رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خط أحمر 

جاء السياسى السنغالى عبدالله باتيلى مبعوثًا أمميًا إلى ليبيا فى سبتمبر الماضى، ولم يكن هو المبعوث الأول الذى يرسله إلى الأراضى الليبية أنطونى جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، فلقد سبقه إلى مكانه كثيرون، وفى الغالب لن يكون الأخير. 

ولأنه لا شىء يريد أن يتغير مع توالى المبعوثين من نوعية باتيلى، فلا يعبر عن هذه الحالة إلا عبارة «الثابت والمتحول» التى اتخذها الشاعر أدونيس عنوانًا لكتابه الشهير! 

فالمبعوثون الدوليون يتوالون على بلد العقيد، مبعوثًا من وراء مبعوث، ولكن ليبيا فى حد ذاتها حالة ثابتة لا يتغير فيها شىء ولا يتبدل فيها شىء.. وليس أدل على ثباتها إلا أنهم هناك يرغبون فى تنظيم انتخابات منذ الرابع والعشرين من ديسمبر قبل الماضى.. ولكن دون جدوى. 

ففى ذلك التاريخ كان من المفترض أن تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية، وكانت الانتخابات ستجرى فيه حتى اللحظة الأخيرة، ولكن فى هذه اللحظة الأخيرة عاد كل شىء إلى المربع الأول.. ومما قاله باتيلى قبل ساعات إن مؤتمرًا سوف ينعقد فى الأمد القريب لدول جوار جنوب ليبيا، وإن هذا المؤتمر سوف تكون له غاية واحدة هى التوصل إلى طريقة يخرج بها المرتزقة من الأراضى الليبية. 

ولا أعرف لماذا دول الجوار الجنوبى على وجه التحديد؟، فما نعرفه أن ليبيا على جوار مباشر مع ست دول، وأن هذه الدول هى مصر، والسودان، وتشاد، والنيجر، والجزائر، وتونس.. فإذا تكلمنا عن دول الحوار الجنوبى فقط فستكون هى السودان، وتشاد، والنيجر. 

إن خروج المرتزقة مصلحة سياسية لكل دول الجوار دون استثناء، ومصلحة عملية طبعًا لكل ليبى، ولا يمكن الحديث عن استقرار فى ليبيا، ولا عن انتخابات فيها بالتالى، فى ظل وجود مرتزق واحد فى بلد العقيد القذافى.. وهذه قضية لا خلاف عليها، لا بين الليبيين أنفسهم، ولا بالطبع بين دول الجوار.. ولكن المعضلة هى فى اخراج المرتزقة بالفعل لا بالكلام. 

والمعضلة الأكبر أن وجود المرتزقة يرتبط بمصالح دول فى الإقليم وفى غير الإقليم، وليس من بين هذه الدول مصر بالتأكيد، لا لشىء، إلا لأن القاهرة لم تكن ذات يوم صاحبة مطمع فى ليبيا، ولا هى صاحبة مطمع اليوم، ولن تكون فى المستقبل.. وكل ما تريده هو استقرار البلد بما يجعل ثرواته لأبنائه لا لطرف سواهم. 

ولكن ليس معنى هذا أنه لا حل، فالحل ممكن ومتاح، ولكنه يبدأ من داخل ليبيا لا من خارجها، لأن خطوة البداية هى اتفاق الليبيين أنفسهم، فإذا اتفقوا فلا شىء بعد ذلك يهم.