حفنة كلام
بعد أن نزل السّيل فى الصيف الماضى نبتت فى صحراء مصر ولاسيما فى مثلث الخير «المثلث الذهبى « نباتات برّية ذوات روائح عِطرية وزهور مدهشة , وقد أينعت هذه الأعشاب وحان قطافها لكنها لم تجد قاطفها، وصار المسافر إلى القصير أو رأس غارب أو الغردقة أو سفاجا أو مرسى علم وحلايب وشلاتين يجد هذه الزهور على جنبات الطرق وفى الأودية؛ فهل وجدت فريقا علميا يجمع هذه البذور ويصف هذه النباتات ويُدرجها فى تصانيف طبية تفيد الناس؟
فهذه الأعشاب تحوى أسرارا طبّية عالية، كما أن هذه النباتات تغدو ذات أهمية كبرى فى ظل التلوّث الزراعى ومن ثم الغذائى الذى يعانى منه الناس , وأذكر أننى كنت فى جولة بصحراء عُمان ورأيت كيف يبيعون الطماطم والخيٍار الجبلى ويصدرونها للخارج الذى يتلهف لمثل هذه النباتات، ولا أنسى مذاق هذه الأطعمة ورائحتها الذكية , وقد تحدثتُ من قبل هنا عن «صيدلية العَبّادى» التى ذكرتنى بمعظم صيدليات ألمانيا التى قسموها نصفين؛ نصف للدواء الكيميائى والنصف الآخر للأعشاب الطبية؛ وهناك أطباء خريجى كليات الطب فى ألمانيا لايصفون لمرضاهم سوى هذه الأعشاب..
فهل نجد من ينقذ هذه الثروة قُبيل أن تُطمس هذه الأودية والجبال وتتحول إلى طرق ومصانع ويصل إليها التلوث البيئى.. وهذا هو دور الجامعات والمؤسسات الطبية.. لعلّ.. وعسى...
< مختتم="">
قال ابن زهر الحفيد
إِنّـى نَـظَـرتُ إِلى المِـرآةِ إِذْ جُـليـت
فَــأَنــكَــرَت مُـقـلَتـايَ كُـلَّ مـا رَأَتـا
رَأَيـتُ فـيـهـا شُـيَـيـخـًا لَسـتُ أَعـرِفُهُ
وَكُـنـتُ أَعـرِفُ فـيـهـا قَـبـلَ ذاكَ فَتى
فَـقُـلتُ أَيـنَ الَّذى مَـثـواهُ كـانَ هُنا
مَـتـى تَـرحَـلُ عَـن هـذا المَـكـانِ مَتى
فَـاِسـتَـجـهَلَتنى وَقالَت لى وَما نَطَقَت
قَـد كـانَ ذاكَ وَهـذا بَـعـد ذاكَ أَتـى
هَــوِّن عَــلَيــكَ فَهــذا لا بَــقــاءَ لَهُ
أَمـا تَـرى العُشبَ يَفنى بَعدَما نَبَتا
كـانَ الغَـوانـى يَـقُـلنَ يـا أخى فَقَد
صارَ الغَوانى يَقُلنَ اليَومَ يا أَبَتا