رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عصف ذهنى

بعد مشوار امتد أكثر من ٥٠ عاما فى خدمة قضايا الدين والدنيا رحل امام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى فى يونيو 1998؛ وعقب رحيله بربع قرن خرج البعض يهاجمه بافتراءات وشطاحات لا تقوم على منطق يقبل المناقشة الموضوعية؛ وانما تجاوزت سهامهم المسمومة شخصه وفكره لتطعن فى ثوابت الدين وصحيح الاحاديث بزعم التجديد والتنوير؛ ولا ندرى من وراء هذه الهجمة المنظمة ولماذا يتم اثارتها الان ولمصلحة من يجرى تشويه فكر الشيخ الجليل؟

وبعيدا عن ما قيل ويقال لأنه لا يستحق التوقف أو الاهتمام؛ فان هذا الرجل سيظل بشهادة الكثيرين وأحدهم المرحوم أحمد كغتارو مفتى الديار السورية الذى قال عنه كان واحدا من افذاذ العلماء فى الإسلام الذى بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة فى دينها وأخلاقها؛ وغيره قال الكثيرون فى حقه ما لم يقل فى حق غيره من أبناء جيله وأقرانه المهتمين بمجال الدعوة وتفسير الكتاب الكريم الذى فسر منه حتى رحيله 28 جزءا فى 2000 ساعة؛

ولأولئك الحاقدين الذين لا يعرفون الشيخ حق المعرفة فى حياته ومسيرته وتأثير عظته. التى جمعت حولها كل الفئات بمختلف ثقافاتها واعمارها؛ منذ أن وهبه والده للدعوة وعلوم الدين بدءا من كتاب قرية دقادوس لحفظ القران وانتهاء بحصوله على شهادة العالمية عام 1943؛ ثم تدرج فى سلك التدريس الدينى حتى تولى وزارة الاوقاف وشئون الأزهر بين عامى 1976 و1978 والتى استقال منها خشية أن يتسلل إلى قلبه ذرة كبر أو طمع فى الدنيا وزخرفها؛ فى أعقاب زيارة إلى بلدته شعر خلالها باحتفاء مبالغ فيه واطراء على شخصه كوزير قبل أن يكون داعية.

وبعيدا عن دوره فى مجال الدعوة وتفسير القرآن؛ كان للشيخ فى شبابه مواقف مشهودة فى الحياة العامة والممارسة السياسية والتى تنوعت أشكالها فقد شارك فى عام 1934 فى حركة تمرد طلاب الأزهر التى طالبت باعادة الشيخ المراغى إلى المشيخة؛ ويومها فصل من الأزهر حتى عاد الشيخ المراغى إلى موقعه فاعاد الطلاب المفصولين إلى الدراسة وكان ضمنهم.

كذلك اودع الشيخ الشعراوى السجن الانفرادى بالزقازيق بتهمة العيب فى الذات الملكية بعد نشره مقالا يهاجم فيه الملك لمواقفه المناهضة للأزهر الشريف.

وأليس هو من قال للرئيس الراحل حسنى مبارك بعد محاولة اغتياله فى أديس أبابا؛ إذا كنا قدرك فليعينك الله علينا؛ وإذا كنت قدرنا فليعيننا الله عليك.

أما مقولته الأشهر فى وجه التطرف والإرهاب والتى يرددها كل مسلم حتى الآن الذى قال فيها: من يقول عن مصر أنه أمة كافرة؛ إذا فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟ مصر التى صدرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها؛ حتى أهل البلد الذى نزل فيه؛ من الذى رد هجمة التتار إنها مصر؛ من الذى واجه الصليبيين إنها مصر؛ وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد أو مدفوع من خصوم الإسلام من هنا أو هناك.

هذه الكلمات جاءت على لسان العالم الجليل المرحوم الشيخ محمد متولى الشعراوى فى مواجهة التطرف السياسى دون أن يخشى على ذاته رغم تهديده بالاغتيال أكثر من مرة.

ذلك قدر يسير من كثير عن حقائق ومواقف أمام الدعاة فى قضايا الدين والدنيا والتى لا يعرفها الذين هاجموه؛ فزادهم هجومهم سخطا وانكارا بينما زاده حبا واكبارا رغم رحيله من ربع قرن.