رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 «الأوباش» هم الأخلاط من الناس، إذ لا يضمهم أصل ينتمون إليه ويعتصمون به، وتطورت دلالة المعنى بعد ذلك لتصبح كلمة «الأوباش» تدل على السفلة وأراذل الناس، وجاء هذا التطور الدلالى نتيجة تعدد الأهواء واختلاف العادات المُنَفِّرة لهؤلاء «الأوباش» الذين هم من قبائل شتى، وقد اشتهر«الأوباش» بالسلب والنهب واستغلال الأزمات والظروف الاجتماعية والِمحن الصغيرة والكبيرة، للقيام بهذه الأفعال المشينة والرديئة من النهب والسلب، وقبل أن نروى قصة عن هؤلاء، دعونا نتحدث عن وقائع أصابتنى بالصدمة والدهشة خلال الأيام الماضية 

  الواقعة الأولى:

 انتشار فيديو فاضح لشاب وفتاه قٌصَّر فى الطريق العام، وقد صدمنى هذا الانتشار غير المبرر، وأرعبتنى – رغم إدانة هذا الفعل–جرأة المواقع الإخبارية التى قامت بنشر هذا الفيديو دون رادع أخلاقى أو إنسانى، وكأننا بهذا النشر والمساعدة على عملية انتشاره، قد خطونا الخطوة الأخيرة فى عملية التطهير المجتمعى من الفساد الأخلاقى، وحطمنا عوائق الاتجاه لمجتمع مثالى، وقمنا بتفتيت آخر صخرة فى طريقنا إلى المدينة الفاضلة!!  

وهنا يجب أن نتوجه بالسؤال لحارس الأخلاق وحاميها، هذا الذى قام بتصوير المقطع المشين الذى لم يتجاوز مدته 15 ثانية، ثم قام بنشره على الملأ عبر منصات التواصل الاجتماعى، هل استراح ضميرك الآن بعد فضح قٌصَّر يحتاجون للتقويم وليس التشهير، هل استقر المؤشر الأخلاقى لكل من ساهم وساعد على انتشار هذا المقطع الفاضح، هل استرحتم الآن بعد تدمير حياة أنٌاس الموت لديهم الآن خير من هذه الفضيحة التى تسببتم فيها؟!!.. لا أعتقد ذلك

الواقعة الثانية:

ومن الفعل الفاضح من أعلى كوبرى روض الفرج، إلى الفعل الفاضح على منصة «تويتر»، والخناقة الأشهر بين رجل أعمال وعدد من الإعلاميين، والتى يمكن تسميتها بـ«خناقة الأكابر» بسبب قوة أطرافها والمكانة المجتمعية التى يتمتعون بها، أليست هذه «الخناقة بين الأكابر» من الفعل الفاضح، أليست جرعات التلميح والتوبيخ والسباب الواضح والصريح، بين أصحاب الأصوات وصاحب الأبراج من الأعمال الفاضحة والمنافية للذوق العام، أليست الاتهامات المتبادلة بين هؤلاء «الأكابر»، والتى تناقلتها وسائل الإعلام، تعد من الجٌرم الفاضح فى حق هذا المجتمع ويجب التحقيق فيها، خاصة بعد أن وصلت هذه الاتهامات لحدود الخيانة بنشر الفوضى ونهب الثروات وتهريب الأموال والتضليل والتطبيل؟!!.. أعتقد أنها تستوجب التحقيق.  

نعود مرة أخرى لقصة «الأوباش» الذين ذكرناهم فى بداية المقال، يحكى لنا الجبرتى فى كتاب عجائب الآثار فى التراجم والأخبار ويقول: «إنه فى يوم الجمعة 1 شوال 1213 هـ– يوم 8 مارس 1799 م–، اجتمع الناس لصلاة العيد فى المساجد والأزهر، واتٌفِق أن إمام الجامع الأزهر نسى قراءة الفاتحة فى الركعة الثانية، فلما سَلًّمَ أعاد الصلاة بعدما شنًّع عليه الجماعة، وخرج الرجال والنساء لزيارة القبور، فانتبذ بعض الحرافيش نواحى تربة باب النصر، وأسرع فى مشيه، وهو يقول: «نزلت عليكم العرب ياناس»، فهاجت الناس وانزعجت النساء، ورمحت الجعيدية والحرافيش، وخطفوا ثياب النساء وأزرهن، وما صادفوه من عمائم الرجال وغير ذلك، واتصل ذلك بتربة المجاورين وباب الوزير والقرافة، حتى أن بعض النساء مات تحت الأرجل، ولم يكن لهذا الكلام صحة وإنما ذلك من مخترعات «الأوباش»، لينالوا أغراضهم من الخطف بذلك».

ــ فى النهاية.. تم القبض علي القُصّر مرتكبى الفعل الفاضح .. والآن نترقب بشغف نتائج «خناقة الأكابر».. ونصبح ونضحى ونمسى دائمًا ضحية للأوباش. 

اللهم احفظ مصر وأهلها من كل شر.

[email protected]