رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

فى كل محنة تطاردك؛ هل فكرت فى البحث عن المنحة التى تنتظرك؟

نحن لا ندرك–إلا نادراً– الحكمة فى قصتنا مع الآخرين وسط تجارب الأيام الصعبة والمواقف الحاسمة بحلوها ومرها.

لعله خير!

تناجى بها نفسك بينما تحاول التعايش مع موقف لم تتوقعه، وتنكشف أمامك بعد حين كيف كان الموقف الصعب منحة لترى ما لم تكن تراه، ولتتعلم الدرس الذى تصنع به الأفضل فى قادم الأيام!

لعله خير!

يحكى أن ملكاً خرج ذات يوم فى رحلة للصيد يرافقه أقرب وزرائه، وكلّما فشل الملك فى التصويب؛ قال له الوزير: (لعلّه خير)

أثناء الرحلة، وقع الملك فى حفرة عميقة!

قال له الوزير: (لعلّه خير)

نزف من يد الملك دماً كثيراً.. ذهبا إلى الطبيب الذى أوصى بقطع الإصبع حتى لا يتضرر باقى الجسم!

غضب الملك ورفض الخضوع لأمر الطبيب، إلا أن إصبعه لم يتوقف عن النزيف مما أجبره على قطع إصبعه!

وقال له الوزير مجدداً: (لعله خير)

سأل الملك الوزير: «وما الخير فى ذلك، أتتمنى بتر إصبعي؟!»

أمر الملك حراسه بالقبض على الوزير وحبسه!

قال الوزير مجدداً: (لعله خير)

قضى الوزير فترة طويلة داخل السجن!

وفى أحد الأيام خرج الملك للصيد مصطحباً معه حراسه، ووقع فى يد جماعة من الأشخاص الذين يعبدون الأصنام.. أخذوه بهدف تقديمه قرباناً للأصنام التى يعبدونها، وعندما عرضوا الملك على قائدهم وجد إصبعه مقطوعاً، فأمر بتركه وإعادته من حيث أتى، لأن القربان يجب أن يكون صحيحاً بغير علة!

عاد الملك إلى القصر مبتهجاً لنجاته من الموت بأعجوبة، وطلب من الحراس أن يحضروا الوزير إليه ليروى له ما حصل معه، وليعتذر عما بدر منه فى حقه!

سأله الملك عن سبب قوله (لعله خير) عندما أمر بسجنه؟

أخبره الوزير أنه لو لم يكن محبوساً، لكان قد اصطحبه الملك معه للصيد كعادته، وسيكون وقتها (قرباناً للأصنام) بدلاً منه!

أخبره الوزير أن الله يمتحن الإنسان عندما يأخذ منه شيئاً، وذلك لخير يجهله الإنسان، ففرح الملك كثيراً وقال: (لعله خير)

الأخبار السيئة ليست كذلك على الدوام، لأنها تحمل لك دائماً معنى جديداً، بل يولد معها خبر سعيد يأتيك بعد قليل!

السيئ خبراً أو حكاية على قدر قسوتهما يفتحان عقلك وينيران دربك لترى ما لم تكن تراه، ولتكتشف–بالصدفة– ما لن تدركه أو تصدقه إذا كان كل شىء على ما يرام!

القصة السعيدة تلهمنا، والتجربة الصعبة هى فى الحقيقة بذور قصة سعيدة إذا ما استوعبنا دروسها جيداً!

هذا عام جديد ينطلق بعد قليل؛ فقط حاول أن تتأمل قصتك فى عام مضى، وكلى يقين بأنك ستكتشف بين تفاصيله التى أرهقتك؛ وتجاربه التى لن تتكرر، خيراً كثيراً لم تدركه فى حينها.. ولا تنس أن تنطلق وتنهض من جديد وأنت تقول: لعله خير فى العام الجديد!

نبدأ من الأول

[email protected]