وأذكر وقتها أننى ذهبت إليه فى قسم الأزبكية عندما تم احتجازه هناك للتحقيق فى بلاغ تقدم به نجل الرئيس يتضرر فيه من التحقيق الذى نشره فى إحدى الصحف اللندنية. كان  شجاعًا وقويًا ولم يهتز ودخل التحقيقات بكل شجاعة وخرج بعدها بساعات؛ لأنه ببساطة كان صحفيا موهوبا يكتب ما يؤمن به.. وإيمانه  بحرية الصحافة لم يكن له حدود.

 فى المرة الأخيرة التى زار فيها الوفد وتم تكريمه من قبل الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب خرج سيد عبد العاطى إلى حديقة القصر وتجمع حوله الزملاء فى مظاهرة حب.. فى مشهد لم يكن يعلم هو -ولا نحن- أنه سيكون النهاية.

رحل سيد عبد العاطى فارس الصحافة وترك ذكرى جميلة لم تتوقف عند كونه جورنالجيًا كتب اسمه بحروف من نور فى الصحافة المصرية، ولكن كإنسان أحبه الجميع الذين اختلفوا معه قبل أصدقائه ومحبيه.

 رحل سيد عبد العاطى إلى رحاب ربه ولا نملك إلا أن نقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا لفراقك يا سيد لمحزونون.. إلى جنة الخلد يا حبيب.