عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول الشاعر ومنْ يصنع المعروفَ فى غير أهله ِ يلاقى الذى لاقى مجيرُ أمّ عامر

أدام لها حين استجارت بقـربهِ طعامًا وألبان اللـــقاح الدرائـر

وسمّنها حتى إذا ما تكاملتْ فـرَته بأنيابٍ لها وأظافر

فقلْ لذوى المعروفِ هذا جزاء منْ بدا يصنعُ المعروف فى غير شاكرِ.

نعم، وأجدنى أردد وراء الشاعر عن جزاء من يصنع المعروف فى غير شاكرٍ، أو فى غيرِ أهله، فعلى الرغم أن القصة الشهيرة التى جاءت حولها الأبيات السالفة كان المقصود بها حيوانًا «ضبعة»، وكان جماعة من العرب خرجت للصيد، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر التى التجأت إلى أعرابي، فأواها ومنع عنها الذين يطاردونها، بل وزاد بأن رق قلبه على هذه الطريدة، التى وجدها جائعة فحلب لها شاته وقدّم لها الحليب فشربت حتى ارتدّت لها العافية، وبعد أن أصبحت فى وافر الصحة، وبينما ينام الأعرابى مرتاح البال فرحًا بما فعل من إحسان، تغلب الفطرة أنثى الضبع المفترسة وتنقض على الرجل وتبقر بطنه وتشرب دمه، وتمشي.

أقول على الرغم من أن الشاهد تناول حيوانا مفترسا بطبعه وغريزته، لكن من المؤسف أن يكون الخداع والكذب غريزة لدى البعض من بنى البشر، الذين يدفعون آخرين للندم إذا أقدموا على عمل خير فيهم بقصد المساعدة والتعاضد، حين يؤثرون عمل الخير ويحسنون الظن فى الآخرين الذين يستغلون هذا السلوك النبيل ويبادلون الإحسان بالإساءة، حينما نكتشف كذبهم وخداعهم، بل ولا أبالغ إجرامهم إذ يتجرأون على ما ليس حقهم، فى حين نجد من يكون محتاجًا ولا يسأل الناس وهؤلاء هم الأولى بالمساعدة والإحسان، ولكى أكون واضحًا وغير مجحف فى حكمى هذا ومطلبى من كل صانع معروف أو محسن أو مقدم للخير أن يتحرى فيمن يصنع إحسانه ومعروفه، فقد وصلتنى رسالة على منزلى بخطاب مثير للشفقة على حالة أحدهم يحتاج مساعدة ويقسم عليّ بأمى الغالية رحمها الله، أن أساعده حتى يستطيع أن يكمل حياته، وحقيقة لقد أثارت رسالته شفقتى وأحسست أن هناك إنسانًا فى أشد الاحتياج للمساعدة ويجب إنقاذه ومد يد العون له، فقررت على الفور دون تردد مساعدته، وتواصلت مع جمعية (بوابتك للخير) التى أكن لها والقائمين عليها كل التقدير والاحترام، إذ إنهم لا يتوانون فى مساعدتى بكل الأنشطة الخيرية التى يعيننا الله عليها، ولكن للأسف الشديد تبخر كل ذلك، وصُدمت من هذا الذى طلب المساعدة كيف تجاسر وأقدم ذلك، إذ إن البحث أثبت أنه لا يستحق، واتضح بعد التأكد التام أنه «نصاب، بل أكثر من ذلك حينما ذهب الباحث الاجتماعى للتأكد من مدى احتياج الحالة، أفادوه جيرانها وصاحب العقار بأنه دأب على استغلال الجمعيات يتصل بها متحايلا لجمع المال وكراتين الأغذية ليبيعها أو يهادى بها.. لذا أرجو أن تحذروا كل الحذر، ولا تفعلوا الخير إلا بأهله، لأن هناك أناسًا كثيرين يحتاجون المساعدة ويستحقونها فلا تحرموهم منها، فهم الأولى، وهم الذين قال الله تعالى فيهم «لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ».