رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بدأت منافسات كأس العالم بالعاصمة القطرية الدوحة، وبدأ معها الزخم والجدل أيضاً. والملمح الأبرز فى حفل الافتتاح تمثل فى الدعم والحضور العربى المميز لدولة قطر من محور الخير العربى- المصرى السعودى الإماراتى والأردنى. خاصة أن البطولة تقام للمرة الأولى فى دولة عربية.

الملمح الثانى تجسد فى الوجه الاقتصادى لكرة القدم، التى تحولت من لعبة تنافس وترفيه إلى صناعة متكاملة، تمثل جزءاً مهماً من دورة وحركة الاقتصاد العالمى، حتى أصبحنا نتحدث عن اقتصاديات الرياضة عامة وكرة القدم خاصة. والعلاقة بين الاقتصاد والرياضة علاقة ثابتة، أكدت عليها العديد من الدراسات والأبحاث الاقتصادية، من أبرز ما قرأت فى هذا السياق دراسة بعنوان: «الآثار الاقتصادية لبطولة كأس العالم لكرة القدم على الدولة المستضيفة»، للدكتور عزت ملوك قناوى، أستاذ الاقتصاد الدولى بجامعة كفر الشيخ، حيث أشارت الدراسة إلى أن استضافة دولة معينة لتنظيم بطولة قارية أو عالمية له العديد من الآثار الاقتصادية الإيجابية على المدى القصير؛ فيما يتعلق بإنعاش الطلب الكلى وتحسينه، وتحسن قيمة العملة الوطنية للبلد المضيف نتيجة زيادة السياحة الوافدة إليه والمصاحبة لفرق البطولة، وما يترتب على ذلك من زيادة نسب إشغال الفنادق والمطاعم وغيرها من الخدمات إلى جانب انتعاش سوق الدعاية والإعلان والترفيه، بما يؤدى لخلق المزيد من فرص العمل. وعلى المدى البعيد تقدم الدولة المضيفة نفسها، وتعلن عن الفرص الاستثمارية لديها، ما يعنى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر.

الدراسة دللت على ذلك بعوائد بطولات كأس العالم السابقة؛ حيث حقق مونديال كوريا واليابان 2002 عوائد تقدر بنحو 9 مليارات دولار للدولتين، ونحو 12 مليار دولار لألمانيا فى مونديال 2006، وما يقرب من 5 مليارات دولار لجنوب إفريقيا 2010، ونحو 14 مليار دولار للبرازيل عام 2014. بينما توقعات وتحليلات الفيفا لمونديال روسيا 2018 أشارت إلى أن تنظيم روسيا لهذا الحدث العالمى من شأنه تعزيز نمو الاقتصاد الروسى بنحو 3 مليارات دولار سنويا على مدى السنوات الخمس التالية للبطولة، بالإضافة لكون البطولة كانت فرصة للشركات الروسية التى قامت بإنشاء البنية التحتية لإبراز كفاءتها تمهيداً لحصولها على صفقات خارج أراضيها مستقبلاً.

دراسة أخرى لمركز تريندز للبحوث والاستشارات ذهبت إلى أن صناعة كرة القدم صارت صناعة رابحة عالمياً، وكيف أن بطولة الدورى الإنجليزى الممتاز لكرة القدم ساهمت فى إنعاش الأداء الاقتصادى البريطانى وذلك بحسب دراسة أجرتها مؤسسة E&EFinancial Services الأمريكية، التى أوضحت أن الدورى الإنجليزى ساهم فى دعم الاقتصاد البريطانى فى ظل جائحة كورونا بعد أن ضخ نحو سبعة مليارات وستمائة مليون جنيه إسترلينى فى الخزينة البريطانية خلال سنوات الجائحة.

عربياً يمثل الدورى السعودى نموذجاً جيداً لما يمكن أن تكون عليه اقتصاديات كرة القدم والاستثمار الرياضى؛ فالتطور السعودى فى مختلف المجالات طال بالتحديث قطاع كرة القدم، وما بين الهزيمة السعودية من ألمانيا بثمانية أهداف نظيفة فى أولى مباريات مونديال 2002، إلى الفوز على الأرجنتين فى أولى مباريات مونديال 2022، لتتحول من أسوأ هزيمة للمنتخبات العربية فى تاريخ كأس العالم إلى أبرز فوز للمنتخبات العربية. حكاية مثيرة من التخطيط والعمل والاحترافية، كانت أول خطوات النجاح تغيير الرؤية للدورى السعودى من دورى للهواة إلى منتج استثمارى وصناعة كبيرة، والفارق هنا كبير، ليصبح الدورى الأغلى آسيوياً وعربياً بقيمة تقترب من حاجز نصف مليار يورو وفقاً لتقديرات شبكة «Transfer «Market العالمية. ليصبح السؤال المهم أين نحن من تلك الصناعة فى مصر؟؟!!.

الملمح الثالث؛ ملمح سلبى يتعلق بمحاولات البعض فرض أجندة دينية على حدث ومحفل رياضى عالمى؛ خلط الدين بالسياسة خطأ، وخلط الدين بالرياضة خطأ أكبر، التنافس الرياضى وعلى العكس من التنافس السياسى يتسم بالنزاهة، كأس العالم بالتحديد بمثابة «أمم متحدة رياضية» تجمع شتى الثقافات والأجناس والأديان من كل أنحاء العالم، لذا ينبغى لها ألا تصبغ بصبغة دينية، هذا الباب تستغله طيور الظلام المتطرفة للولوج مرة أخرى والعبث بعقول البعض بعد أن أغلق باب خلط الدين بالسياسة. لذلك من السخف والعبث أن نربط بين انتشار الدين وكأس العالم؛ على الرغم من مشاركة العديد من الدول العربية فى السابق وحالياً ومستقبلاً فى تلك البطولات، وكفانا عبثاً بالدين.