رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يبدأ التاريخ بمصر؛ فمصر هى البداية. ومصر هى مهد وأرض الحضارات؛ ففى مصر وُلد التاريخ والحضارة البشرية منذ آلاف السنين، وأينما تذهب تجد حتمًا جزءًا ما من تاريخ مصر، وكذلك من تاريخ العالم، لذلك فلن نكون مخطئين إذا قلنا إن مصر والتاريخ توأم متماثل فى كل شيء. فقد ظهرت الحضارة مبكرًا فى وادى النيل ودلتاه المصريتين. ويجد المرء أنه من الصعب اختيار نقطة زمنية معينة، يسرد منها قصة التاريخ المصرى المثيرة والشيقة؛ فمصر موغلة فى القِدم، قِدم الزمن نفسه. وإذا تغاضينا عن البداية المبكرة لظهور الإنسان على الأرض المصرية، والذى كان ظهوره من بين أوائل الأجناس البشرية التى عرفتها القارة الإفريقية، فإن معرفة المصرى القديم لحرفة الزراعة المنظمة، والمستقرة، على ضفاف نهر النيل العظيم، فى حوالى الألف السادس قبل الميلاد، تُعَدُ، فى رأيي؛ هى البداية الحقيقية لنشأة الحضارة المصرية، التى ستستمر لآلاف السنين من بعد.

شكَّل نهر النيل المصدر الأساس لنشأة الحضارة المصرية العريقة، التى جعلت «أبو التاريخ» المؤرخ الإغريقى الأشهر «هيرودوت» يصف الحضارة المصرية بأنها «هبة النيل»، وهو وصف لا يخلو من منطقية ووجاهة، غير أن صحة وَصْفِه يجب أن تكون على هذا النحو «مصر هبة النيل والمصريين»؛ فلولا المصريون ما نشأت الحضارة المصرية العظيمة على ضفاف النهر العظيم، الذى يمر بدول إفريقية عديدة، ورغم ذلك لم تنشأ بها حضارات، ولا بلغت ما وصلت إليه الحضارة المصرية من تقدم واستمرارية وازدهار. فقد كان الإنسان المصرى القديم ـ البَنّاء العظيم، صاحب ومُشيد هذه الحضارة الفريدة ـ يمتاز بالبِناء والتحضر والميل إلى السلم، ويعشق العمل وإتقانه والدأب والصبر والصمت والهدوء والحلم وتحمل الشدائد والإيمان والتسامح.

عندما تم توحيد مصر العليا (الصعيد) ومصر السفلى (الدلتا) فى مملكة واحدة، وقيام الدولة المركزية على يد الملك «حُور عِحا»، أو «مِينا»، بمعنى «المُثبت»؛ أى المثبت لأركان الوحدة المصرية، استقرت فى هذه الفترة المبكرة قيم ومعايير سوف تحكم الدولة المصرية، وتصبغ الشخصية المصرية من بعد ذلك وإلى الآن. وبعد هذا التاريخ المبكر الذى اشتمل على الأسرتين الأولى والثانية، دخلت مصر عصر الدولة القديمة، الذى يُعرف أيضاً بـ«عصر بناة الأهرام»، وفيه شيد المصريون الأهرام المصرية الشهيرة، فى الجيزة وسقارة ودهشور و«أبو رواش» و«أبو صير» وغيرها، ونحتوا تمثال «أبو الهول» الشهير فوق هضبة أهرام الجيزة، ممثلاً الملك خفرع، بانى الهرم الثانى بالجيزة. وتقف الآثار المصرية الشامخة شاهدًا ودليلاً على عبقرية الأداء، وروعة الإنجاز، والإعجاز المعمارى والهندسى والفلكى والإدارى الخاص بالمصريين القدماء.

تقع مصر فى الركن الشمالى الشرقى من القارة الإفريقية، وتمتد فى جنوب غرب آسيا من خلال شبه جزيرة سيناء، بوابة مصر الشرقية والمدخل الأساسى للغزاة إلى الأرض المصرية عبر التاريخ. وقد جعل هذا الموقع الجغرافى المتميز من مصر ملتقى للحضارات، وبوتقة لتلاقى الثقافات، كما جعل منها كذلك مطمعًا للغزاة والطامعين والمحتلين عبر تاريخها الحضارى الطويل.

مدير متحف الآثار- مكتبة الإسكندرية

Email: [email protected]